الأربعاء  09 تموز 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ماذا نعني بعقبات القدس؟

2019-03-03 11:43:57 PM
ماذا نعني بعقبات القدس؟

 

الحدث الفلسطيني

عند زيارتك لمدينة القدس القديمة ستلاحظ  في كل خطوة عبق تاريخ وحضارة تركت ملامحها وتراثها العمراني الفني على جدران وزقاق وشوارع المدينة، ولا يكاد أن يخلو أي مشهد في المدينة من رواية عن عالم أو محارب أو متصوف، حتى غزاة المدينة تركوا رواياتهم وآثارهم فيها.

ومن ضمن الآثار التاريخية المهمة في مدينة القدس ما يعرف لـ "العقبات " وهي عبارة عن أحياء مكونة من شوارع ضيقة ويوجد فيها مبانٍ تاريخية، وفي الغالب تربط شوارع وأحياء المدينة في بعضها البعض، وتسميتها بالعقبة تعود إلى فكرتين نظرا لاختلاف وجهات نظر أهل المدينة ولوجود العديد من المعاني لكلمة عقبة في قاموس اللغة العربية، لكن يوجد ثلاثة تعبيرات تم الإجماع حولها، فالأول من خلال إرجاعها إلى الفعل الثلاثي "عقب" وجمعها عقبات وتعني الصعاب والعوائق والموانع، وفي وجهة نظر أخرى ينظر إلى "عقبات" على أن معناها مطلع الطريق أو طريق صاعد يحتوي على عدد من الدرجات، وفي تفسير آخر لها تعني الحصن وتقع ضمن الشكل الهندسي الدفاعي لمدينة القدس، وجزء من هذا الحصن هو العقبات"

ويوجد في مدينة القدس القديمة أكثر من 24 عقبة، تعود إلى الفترات الأيوبية المملوكية والعثمانية، ولكل عقبة سر وراء تسميتها، فمنها ما يعود لأسماء علماء، وأخرى إلى أسماء عائلات تقطن في العقبات، ومنها ما يدل على مورد تجاري معين في مدينة القدس.

ومن أقدم العقبات الموجودة في مدينة القدس؛ عقبة الرصاص التي تعتبر من أقدم الآثار في المدينة وموجودة بالقرب من باب العامود، ويعود قدمها إلى القرن الخامس عشر، وسميت بهذا الأسم نسبة إلى عائلة الرصاص التي تقطن هناك، ويوجد أيضا عقبة التوتة التي يعود تاريخها إلى الفترة ما بين حكم المماليك وحكم العثمانيين للمدينة، وسميت بهذا الاسم بسبب وجود شجرة توت على مدخلها.

ويوجد عقبات سميت على أسماء عائلات مقدسية عريقة مثل عقبة درويش التي تنسب لاسم عائلة درويش، وعقبة الخالدية التي تنسب إلى عائلة الخالدي، وعقبة الجبشة التي تنسب إلى عائلة جبشة التي تقطن في العقبة.

وتنسب بعض العقبات إلى علماء إسلاميين مثل "عقبة المفتي"، التي سميت بهذا الاسم نظرا لوجود البيت الذي كان يسكنه مفتي فلسطين الحاج أمين الحسيني، وعقبات نسبت إلى أسماء صحابة مثل "عقبة شداد" تعود إلى الصحابي الجليل شداد بن أوس، و"عقبة الشيخ ريحان" وتعود إلى الصحابي أبي ريحانة، ومنها ما يعود إلى أسماء شيوخ مثل "عقبة البسطامية" التي نسبت إلى الشيخ الصوفي أبو يزيد البسطامي، و"عقبة الشيخ حسن" تعود إلى مسجد الشيخ حسن، و"عقبة عطفة" وهي من العقبات التي حاول الاحتلال تهويدها؛ فقد دمر أجزاء كبيرة جدا من الحارة بعد حرب 1967 وتنسب العقبة إلى الصوفي المغربي أبو مدين الغوث، ومنها إلى معالم دينية مسيحية مثل عقبة خان الأقباط التي يقع بالقرب من كنيسة القيامة ومن بركة تاريخية تعرف بإسم "حمام البطرك"، وكان يستخدم قديما كبيت لضيافة عابري السبيل والحجاج، وهناك "عقبة الراهبات" نسبة إلى دير راهبات صهيون المتواجد في العقبة.

وبعض أسماء العقبات تنسب إلى الملوك أو المسؤولين في فترة تاريخية معينة مثل "عقبة لؤلؤ " تعود إلى الأمير المملوكي بدر الدين لؤلؤ، و"عقبة ابن جراح" فترة الأيوبية وهي نسبة إلى عائلة ابن الجراح التي جاءت مع صلاح الدين الأيوبي، و"عقبة المولوية" وتنسب إلى الزاوية المولوية العثمانية التي أقامها خدا وردي سيفين، و"عقبة دار البيرق"  لوجود دار عثمانية الطراز كان يحفظ فيها بيارق موسم النبي موسى.

وهناك عقبات جاءت تسميتها نسبة إلى ما كانت تشتهر فيه مثل "عقبة درج البطيخ" وتعود تسميتها إلى بائعي البطيخ فيها، وتعتبر عقبة التكية من أشهر العقبات الموجودة ويعود اسمها نسبة إلى المطبخ السلطاني خاصكي سلطان الذي كان يوزع الشوربة يوميا على أهالي القدس مجانا، وعقبة الطابونة التي تعود إلى العهد المملوكي، وتعود تسميتها إلى وجود فرن شهير في الفترة المملوكية.

 ويذكر أن هذه العقبات تتعرض كباقي الأماكن الموجود في مدينة القدس لعملية تهويد من قبل الاحتلال، وذلك  من خلال المضايقات بفرض الضرائب المرتفعة، ومشاكل تأمين البيوت، وتسريب العقارات للمستوطنين، وطرد المقدسيين منها.