الجمعة  03 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

رفض الفرق العربية اللعب في فلسطين: نضال حقيقي أم هروب للخيار الأسهل؟

BDS: زيارة العرب لفلسطين عبر التصاريح لا تعتبر تطبيعاً

2019-03-26 08:23:24 AM
رفض الفرق العربية اللعب في فلسطين: نضال حقيقي أم هروب للخيار الأسهل؟
منتخب فلسطين في ملعب فيصل الحسيني (أرشيف)

 

الحدث- محمد غفري

بالتزامن مع إحياء الفلسطينيين لذكرى يوم الأرض 30 آذار الجاري؛ من المفترض أن يحل نادي النجمة اللبناني ضيفاً على أرض فلسطين، ليواجه نادي هلال القدس على ملعب الشهيد فيصل الحسيني في القدس، ضمن منافسات كأس الاتحاد الآسيوي، إلا أن الفريق اللبناني يرفض هذه الزيارة التي يعتبرها تطبيعاً مع الاحتلال الإسرائيلي.

رفض الفريق الرياضي اللبناني اللعب على الملعب البيتي الفلسطيني وإصراره على اللعب خارج حدود فلسطين؛ لم يكن الحادثة الأولى، بل سبق وفعلتها عدة فرق رياضية، لعل أبرزها حادثة رفض المنتخب السعودي اللعب على أرض فلسطين ضد المنتخب الفدائي ضمن تصفيات كأس العام 2018، وما رافق ذلك من جدل واسع وصل طاولة السياسيين.

ناضل الفلسطينيون طويلاً حتى استطاعوا كسب الاعتراف الدولي والآسيوي بالمعلب البيتي الفلسطيني لاستقبال الفرق الرياضية على أرض فلسطين. وفي الوقت الذي حضرت فيه عدة فرق رياضية عربية وعالمية للعب على أرض فلسطين امتثالاً لحق الفلسطينيين في ملعبهم، ترفض فرق رياضية أخرى هذه الزيارات بدعوى رفض التطبيع مع إسرائيل.

"الزيارة عبر تصريح لا تعتبر تطبيعاً"

يقول منسق حركة مقاطعة إسرائيل في فلسطين محمود نواجعة، إن حركة المقاطعة لديها معاييرها التي تحافظ على الحد الأدنى لعدم الوقوع في التطبيع، وإن حركة المقاطعة تفرق بين القدوم إلى فلسطين عبر الحصول على تأشيرة من سلطات الاحتلال الإسرائيلي، أو عبر تصريح يصدر بواسطة السلطة الفلسطينية.

وأكد نواجعة في تصريح خاص لـ"الحدث"، أن القدوم إلى فلسطين عبر التأشيرة يعتبر وفق معايير "BDS" تطبيعاً، أما القدوم عن طريق تصريح فلا يعتبر تطبيعاً، وذلك لأن التصريح يصدر من خلال الشؤون المدنية الفلسطينية ولا تكون هناك أي علاقة مباشرة بين العرب والسفارات الإسرائيلية،، وإنما الفلسطينيون هم من يقومون بإجراءات استصدار التصاريح اللازمة عبر التواصل مع الاحتلال، لأنهم مجبرون على هذه العلاقة.

وأشار نواجعة أن لدى بعض الدول العربية معايير أعلى في عدم الوقوع في التطبيع، وتعتبر القدوم عبر التأشيرة والتصريح كلاهما تطبيعاً، وهذا يخص شأن هذه الدول.

لذلك لا تفرض حركة مقاطعة إسرائيل معاييرها على دول الوطن العربي، وإنما تحتفظ بالحد الأدنى من المعايير لعدم الوقوع في التطبيع، ومن حق دول الوطن العربي أن تضع معاييرها الخاصة التي تراها مناسبة، وحركة المقاطعة تحترم هذه المعايير، وفق ما ذكر محمود نواجعة، مؤكداً أن المعايير التي تستند إليها حركة مقاطعة إسرائيل وضعها الشعب الفلسطيني ومرت بنقاشات طويلة جداً.

موقف نادي النجمة اللبناني

جربت "الحدث" التواصل أكثر من مرة مع نادي النجمة اللبناني، للتعقيب على موقفهم من اللعب في فلسطين، إلا أنها لم تتمكن من الوصول إلى إجابة.

لكن الصحفي الرياضي خليل جاد الله، أكد أن موقف نادي النجمة اللبناني لا زال على حاله من حيث رفض اللعب في فلسطين.

وأضاف جاد الله لـ"الحدث"، أنه منذ البداية أعلن الفريق اللبناني عدم قدرته على زيارة فلسطين بدعوى رفضه للتطبيع.

رئيس نادي النجمة اللبناني أسعد صقال صرح أن المفاوضات وصلت إلى حائط مسدود بسبب إصرار الطرف الفلسطيني على اللعب على أرضه ووسط جماهيره.

وتابع الصقال أن "الأمر الذي رأته إدارة نادي النجمة مستحيل في ظل عدم توفير حماية البعثة اللبنانية من جهة، ومخالفة للقرارات الحكومية اللبنانية والتي تمنع أي مواطن لبناني من السفر إلى الأراضي المحتلة". 
 
وأكد صقال موقف ناديه بالانسحاب إذا ما أصر الاتحاد الآسيوي على قراره.

الرياضة في الملعب

يرى خليل جاد الله أن هذه الظاهرة ظاهرة متوقعة من قبل النادي اللبناني، وذلك بسبب تداخل القضايا السياسية بالرياضية، فالسياسة على حد تعبيره تدخل في جميع الجوانب الحياتية.

ولهذا السبب تضر السياسة دون شك بالملعب البيتي لفلسطين وفق جاد الله، وهي قضية بحاجة إلى مراجعة من كل الأطراف.

ودعا جاد الله السياسيين والكتاب والمفكرين الذين قالوا إن زيارة الفرق الرياضية لفلسطين تعتبر تطبيعاً؛ أن ينهضوا من جديد كي يقرروا كيف يكون هذا الأمر تطبيعا وهو يدعم حقا من حقوق الفلسطيني.

وأضاف، أن هؤلاء (من يعتبرون الزيارة تطبيعا) يتحملون مسؤولية كبيرة، وعليهم أن لا يتركوا الرياضيين يتصارعون في جانب أعمق من حدود صلاحياتهم، لأن الرياضي يجد حلاً لمشكلاته في الملعب.

وهنا يعتبر أن لعب الفرق العربية في فلسطين بطولة، وبطولة لاسترداد حق الفلسطيني أن يرى علم بلاده أمام عينه في ملعب كرة قدم فلسطيني.

إسرائيل تستهدف الرياضة الفلسطينية

يقول المحلل الرياضي خليل جاد الله، إن إسرائيل حاولت مراراً وتكراراً أن تعرقل عجلة الرياضة الفلسطينية، فاستهدفت في أكثر من مناسبة ملاعب كرة القدم واللاعبين، لدرجة تدمير بعضها بشكل جزئي أو كامل.

وأشار إلى أن الفلسطينيين تمكنوا بعد دعاوى عديدة قدمت للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) من الحصول على بعض حقوقهم التي حرمهم منها الاحتلال، ومنها اللعب في فلسطين وسهولة مرور الفرق والمعدات الرياضية، وتطلب هذا الأمر تضحيات عديدة.

ونوه أن الفرق الرياضية التي حضرت إلى فلسطين في السابق جاءت من خلال تصاريح خاصة، وليس بتأشيرة وختم إسرائيلي على جوازات السفر.

من ناحية النتائج

بعض الفرق العربية من العراق وعمان والأردن والأمارات حضرت إلى فلسطين ولعبت ضد الفرق الفلسطينية، في حين رفضت أخرى من لبنان وسوريا والسعودية، وأصرت على اللعب خارج فلسطين، وهو ما أثر على نتائج الأندية الفلسطينية عندما تلعب خارج أرضها.

يرى جاد الله أن عدم اللعب في فلسطين يؤثر دون شك على نتائج الأندية والمنتخبات الفلسطينية، وذلك من باب العدل والتوازن في كرة القدم، وهو الاستفادة من عاملي الأرض والجمهور.

واستذكر المحلل الرياضي أنه منذ ثلاثة مواسم مثلاً، كانت فلسطين تمتلك حق المشاركة في البطولات الآسيوية بمقعد ونصف المقعد، وبعد تكرار أحداث مشابهة ورفض أندية الجيش والوحدة من سوريا لزيارة فلسطين تراجعت حصة فلسطين إلى "نصف مقعد" فقط، أي أن بطل الدوري الفلسطيني يضطر للعب مباراة ملحق كي يصل إلى البطولة الآسيوية.

وفي الوقت الذي تسبب فيه اللعب خارج فلسطين للفرق الرياضية الفلسطينية بتعثرها، تميزت الأندية والمنتخبات الوطنية عندما لعبت في فلسطين فحققت انتصارات تاريخية على أندية الشرطة العراقي والسويق وفنجاء والعروبة من سلطنة عمان، كما تعادل المنتخب الوطني مع الإمارات على أرض فلسطين.

في المحصلة النهائية، يحق للفرق الرياضية الفلسطينية أن تلعب على أرضها وبين جمهورها، وهو حق كفلته حركة مقاطعة إسرائيل (BDS)، طالما يتم دون تواصل الفرق العربية بشكل مباشر مع الاحتلال، وحق كفلته أيضاً "الفيفا".

وفي الوقت الذي نحترم فيه رفع سقف المقاطعة، ورفض بعض الفرق الرياضية العربية ما تعتبره تطبيعاً مع المحتل، نتساءل: هل هذه الفرق تمارس دورا نضاليا حقيقيا لأجل فلسطين؟ أم أنها تهرب من منازلة الفلسطيني على أرضه وتبحث عن الخيار الخارجي الأسهل؟.. بدعوى رفض التطبيع!