الخميس  10 تموز 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

المقدسيون يدعون للنفير و"إسرائيل" تحذر.. إلى أين تتجه الأمور في اختبار الغد؟

2019-03-07 01:06:56 PM
المقدسيون يدعون للنفير و
شرطة الاحتلال تعتقل مقدسيا (أرشيفية)

الحدث - سجود عاصي

في الثاني والعشرين من يناير الماضي، تمكن المقدسيون من فتح مصلى باب الرحمة، وهو الأمر الذي اعتبرته "المؤسسة الأمنية الإسرائيلية" إنذارا جديدا يشير بوضوح إلى احتمالية وقوع مواجهات مع قوات الاحتلال في القدس قد تتسع وتيرتها ورقعتها لتصل الضفة الغربية.

مجلس الأوقاف الإسلامية في القدس، أعلن قبل أيام عن الإبقاء على باب الرحمة مفتوحا، بعدما أصدر رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو قرارا بإغلاقه وإمهال الأوقاف حتى العاشر من مارس لتنفيذ أمر الإغلاق. ويوم أمس، كشفت صحف إسرائيلية أن "إسرائيل" بدأت حوارات مع الأردن من أجل إنهاء أزمة باب الرحمة قبل يوم الجمعة (غدا) لتخوفها مما قد يجري؛ خاصة بعد دعوات من أطراف متعددة إلى الحشد والتجمع والتظاهر في المكان، ما يعني أن الأطراف ككل أمام اختبار عنوانه "الغد".

ويقول المحلل السياسي طلال عوكل، إن تصعيدا فلسطينيا قد يكون في مواجهة تصعيد إسرائيلي كبير ونوعي في القدس يوم غد الجمعة، كون ملف القدس واحدا من "ملفات المزاد العلني" لانتخابات الاحتلال مطلع مارس المقبل، حيث يحاول الكل أن يظهر تفوقه على المقدسيين ومؤسسات القدس، خاصة بعد التهديدات الإسرائيلية من النفير الذي دعى له المقدسيون والقوى وإصرار الفلسطينيين على ترميم باب الرحمة من الداخل والخارج.

وأشار عوكل لـ "الحدث"، أن هناك سباقا مع الزمن بين الاحتلال والفلسطينيين بما يتعلق بالسيطرة على المسجد الأقصى ومدينة القدس، معتبرا أن النفير الفلسطيني المتوقع في الغد يعبر عن أزمة في القدس قد تمتد إلى الضفة الغربية والأراضي المحتلة عام 48 بمواجهة العدوان الإسرائيلي المكثف ضد الشعب الفلسطينية والأرض الفلسطيني.

وتوقع عوكل، أن الاحتلال قد يضع حواجز وعراقيل وربما المنع، أمام وصول الفلسطينيين إلى القدس والمسجد الأقصى، واتخاذ احترازات وتدابير أمنية كبيرة في المنطقة قد تصل لدرجة منع الصلاة في مصلى باب الرحمة بالقوة. مشيرا، أن مواجهة بين الاحتلال والفلسطينيين قد تندلع في الغد في ساحات المسجد الأقصى.

وأكد المحلل السياسي، أن " القادة الإسرائيليين" لا يريدون أن تخسر "إسرائيل" المشهد العام أمام جمهورها خاصة المنتَخِبين، ولا يريد الفلسطينيون أيضا أن يخسروا هذا المشهد.

وأشار عوكل لـ "الحدث"، أن المطامع الإسرائيلية فيما يتعلق بمدينة القدس، تسعى لفرض تقسيم زماني ومكاني .على المسجد الأقصى، ففتح باب الرحمة لأول مرة منذ عام 2003 ينطوي على رسالة مفادها أن الفلسطينيين هم أصحاب الحق في التصرف بالمسجد الأقصى إضافة إلى توسيع دائرة التواجد الفلسطيني في المسجد الأقصى.

وفي ذات السياق، أكد الإعلامي المقدسي عنان نجيب، أن الوضع في القدس لا يمكن الحكم عليه، نظرا للتطورات الحاصلة في المسجد الأقصى ومحاولات الاحتلال المتعددة للعبث فيه، حيث يبقى احتمال اندلاع مواجهات بين الفلسطينيين وشرطة الاحتلال قائما ليس فقط يوم غد الجمعة وإنما في أي لحظة قد تحدث مواجهة مع الاحتلال. مضيفا أن تواطؤا يتم ما بين جهات فلسطينية متنفذة وما بين الاحتلال والأردن بما يتعلق بباب الرحمة والمسجد الأقصى. حيث يحاول الاحتلال منذ سنوات فصل منطقة باب الرحمة عن المسجد الأقصى ولم يحاول أحد الوقوف ضد ذلك، كما ولم تحاول أي جهة كانت فتح باب الرحمة قبل أن يفعلها المقدسيون.

وتشكل محاولات الاحتلال للسيطرة على باب الرحمة جزءا من الهجمة الشرسة التي يشنها ضد المقدسيين والأماكن التراثية والتاريخية، حيث أكد المختص في شؤون القدس جمال عمرو في حديث سابق لـ "الحدث"، أن  قدسية الباب مماثلة تماما لقدسية المسجد الأقصى المبارك، لذلك يصر المقدسيون على استعادة الباب من قبضة الاحتلال الذي يلف حبل المشنقة على عنق باب الرحمة، مشيرا إلى وجود أكثر من 26 منظمة يهودية متطرفة ضاغطة في هذا الاتجاه.

ويرى الإسرائيليون في باب الرحمة، طوق النجاة لمشروع الهيكل المزعوم والخطوة الأولى نحو تحقيق ذلك، فهو الباب الأقرب لقبة الصخرة، وهو الوحيد الذي يمكّن المستوطنين من الدخول بسهولة وأمان إلى الأقصى، حيث مهدوا لذلك بالاستيلاء على جزء من مقبرة باب الرحمة قبل عدة أعوام، وفقا لعمرو. وهو الأمر الذي جعلهم يتمسكون بباب الرحمة واعتقال كل من يمر من الباب أو يقترب منه.

ويشار أن الاحتلال الإسرائيلي أصدر قرارا بإغلاق باب الرحمة عام 2003، ويقوم بتجديد القرار عسكريا بشكل سنوي ويمنع الفلسطينيين من الدخول منه على الرغم من قرار العاهل الأردني عبد الله الثاني بفتح الباب.

يشار أن باب الرحمة يبلغ ارتفاعه 11،5 م، ويوجد داخل مبنى مرتفع وهو مكون من بوابتين الرحمة جنوبا والتوبة شمالا.

وترجع أهمية هذا الباب إلى أنه دمر في أكثر من حرب، ودخل منه هرقل الروم عام 628م، أما البناء الموجود حاليا فيؤكد الباحثون أنه بني بأمر من مروان بن عبد الملك ثم جدد هذا البناء في عهد صلاح الدين الأيوبي، ويظن البعض أنه بني بقطعة واحدة من الحجر.

لباب الرحمة عدة أسماء، منها البوابة الأبدية والبوابة الدهرية وباب توما وباب الحكم وباب القضاء. واستخدم المبنى الواقع داخل الباب من جهة المسجد الأقصى قاعة للصلاة.

ويُعتقد، أن هذا الباب يحتل مساحة كبيرة في الاعتقادات التوراتية، فهم يعتقدون (التوراتيون) أن المسيح عيسى عليه السلام دخل منه وأنه من سيفتحه في المستقبل، وهو ما يقود لبناء الهيكل المزعوم، وهذا المعتقد سائد لدى  المسيحية الصهيونية.