الأربعاء 09 تموز 2025
"نحن ننتمي لهذا الوطن، وننتمي لثقافة الإنتاج التي يقوم بها المزارع الفلسطيني، ومن أجل حماية صمود هذا المزارع، يجب أن نقوم بتشيجيعه وشراء منتجاته"، من هذا المنطلق يعكف المواطن كمال أمين على شراء منتجات غذائية صحية تباع أسبوعياً في سوق عدل في مدينة رام الله.
كل يوم ثلاثاء، تعرض مؤسسة عدل غير الربحية منتجات غذائية صحية أمام مركز خليل السكاكيني في مدينة رام الله.
من يزور السوق، يجد حركة نشطة من قبل المواطنين على شراء المنتجات الغذائية الصحية، والخضار المزروعة بطريقة بيئية.
يبيع السوق الخضار والبيض والمعلبات المصنعة منزليا والأجبان والزيوت وغيرها المصنعة بطريقة خالية من المواد الكيماوية.
يقول جهاد عبدو مدير مؤسسة عدل، إن هذا السوق يعطي فرصة للمستهلك لشراء منتجات آمنة لا تستخدم في صناعتها وزراعتها المواد الكيماوية، وأيضاً يعطي فرصة للمنتج لعرض بضاعته، وهكذا يتم ربط المنتج بالمستهلك.
وأشار عبدو في حوار خاص مع "الحدث"، أن السوق يعرض منتجات لنحو 450 أسرة فلسطينية.
نتيجة لربط المنتج بالمستهلك؛ يؤكد عبدو أن السوق يحقق أربعة أهداف، أولها تعزيز مقاطعة بضائع وخضار الاحتلال، وبالتالي تصبح المقاطعة نتيجة وليست هدف.
أما الهدف الثاني للسوق، فهو تعزيز السيادة الوطنية عبر تعزيز السيادة الغذائية، وذلك عندما يكون المنتج محليا.
وأضاف عبدو، أن الهدف الثالث، هو تقديم منتج خالي من المواد الكيماوية، وهو جزء من فلسفة الحفاظ على البيئة.
والهدف الرابع، هو دعم الفلاحين الصغار والمشاريع النسوية في المناطق النائية، وهو ما يخفف من البطالة، ويؤدي إلى تحسين دخل الأسر.
من السوق اشترى مراسل "الحدث" كيلو البندورة الخالية من المواد الكيماوية بخمسة شواقل، وهو يساوي سعر البندورة المعروضة في متاجر الخضار والحسبة التي تبيع اثنين كيلو من البندورة بعشرة شواقل.
بندورة وليمون وملفوف أحمر وبقدونس كلها صحية خالية من المواد الكيماوية تناولها المراسل بقيمة 18 شيقلاً.
لدى سؤال جهاد عبدو عن الأسعار، قال إن السوق يتبنى سياسة التجارة العادلة، وإن الأسعار ثابتة لديهم ولا تتغير، وإنما يتم مراجعتها كل عامين.
الأسعار وفق عبدو تراعي تكاليف الانتاج، وساعات عمل المزارع، ومصاريف التسويق، وبالتالي يكون السعر عادلا للمنتج ويقدم الخضار والمنتجات الصحية للمستهلك.
خلال تسوق كمال أمين بعض الخضار لمنزله، قال لمراسل "الحدث"، إن أحداث التنمية الاقتصادية، والحفاظ على الأرض وصمود المزارع، يحصل عندما نكون سندا وشريكا لهذا الفلاح، لحماية أرضه، وتمكينه، وبالمقابل يحصل المواطن على بضاعة ممتازة صحية بدون مواد كيماوية.
على حد وصفه "هنا يبتسم صاحب الأرض، وتبتسم الأرض نفسها، ويبتسم الوسطاء بخلق فرص عمل لهم، ويبتسم المواطن بعد شرائه الخضار الصحية، وهذا هو قانون الشراء العادل وقانون التجارة العادلة".
وأضاف أمين "نحن نؤمن بهذه الثقافة ونعززها ونطالب وزارة الزراعة، أن يكون السوق على مستوى كافة المحافظات وفي كافة الأيام".
لم يجد أمين التمر والأفوكادو في السوق، لذلك يضطر للذهاب إلى السوق العادي عندما لا تتوفر البدائل الصحية هنا.
يقول جهاد عبدو إن السوق لا يقتصر على يوم الثلاثاء في رام الله، وإنما يعرض المنتجات في سوق السبت في بلدة بيت جالا في بيت لحم.
وأضاف أن هناك مركزا دائما لبيع المنتجات قريب من حاجز قلنديا، بالإضافة إلى الحملات الموسمية مثل زيتك لباب بيتك، معمول العيد وغيرها.
وأكد أنهم يعملون هذه الأيام على فكرة السلة الغذائية الأسبوعية، بحيث يختار المواطن من قائمة المنتجات ما يحتاجه، وتقوم المؤسسة بإيصال طلبيته إلى المنزل أو المكتب أو أي مكان.
.jpg)
