القضية تصاعدت.. قصة الأسير الصحفي همام حنتش وبلدية دورا

إبراهيم أبو صفية

تصاعدت قضية الصحفي والأسير المحرر همام حنتش (30) عاما من مدينة دورا بعد قيامه بإحراق آلية "جرافة"  لبلدية دورا؛ ردا على قيام طواقم البلدية بازالة سلسلة حجرية ووضعها أمام محل تجاري صغير، باعتبارها مخالفة وتتجاوز الأنظمة المعمول بها في تنظيم الشوارع.

وقال حنتش عبر صفحته على " الفيسبوك"، "  في أعقاب إحراقه الجرافة، موضحا أسباب قيامه بذلك: " إن السلسلة المتروكة من قبل البلدية منذ سنوات، قمت بترميمها بهذه الحجارة الأثرية لتكون المنطقة أجمل مما كانت عليه سابقاً".

وأوضح حنتش أنه تعهد للبلدية بإزالتها حال الشروع والقيام  بتوسعة الشارع، إلا أن الرد عليه من قبل البلدية كما بين "أنه يجب عليه إعادة المكان إلى ما كان عليه سابقا". مؤكدا على انه توجه للبلدية أكثر من مرة، وتعهد لرئيس البلدية بإزالتها عند القدوم لتوسعة الشارع.

وأكد على أنه قام بإرجاع السلسلة مسافة متر واحد عن الحد القديم لصالح الشارع، وقام بإزالة ثلاثة شاحنات قمامة من المكان على حسابه الشخصي، في المقابل لم تحرك ولم تباشر البلدية بذلك"، على حد قوله. مشددا على "أن مسؤوليته المجتمعية هي تجميل الشوارع وليست ترسيم حدودها".

وأوضح الشاب همام حنتش  لـ " الحدث" بأن السلطات المحلية هي واجهة الحكومة والتي من المفترض أن تعكس سياسات الحكومة من خلال تعزيز صمود المواطن ودعم المشاريع الذاتية وحماية حقوق المواطن، إلا أن "البلدية تجاوزت سياسة الحكومة والقانون، من خلال إعطائي إخطار وتعاملت معه بمنتهى المهنية، إلا أنها استغلت عدم وجودي في المكان وهدمت السلسلة".

وأضاف "في قانون تنظيم المدن والقرى والأبنية لعام 1966، وفي الفصل الرابع الذي يخص قانون الرخص التنظيم والأبنية، بنقطة إجراءات مراقبة الإعمار والأبنية وإجراءات التنفيذ، المادة( 38) تحديدا في نقطة رقم 3 ، تتحدث على أنه إذا صدر إخطار بمقتضى هذه المادة أن يذكر فيه نوع الإعمار الذي جرى بدون رخصة أو خلافا للرخصة أو الأنظمة أو الأوامر أو التعليمات أو مخططات الإعمار كما تذكر فيه الشروط التي تطبق ويجوز أن يشتمل الإخطار حسب مقتضى الحال على الخطوات الواجب اتخاذها خلال مدة معينة لا تتجاوز خمسة عشر يوما من تاريخ التبليغ لأجل إعادة الأرض كما كانت قبل التعمير أو تأمين مطابقة ذلك للأنظمة أو الأوامر أو التعليمات أو الشروط ويجب أن يشمل الإخطار بشكل خاص على طلب إزالة أو هدم أو تغيير البناء أو الأشغال أو التوقف عن استعمال تلك الأرض والتوقف عن الاستمرار في عملية الإعمار وتشييد البناء. فإن هذه المادة تثبت أن البلدية تجاوزت القانون، من حيث تسليمها الإخطار وبعد ساعتين الإقدام على هدم أو إزالة الشيء الذي صدر بحقه الإخطار".

وأوضح "خرجت من سجون الاحتلال، وبدأت بالبحث عن عمل، ولم أجد، ولا يحق لي العمل في المؤسسات الحكومية، لذلك بدأت بالبحث عن مشروع حتى اعتاش منه، فقررت القيام بافتتاح مطعم في مدينة دورا، واستأجرت في حي المدارس محلا بجانب منزل والدي، وبدأت بالتحضير والعمل من أجل إنجاز المشروع إلا أن العقبات لاحقتني وصولا لما حدث مؤخرا".

بدورها، قالت بلدية دورا أن الشاب همام قام بالتوقيع على الإخطار الذي يقضي بإزالة السلسلة والموافقة على هدمها، مع إبداء ملاحظاته على الإخطار. وأوضح رئيس بلدية دورا، نادر مقبول، أن الشاب همام حنتش، وافق أمام جمع من الحضور في بلدية دورا على إزالة السلسلة، خصوصا بعد جلوسه مع رئيس البلدية، وإدراكه أنه تعدى على حرم الشارع.

وأكد مقبول لـ" الحدث"، أنه وخلال تواجد الشاب همام حنتش بسجون الاحتلال، تقدم عبر إخوانه بطلب للحصول على مكان لعربة متنقلة حتى يستطيع العيش من خلالها، و آنذاك أبدت البلدية استعدادها، والموافقة الأولية على أن تكون في منطقة الاستاد الدولي في مدينة دورا. إلا أنه لم يقتنع بالمكان الذي وفرته له البلدية بعد خروجه من السجن، واستأجر مكانا قريبا من منزل والده في حي المدارس والمديريات.

وأشار مقبول، إلى أن البلدية تفاجأت الخميس الماضي بأن حنتش قام ببناء سلسلة حجرية تعدى من خلالها بحوالي 5 أمتار على الشارع، فسلمه القسم الهندسي إخطارا يوم الأحد الماضي وقام بالتوقيع عليه، وموافقته على إزالة الاعتداء.

وبين، أن بعد الإنتهاء من العمل في إزالة السلسلة، وانتهاء عمل الموظفين بحدود الساعة ال3 عصرا، وصل حنتش إلى ساحة البلدية، لافتا إلى أن " أحد الموظفين قام بالاتصال بي، وقال:- أن همام يريد حرق البلدية، تكلمت معه عبر الهاتف لتهدئته، وأنني في الطريق إليه، إلا أنه أقدم على الحرق قبل وصولي".

وأكد مقبول، على أن بلدية دورا تتعامل بمساواة مع جميع المواطنين، وأنها تشرك المواطن في القرار، وأنها تتعاون مع المحافظة حتى يتم إزالة كل التعديات والمخالفات على الطرق.

وأضاف إلى أن قرار الحكم المحلي، واضح في منح رئيس البلدية الصلاحيات والقيام بكافة الإجراءات اللازمة لمنع البناء المخالف، وإصدار البلاغات وإزالة المخالفات.

وأكد على أن القانون لا بد وأن يأخذ مجراه وأن هذا التعدي على الحق العام في مدينة دورا لا يمكن التساهل معه، وأن القضية ليست خلافا شخصيا مع أحد أعضاء البلدية أو موظفيها.

وقال وكيل وزارة الحكم المحلي محمد جبارين لـ" الحدث"، إن أي اعتداء على الشارع ومخالفة المخطط التنظيمي، يمكن للبلدية المباشرة بالعمل على إزالته. مشيرا إلى أن هناك متابعة وتحقيق في القضية التي حدثت ببلدية دورا.

وفي ذات السياق، أثارت هذه القضية جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، وانتشرت حالة من التعاطف مع الشاب همام حنتش، الذي تخرج من كلية الإعلام بجامعة القدس أبو ديس، وتعرض للفصل التعسفي وبدون أي سبب من وظيفته في تلفزيون فلسطين، واعتقل لدى الاحتلال لأكثر من 18 شهرًا، وعلى بند الاعتقال الإداري، إلا أنه واجه عدة صعوبات من لحظة خروجه السجن، فحاول العمل على مشروع خاص يعتاش منه في مدينة دورا جنوب غرب الخليل، لكن الأمور لم تمرّ كما كان يتوقع.

وتفاعل أهالي مدينة دورا ونشطاء مع قضية الشاب حنتش، من خلال إقامة وقفة في المكان المقرر لمشروعه بالقرب من منزله نصرة لقضية ودعوة لإنصافه.