الإثنين  06 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

"لدي حلم".. في وطن بقلم: مريم ريان

2015-01-08 02:46:28 PM
صورة ارشيفية

الحدث.

 يبدو أن العالم العربي لم يفهم كلمات مارتن لوثر كنغ حين قال "لا يستطيع أحد ركوب ظهرك إلا إذا كنت منحنياً"، واستمر في انحناءاته منذ أضاع الأندلس حتى أصبح مثل سجادة بالية يدوسها العالم بقدمين قذرتين! وها نحن نقف اليوم أمام كم هائل من الكوارث مكتوفي الأيدي، لا شيء نفعله سوى "اللايكات" والتعليقات والشتائم، مع تصوير الرفض العربي لما تمر به أمتنا في هذا الوقت العصيب عبر "السلفي"!

النكبة أو النكسة الحقيقية للعرب تبدأ وتنتهي بالقضية الفلسطينية، التي يتناسها الكثيرون من هول ما يرون، ولا يدركون بعد أن خلاصهم يكمن في تحرير هذه الأرض المقدسة ومن ثم الإنسان. لم يأخذ خبر مجلس الأمن الدولي المشروع الفلسطيني الذي يطالب بـ"انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها عام 1967"، حقه في الحزن أو الغضب أو حتى التعبير عن اليأس من قبل الشباب العربي، في حين تصدرت "هدى" جميع الصفحات والحسابات على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، فكانت النكات والتعليقات الساخرة والقهقهات الافتراضية، ولن ننكر عليهم بعض حزنهم وكلمات الأسف على من "قتلوا" من جراء برد وجوع العاصفة.

"السكيتسوفرينيا" مرض طبيعي تصاب به حين تتصفح حسابك على "فيسبوك"، فتضغط "لايك" على "بوست" ساخر، وتضع كومنت أو "بورتريه وجه حزين" على صورة أب يحمل بين ذراعيه طفله الذي مات تواً من البرد، ثم تعود إلى أجواء المقهى الذي تجلس فيه وتتابع مباراة لكرة القدم! الخطورة في مرض انفصام الشخصية الذي سيصيب جميع العرب بحلول عام 2020، أنه وراثي ستتناقله الأجيال القادمة بالدم، والعلاج لا يتوفر في "مايو كلينك"!

في الوقت الذي لا يقرأ فيه العالم ولا يسمع النداءات والاستغاثات، أتوجه في حديثي إلى كنغ وأقول له: "لدي حلم" يشبه حلمك الذي لم يتحقق حتى اللحظة، وربما يكون مصير حلمي مثل الأحلام التي تبقى زهرات في الخيال. حلمت أنت أنه "في يوم ما على تلال جورجيا الحمراء سيستطيع أبناء العبيد السابقين الجلوس مع أبناء أسياد العبيد السابقين معاً على منضدة الإخاء" وكان لديك أسياد ووطن، وأحلم أنا بوطن حين ينتهي موسم الحصاد فيه نرقص للفرح، وضحكات الأطفال ترافق السارحات من الحقل إلى البيت، ونتحلق جميعنا حول مائدة يكون للإله ذكر فيها، وليس في وطني الذي أبحث عنه أسياد.. بل جميعهم عبيد!

عبيد جميعهم حقاً، كيف لا وإسرائيل تعبر عن "ارتياحها" لرفض مجلس الأمن اعتماد المشروع الفلسطيني، ويقول نائب وزير خارجيتها أمام العالم أنه جارنا وكل إسرائيلي يرغب بالسلام معنا لا يمكن إلا أن يكون مرتاحاً لنتائج هذا التصويت". كما تظهر صور للمسجد الأقصى تتآكل فيها ساحاته بفعل حفريات الهيكل ويدنس الصهاينة شوارع المدينة العتيقة دون التفاتة من أحد، فيما "هدى" تحظى بدعاية إعلامية غير مسبوقة!

الهاليبريدول والريسبريدال لن يعالجوا "السكيتسوفرينيا"، والتلويح للطيور المهاجرة نحو السماء سيحكم إغلاق الزنازين أكثر.. فيحل فصل البكاء ضيفاً ثقيلاً..! وأجيال قادمة ستذكركم كما نفعل نحن.. حين الحديث يقودنا إلى العصور الوسطى في أوروبا!

تحرير فلسطين.. هو الحل!