الخميس  02 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

مشاعر الرئيس عباس والانتخابات الإسرائيلية

2019-03-11 09:25:47 AM
مشاعر الرئيس عباس والانتخابات الإسرائيلية
الرئيس الفلسطيني محمود عباس

 

الحدث ــ محمد بدر

لم يعد سرا أن الرئيس محمود عباس وحركة حماس أصبحا مادة مهمة في الدعاية الانتخابية بين الأحزاب الإسرائيلية المتنافسة في الانتخابات البرلمانية القادمة. قبل ثلاثة أسابيع نشرت صحيفة "إسرائيل اليوم" المقربة من نتنياهو ما قالت إنها مقابلة مع أحد قادة السلطة الفلسطينية، وجاء فيها أن الرئيس عباس يتمنى فوز المرشح  بني غانتس في الانتخابات القادمة. وردّ الرئيس حينها بأن "الكذب لا يكون إلا على الميت"، نافيا ما ورد في الصحيفة الإسرائيلية.

مرة أخرى، تنشر ذات الصحيفة مقابلة تقول إنها مع مسؤول في السلطة الفلسطينية، وتنقل عنه أن قادة السلطة وعلى رأسهم الرئيس عباس يتمنون فوز غانتس وخسارة نتنياهو. وفي سياق الانتخابات الإسرائيلية، تأتي هاتان المقابلتان المفترضان، بعد تصريح بني غانتس، بأنه ليس من المنطق التحكم بشعب آخر ويجب فكرة فك الارتباط عن الضفة الغربية. هذا التصريح لاقى ردود فعل قوية واستنكارية ودعائية من قبل ما يسمى باليمين الإسرائيلي، ولكن تطوير النقد استدعى هذه المرة استعارة مشاعر الرئيس وأمنياته.

في مقابل هذه الهجمة التي يشنها أنصار نتنياهو، نجد أن "اليمين الإسرائيلي" أصبح منقسما على نفسه، فنتنياهو الذي يريد يقول للإسرائيليين إن الخلاص الفردي والجماعي لليهود ينتهي في شخصه، يجد نفسه متهما بالتخاذل والهزيمة أمام فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة. هذه الأصوات الاتهامية لنتنياهو، جعلته يغير سياسته تجاه عدد من القضايا، ليس أهمها موضوع الأموال القطرية وطريقة تحويلها.

عمليا، فقدت "إسرائيل" الخطاب التنموي والاجتماعي في انتخاباتها وبنية خطابها العام، وهو أمر يكشف عن أن أزمة التنمية لا تنحصر فقط في فضاء الشعوب المحتلة أو الخاضعة لقوة عسكرية أجنبية، بل إن الاستعمار الإحلالي نفسه لن يكون غريبا عن أزمة التنمية، وسيجد نفسه يغترب أكثر عن الخطاب الاجتماعي والثقافي والتنموي والاقتصادي، وأسيرا للخطاب الذي يفرضه عليه وجود شعب آخر محتل.