الحدث - سجود عاصي
جمعت الأم همًا وكمًا من الحكايات والقصص، من واقع حالها وابنها، إنها قصص لمرضى التوحد وعائلاتهم، في ظل القصور والخجل من التعامل مع هذه الفئة التي يزداد أفرادها باستمرار، وبدأت بقصة ابنها أحمد لتتوالى القصص تباعا.
تقول ختام القاضي إنها أسست مجموعة لأهالي الأطفال المصابين بالتوحد، وإن الفكرة نبعت بسبب حاجتها كأم لمريض بالتوحد إلى تجمع يروي قصص أهالي المرضى للاستفادة منها بعيدا عن الأخصائيين لأن الحصص العلاجية لا يمكن أن تتجاوز الساعتين بينما يقضي الطفل نحو 22 ساعة مع أهله وعائلته.
ويهدف التجمع إلى المطالبة بالحقوق التي يجب أن تتمتع بها شريحة التوحد كالتعليم والصحة والعمل وغيرها، من مبدأ أن الراعي الأول لهم هو الأهل، فتقول القاضي لـ "الحدث": بكرا بيموتو أهلو وين بدو يروح الولد..". وذلك في ظل التنصل من تطبيق قرار دمج هذه الفئة في التعليم بالمدارس، مؤكدة أن عددا من الحالات حاولت التسجيل والانتظام في الدوام الدراسي وقوبلت بالرفض، إضافة إلى عدم تغطية التأمين الصحي من قبل وزارة الصحة الفلسطينية لعلاج أمراض الأعصاب التي هي المسبب الرئيس للتوحد.
"أصاب ابني وجع في أسنانه قبل فترة، ورفضت كل عيادات الأسنان في مدينة رام الله فحصه وإجراء اللازم له والسبب أنه مريض بالتوحد، وما يحتاجه الأطباء في ذلك هو غرفة عمليات وتخدير في مستشفى خاص وهذا يكلف نحو 5 آلاف شيقل" أضافت القاضي.
وتؤكد القاضي، أن هناك عددا من المراكز التي تعنى بعلاج مرضى التوحد، لكن لا تمتلك جميعها الخبرة والمعرفة الكافية لذلك، والكثير من الحالات تعطى علاجا لمرض مختلف وغير دقيق، وأن هناك آلاف الحالات المصابة بالتوحد، ولكن لا أحد يعلم أو يتحدث عنهم، وهناك الكثير من الأهالي "يخبئون أبنائهم من المجتمع والناس".
وأشارت القاضي إلى التكلفة العالية التي يضطر أهالي مرضى التوحد لدفعها في سبيل العلاج، وأضافت: "إذا كان هناك من يدفع فهناك العشرات غير قادرين على الدفع، حيث إن تكلفة الحصة العلاجية الواحدة تصل أحيانا إلى 250 شيقلا، إضافة إلى أن مدرس السباحة لأطفال التوحد يطلب 1500 شيقل شهريا عدا عن اشتراك النادي والمواصلات".
وختمت القاضي بالقول، هناك العديد من الوزارات التي يقع على عاتقها جزء من المسؤولية أهمها وزارة التربية والتعليم ووزارة الصحة ووزارة العمل والثقافة والتنمية الاجتماعية.
يشار، أن تجمع "مساندة أهالي أطفال التوحد في فلسطين" أنشئ في 15 فبراير 2018، وضم خلال عشرة أيام فقط أكثر من 300 مشترك.
يذكر، أن التوحد هو اضطراب عصبي، وهو عجز في سلوكيات التواصل الاجتماعي اللفظية وغير اللفظية في التفاعل بدرجة مختلفة من طفل لآخر، وهي حالة قابلة للتغيير إذا تم التعامل معها بطريقة صحيحة. وقد يعاني هؤلاء الأطفال من فرط في الحركة ونقص في الانتباه، وخلل في ترجمة الإحساس الوارد من الحواس الخمسة.
.