الإثنين  06 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

كريستيانو وميسي ونوير.. ومعركة الجيوش الخمسة

2015-01-01 12:44:34 PM
كريستيانو وميسي ونوير.. ومعركة الجيوش الخمسة
صورة ارشيفية
 
الحدث- وكالات
تفصل أيام قليلة عن إعلان اسم الفائز بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب عام 2014 والتي يمنحها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بالإشتراك مع مجلة (فرانس فوتبول) الفرنسية، تحديداً في 12 من يناير (كانون الثاني) المقبل.
 
وستكون مدينة زيورخ السويسرية مسرح النهاية لمغامرة ثلاثة مقاتلين تألقوا على مدار العام هم مانويل نوير حارس بايرن ميونخ الألماني وأيقونة برشلونة الإسباني، الأرجنتيني ليونيل ميسي ونجم ريال مدريد، البرتغالي كريستيانو رونالدو، بعد معركة شاركت فيها خمسة جيوش سعيا لتتويج أحدهم بعرش أفضل لاعب في العالم.
 
ويأتي الحفل عقب شهر تقريباً على العرض الأول لفيلم (الهوبيت: معركة الجيوش الخمسة) ختاماً لسداسية ملحمية قدمها المخرج النيوزيلندي بيتر جاكسون لعالم السينما، حيث كان محوره معركة البشر والجن والأقزام ووحوش الأورك للاستيلاء على مدينة "ايرابور" وكنوزها.
 
ويتشابه المشهد خلال الأشهر الأخيرة من 2014 وذلك الذي ستحتضنه زيورخ في ليلة تسليم الجائزة مع أحداث هذه المعركة بشكل أو بأخر، مع وجود بعض الاختلافات القليلة التي لا تؤثر في روح الموضوع.
 
-جيش الجن الألماني:
لا يحتاج الأمر أن يكون المرء عاشقاً لسلسلة (سيد الخواتم) أو (الهوبيت) ليعرف كيف يبدو الجن أو الـ(إلفز) في هذا العالم الخيالي: بيض البشرة وشُقر لهم نظرة ثاقبة ومنظمون للغاية على الصعيد التكتيكي.. أو ليس هذا هو حال المنتخب الألماني وفريق بايرن ميونخ حيث يلعب نوير؟ خاض نوير مع "جيش الجن الألماني" معارك عديدة في 2014 وساهم في تحقيق الكثير من الانجازات خلالها: البوندسليجا والكأس مع بايرن ميونخ وبكل تأكيد لقب المونديال مع الـ"مانشافت"، والذي يعد السند الأكبر في ترشح الحارس.
ويتشابه نوير كثيراً مع شخصية ليغولاس في ملحمة (سيد الخواتم) و(الهوبيت)، فهو دائماً ما يخطف الأضواء على الرغم من كونه حارس مرمى ، فإذا كان الأخير يفعل هذا الأمر بقفزاته وسهامه الثاقبة، فإن اللاعب لا يتوان عن الخروج من مرماه، أحياناً لمنتصف الملعب، ليقوم بدور الـ"ليبرو" وتغطية الأخطاء الدفاعية التي قد تكون في بعض الأحيان كارثية سواء مع المنتخب أو بايرن، كما أنه يقوم بالمهام الأساسية لمركزه في التصدي لأي تهديدات للمرمى على أكمل وجه.
أرقام نوير في 2014 بجانب إنجازاته تمنحه بكل تأكيد شرف الترشح للجائزة، فعلى سبيل المثال منذ بداية الموسم الجاري لعب مع بايرن 17 مباراة في البوندلسيغا نجح خلالها في الحفاظ على نظافة شباكه خلال 13 لقاء، بجانب تمكنه من انقاذ 33 تسديدة على مرماه.
وربما تعد النقطة السوداء الوحيدة في مسيرة نوير خلال 2014 الأهداف الخمسة التي سكنت مرماه في مباراتي ذهاب وإياب نصف نهائي دوري الأبطال خلال الموسم الماضي من ريال مدريد الإسباني، ولكن عامه بكل تأكيد كان استثنائياً.
بسبب كل هذا لم يتوقف الدعم غير المشروط من "جيش الجن الألماني" لمرشحهم لنيل الكرة الذهبية، فها هو زميله في الفريق والمنتخب توماس مولر يقول أن فوز البرتغالي كريستيانو رونالدو بالجائزة للمرة الثانية على التوالي "سيكون مملاً"، فيما اعتبر كل من ميروسلاف كلوزه وفيليب لام أن زميلهما بالـ"مانشافت" هو المرشح الأجدر بالتتويج، بينما أعرب رئيس بايرن ميونخ كارل هاينز رومينيجه عن شعوره بالـ "فخر" لترشح الحارس واصفا العمل الذي قام به في 2014 بـ"الاستثنائي".
-جيش الأقزام الكاتالوني:
قصار القامة وعنيدون ويسعون دائماً وراء المجد والذهب والبطولات حيث يعتبرونه حقهم الأصلي بالوراثة مهما ارتكبوا من أخطاء.. هكذا هم الأقزام في السلسلة السينمائية المستوحاة من أعمال الأديب جي أر أر تولكين، وهذا هو بكل تأكيد حال فريق برشلونة.
ولا تعد مسألة عدم تمتع لاعبي برشلونة ببنيان قوي مشكلة بالنسبة لهم حيث يعوضون هذا الأمر بمهاراتهم الفائقة وإصرارهم الدائم على الفوز وتحقيق الألقاب والبطولات من خلال الطريقة التي يفهمون بها كرة القدم.
هذه النقطة الأخيرة باتت أبرز عيوبهم لأن الكرة "مفهوم واسع"، كما يقول الأرجنتيني دييغو سيميوني مدرب أتلتيكو مدريد، ولا يمكن اختصارها في الـ"تيكي تاكا" فقط كما يرى برشلونة.
مرشحهم لنيل الكرة الذهبية هو الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي حمل ويحمل الفريق فوق كتفيه بدهاءه الكروي ولدغاته القاتلة التي تداوي أخطاء وهفوات دفاع فريقه المميتة، تماما مثلما فعل بيلبو باجينز في مهتمه مع الأقزام نحو مملكة "إيرابور".
"الهوبيت الأرجنتيني" لم يقدم عاما سيئا على الاطلاق في 2014 فالأرقام التي حققها خلاله تعتبر ممتازة بالنسبة لأي لاعب غيره، ولكن بالنظر لكل ما فعله ميسي لكرة القدم فهي تعتبر قليلة.
لم تشفع أهداف ميسي هذا العام لانقاذ النادي الكاتالوني الذي فقد لقب الليجا لصالح أتلتيكو وخرج على يد الأخير من ثمن نهائي دوري الأبطال وخسر نهائي كأس الملك، ثم جاء المونديال الذي وصل لمباراته النهائية ولكن اللقب كان من نصيب الألمان.
وخلال المنعطف الأخير من 2014 ، تمكن ميسي من زيادة فرصه في المنافسة على اللقب عقب تمكنه من كسر رقم الإسباني راؤول جونزاليس ليصبح الهداف التاريخي لدوري الأبطال وذلك الذي يخص تيلمو زارا وظل قائماً لسنوات وسنوات ليصبح الهداف التاريخي لليغا.
وهنا تكمن المعضلة حيث أنه خلال السنوات الخمس الماضية انتقد الجميع عدم اتضاح معايير منح الجائزة: هل تمنح على الإنجازات الجماعية؟ أم الفردية؟ تساؤل سيظل ربما قائما لفترة.
وتلقى ميسي مثلما حدث مع نوير، وإن كان متأخراً، دعماً من زملاء الفريق ومسئولي النادي لكي يتوج بالجائزة، مثل بدرو رودريغز الذي أكد أن "ميسي أفضل من رونالدو ويستحق الكرة الذهبية"، فيما كرر ألفيش تشديده على أن اللاعب الأرجنتيني هو "الأفضل في التاريخ"، بينما اعتبر جوزيب بارتوميو رئيس البرسا أن الأرقام القياسية التي حطمها البرغوث هذا العام كفيلة لوحدها بجعله يستحق الجائزة.
-جيش البشر المدريدي:
مثلما تمكن البشر في الجزء الأخير من سلسلة (الهوبيت) من الانتصار على التنين سماوغ بفضل السهم الذي أطلقه "بارد"، كان ريال مدريد في 2014 على واحد من أفضل أعوامه حيث تمكن من القضاء على "الوحش" الذي ظل يطارده لسنوات لفشله بالفوز بالـ"تشامبيونز"، حيث شهد هذا العام أخيراً تتويج الريال بلقب دوري الأبطال لعاشر مرة في تاريخه وبعد طول انتظار.
وكان كريستيانو رونالدو بكل تأكيد أحد أعمدة هذا الانجاز بـ17 هدفاً أحرزهم في البطولة وهو الرقم القياسي لأكبر عدد من الأهداف المسجلة في نسخة واحدة، لذا فإن دوره لا يقل بطولة عن نجاح "بارد" في قتل التنين سماوغ خلال الملحمة الأدبية والسينمائية، مع الاختلاف الكبير في شخصية كل منهما.
عام كريستيانو رونالدو هو الآخر كان مليئاً بالإنجازات، فبخلاف دوري الأبطال، تمكن من التتويج بكأس الملك والسوبر الأوروبي ومونديال الأندية، بجانب حصوله على لقب هداف الليغا الموسم الماضي، وتصدره لقائمة هدافي الدوري الإسباني في الموسم الحالي برصيد 25 هدفاً.
وتعتبر أكبر النقاط السوداء في عام 2014 بالنسبة لكريستيانو رونالدو عدم نجاحه في تحقيق أي شيء خلال مونديال البرازيل الذي لم يسجل فيه سوى هدف يتيم لتخرج البرتغال من دور المجموعات، مع العلم بأنه لعب هذه البطولة وهو مصاب وليس في كامل مستواه.
وكما حدث مع ميسي ونوير، يرى زملاء كريستيانو مثل مواطنه بيبي أن "عدم حصول رونالدو على الجائزة سيكون فضيحة" أو مارسيلو الذي يعتبر أن صاروخ ماديرا هو "الأفضل بلا شك والأجدر" بالكرة الذهبية.
ولم يغب الدعم المؤسسي لـ"دون"، لدرجة إصدار الاتحاد البرتغالي لكرة القدم بياناً يؤكد فيه أحقية قائد منتخب بلاده بالتتويج بالجائزة، وقيام نادي ريال مدريد بنفس الأمر بل وتعنيفه "ضمنياً" لرئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، الفرنسي ميشيل بلاتيني على تصريحات قالها بخصوص الموضوع تصب في مصلحة نوير على الرغم من حساسية منصبه.
- جيشا الأوركس.. الإعلام والشركات الراعية:
كان لوحوش (الأوركس) الشريرة التي أرعبت عالم (الأرض الوسطى) في الجزء الأخير من سلسلة أفلام (الهوبيت) جيشان مختلفان ولكن لهما هدف واحد وهو بسط الظلام في كل أركانه والقضاء على باقي مكوناته من جن وأقزام وبشر، ولكن هذا بكل تأكيد ليس دور الاعلام أو الشركات الراعية في قصة الكرة الذهبية.
يعرف كل متابع للكرة مدى قوة وتأثير الصحافة الإسبانية بتوجهاتها المختلفة : (آس) و(ماركا) و(سبورت) و(موندو ديبورتيفو)، في حين تأتي (كيكر) الألمانية بعدهم بمراحل، حيث سعت كل واحدة منهم لدعم مرشح بعينه على حساب آخر.
الدور الذي لعبته كل هذه الصحف ضمن وسائل إعلام أخرى في معركة الكرة الذهبية هذا العام كان كبيرا، حيث كانت منبراً لتوجيه ضربات خفية وأخرى معلنة من مرشح تجاه أخر، فمثلاً ها هو نوير يقول لـ(كيكر) "أنا لاعب كرة قدم ولست عارض أزياء يظهر في الملابس الداخلية"، في تصريحات تعتبر بالتأكيد إشارة ضمنية لرونالدو، ولكن لم تصمت الصحافة المدريدية على الأمر.
لم يستغرق الأمر سوى بضع ساعات على نشر وترجمة هذا التصريح لتخرج (أس) و(ماركا) بصور وفيديو لنوير وهو في ملابسه الداخلية في جلسة تصوير من أجل صناعة تمثال له في أحد المتاحف لتذكير اللاعب بالقصة.
واستغلت (سبورت) و(موندو ديبورتيفو) من ناحية أخرى الأرقام القياسية التي كسرها ميسي في أسبوع واحد سواء كهداف الليجا أو الـ"تشامبيونز" التاريخي للتأكيد على أن هذا ما يجعله الأوفر حظا.
بالنسبة للشركات الراعية لكل من نوير وميسي ورونالدو، فلا أحد يعلم ما يدور في الخفاء خاصة في ظل كل ما يتردد حول تأثيرات ارتباطات (فيفا) بعالم الأعمال وتأثيرها على الجائزة، ولكن الشكوك حول وجود دور لها سيظل قائماً إلى أن يصبح هنالك آلية أكثر وضوحاً لاختيار الفائز.
ويفترض أيضاً أن عدم ترشح الأوروغواني لويس سواريز، الذي يتشارك جائزة الحذاء الذهبي للموسم الماضي مع رونالدو، كان له علاقة بشكل أو بأخر بهذه المسألة، وذلك أيضاً على خلفية تصرفه المتهور في المونديال بعض الإيطالي جورجيو كيليني.
- ساورون الفرنسي:
أخيراً لا يمكن الحديث عن الكرة الذهبية في 2014 دون الاشارة للفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، الذي يرغب وبكل تأكيد في أن يسيطر على عالم كرة القدم في يوم من الأيام مثلما كان يأمل "سيد الشرور" ساورون في بسط حكمه على عالم (الأرض الوسطى).
الأمر هذا لا يعني أن بلاتيني يتغذى على الشر مثل ساورون، فهو بعيد تماما عن كل هذا ولكنه يسعى لاحداث تغيير تدريجي ربما يصل به إلى سدة الحكم في الاتحاد الدولي لكرة القدم مهما أنكر هذه الرغبة.
اعتبر بلاتيني أن الكرة الذهبية في سنة المونديال يجب أن تذهب للاعب توج باللقب في إشارة واضحة لنوير، وهو الأمر الذي اعتبر كريستيانو أنه تصريح بسبب كره النجم الفرنسي السابق له، لذا تجاهل تحيته عقب نهائي مونديال الأندية إلى أن تم الصلح مؤخراً في دبي أثناء حفل توزيع جوائز (جلوب سوكر).

ومن المعروف أن رئيس (يويفا)، دائما ما يطرح أفكارا جديدة مثل فكرة إدخال البطاقات البيضاء بجانب الصفراء والحمراء في المبارايات، من أجل اظهار نفسه كالرجل التقدمي الذي يسعى لإصلاح كرة القدم الواقعة تحت سيطرة السويسري جوزيف بلاتر، لكنه على الرغم هذا يدرك أن الوقت لم يحن للترشح أمامه في انتخابات رئاسة (فيفا) المقبلة.