السبت  12 تموز 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

مناظرة بيرزيت الانتخابية: حماس وفتح تدعوان للوحدة.. إذاً من المنقسم؟ (صور)

2019-04-16 04:22:00 PM
مناظرة بيرزيت الانتخابية: حماس وفتح تدعوان للوحدة.. إذاً من المنقسم؟ (صور)
من المناظرة الانتخابية في جامعة بيزريت 2019 (نصوير: إيهاب عاروري)

 

الحدث- محمد غفري

لأكثر من مرة، أكد ممثلا حركتي حماس وفتح في مناظرة انتخابات مجلس طلبة جامعة بيرزيت هذا العام على ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية، في الوقت الذي لم يلتفت كلاهما إلى بقية ممثلي الفصائل ممن يتواجدون معهم على نفس المنصة، فلم يردا على انتقادات ممثلي الكتل الأخرى، ولم يتوجها إليهم بأي خطاب سلبي أو إيجابي، وكأن المنصة لهما وحدهما فقط، إذاً عن أي وحدة وطنية يتحدث الاثنان الأصفر والأخضر.

بشكل حضاري وديمقراطي يحسب لإدارة جامعة بيرزيت، نظمت هذا العام بنفس التوقيت السنوي المناظرة الانتخابية بمشاركة خمسة فصائل، ثلاثة منها تمثل أحزابا من اليسار، بالإضافة إلى كتلة الشهيد ياسر عرفات الذراع الطلابي لحركة فتح، وكتلة الوفاء الإسلامية الذراع الطلابي لحركة حماس.

بدا اهتمام جامعة بيرزيت منقطع النظير بانتخابات هذا العام، فقد خصصت ملعب كرة القدم للسنة الثانية على التوالي كأكبر ساحات الجامعة للمناظرة الطلابية، وفتحت الأبواب على مصراعيها لوسائل الإعلام، مع توفير أجهزة صوت حديثة ويافطات عريضة وتصوير بتقنيات حديثة وغيرها من اللوجستيات، وإعطاء نفس المساحة من التعبير لمختلف الكتل، لتؤكد مجدداً أنها واحة الديمقراطية من بين مختلف جامعات الوطن.

فيما يتعلق بالمناظرة هذا العام، اهتمت فصائل اليسار بعرض برامجها النقابية، إلا أن الكتلة والشبيبة لم تعرضا بشكل مفصل أي برنامج نقابي، باستثناء التراشق وتحميل كل طرف للآخر مسؤولية رفع أقساط الطلبة، أو التنصل من الاتفاقيات النقابية داخل الجامعة.

اهتمت كتلتا حماس وفتح الانتخابية بالخطاب السياسي العريض البعيد عن الخطاب النقابي، دافع الطرفان عن فصائلهما، وتغنى كل واحد منهم بـ "مجده"، مع جلده للفصيل الآخر.

على المنصة لم تناظر أي طالبة أنثى عن أي فصيل، إلا أن كافة الكتل الطلابية اهتمت بوجود طالبة أنثى إلى جانب المناظر، باستثناء كتلة حماس الانتخابية.

اهتمت حماس وفتح بعرض صور الأسرى والشهداء ويافطات تدين الآخر، فرفعت الشبيبة للكتلة صورة "نبغي هدوء" في إشارة منها إلى طلب السفير القطري محمد العمادي لقادة حماس بضبط مسيرات العودة بعد دخول الأموال القطرية، فيما دعا مناظر الكتلة زميله مناظر الشبيبة إلى تعلم مهنة "البناشر" في إشارة منه إلى ما حصل في الخليل من مساعدة أحد ضباط الأمن لجيش الاحتلال في تغيير إطار سيارة الجنود.

مناظر حماس تغنى مراراً بغرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة في غزة في كل مرة توجه إليه مناظر فتح بأنها تتحمل مسؤولية الانقسام، ورد عليه بأن حكومة اشتية تغيب عنها أربعة فصائل من كبرى الفصائل الفلسطينية.

مناظر الشبيبة استهدف بشكل أساسي قمع أجهزة أمن حماس لحراك "بدنا نعيش"، كما وحمل حماس مسؤولية محاولة اغتيال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح أحمد حلس، والاعتداء بالضرب المبرح على القيادي في فتح عاطف أبو سيف.

مناظر الكتلة رد عليه بإدانة قمع الحريات في غزة والاعتداء على نشطاء "بدنا نعيش"، وطلب من مناظر الشبيبة أن ينتقد قمع الحريات في الضفة واعتقال أبناء الكتلة الإسلامية لدى الأجهزة الأمنية.

مناظر الشبيبة قال إن اتفاق أوسلو انتهى، وإن فتح تمارس الكفاح المسلح، بدليل اعتقال الاحتلال للقيادي السابق في كتائب شهداء الأقصى وطالب الماجستير في بيرزيت زكريا الزبيدي، فرد عليه مناظر الكتلة أن الأجهزة الأمنية لم تتمكن من حماية الزبيدي وكافة المطاردين في الضفة بسبب التنسيق الأمني، في الوقت الذي اغتالت فيه كتائب القسام ضابطا من الوحدة الخاصة التي اقتحمت غزة، وخرجت منها مهزومة.

لم يجب كافة ممثلي الكتل الطلابية على أسئلة عمادة شؤون الطلبة النقابية سوى بشكل سريع هامشي وخاصة حماس وفتح، وواصلوا التركيز على الخطاب السياسي العريض لفصائلهم.

كافة الكتل الطلابية أدانت صفقة القرن، حماس حملت ما تقوم به السلطة من قطع لرواتب موظفي غزة بأنها أفعال تحاصر بها غزة وتساعد في تمرير صفقة القرن، أما فتح قالت إن تفاهمات حماس المنفردة مع إسرائيل تمرر الصفقة.

حركة فتح والجبهة الشعبية انتقدتا وجود قناة الجزيرة لتغطية انتخابات مجلس الطلبة هذا العام، وبحسب ما ذكروا فهي وسيلة إعلام تمارس التطبيع.

فتح اختارت الأسير عبد الكريم الريماوي رئيساً فخرياً لمجلس الطلبة القادم، وحماس رحبت بذلك.

كافة الكتل الطلابية تغنت بنضال الأسرى وما لديهم من معتقلين في سجون الاحتلال، والجميع مجد قادة الشعب الفلسطيني والشهداء.

لم ترفع حركة فتح أي صورة للرئيس محمود عباس، ولم يأت على ذكره مناظر الشبيبة سوى مرة واحدة دون ذكر الاسم عندما تحدث عن عدم قطع رواتب الشهداء والأسرى بالرغم من خصم الاحتلال عائدات الضريبة.

طرح القطب الطلابي مساقا شعبيا جديدا يهتم برفع الوعي الأمني للطلبة في الجامعة، بعد سلسلة الاستهدافات الأخيرة لوحدة المستعربين سواء داخل الجامعة أو في المسيرات عند حاجز بيت أيل.

يبدو أن الشبيبة هذا العام تعمدت اختيار مناظرها من مدينة القدس المحتلة، حتى تلفت أنظار طلبة مدينة السلام إليها.

يقول الصحفي خالد سليم لـ"الحدث"، إن المناظرة تستهدف بشكل أساسي طلبة السنة الأولى البالغ عددهم نحو ثلاثة آلاف طالب وطالبة بما يعادل 20% من خزان الأصوات، فيما يقرر طلبة بقية السنوات مسبقاً قرارهم بالتصويت بناء على تجاربهم في السنوات الماضية.

وأكد سليم أن كافة الكتل الطلابية بالرغم من استخدامها للأوراق في المناظرة، إلا أنهم أخفقوا لغوياً.