الأربعاء  24 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

"اتركوا السلطة تنهار وافتحوا المجال أمام هجرة الفلسطينيين من الضفة"

2019-06-10 10:04:04 AM
الرئيس محمود عباس

 

الحدث ـ محمد بدر

قال الباحث الإسرائيلي في قضايا الأمن، مارتن شيرمان، إن "اتفاقات أوسلو التي أنجبت السلطة الفلسطينية جاءت للحياة بخطيئة كبيرة ونتيجة عملية للخيانة السياسية والرشوة، وبدأت الاتفاقات تتسبب في العديد من المآسي للإسرائيليين فور توقيعها، ودفع الآلاف من الإسرائيليين ثمنها، وعلى الرغم من كل ذلك، فإن مؤيدي الاتفاقيات ما زالوا يصرون على رفض الاعتراف بهذا الخطأ القاتل".

وأضاف شيرمان "لسوء الحظ، وكما توقع خصوم أوسلو، لم يحقق الاتفاق للإسرائيليين وإسرائيل أي فائدة. على العكس من ذلك، لم يتم تحقيق أي من الأهداف الكبيرة التي وعد بها المبادرون والموقعون على الاتفاقية، في حين أن جميع المخاطر التي حذر منها خصوم الاتفاق قد تحققت بالفعل، وبكل المعايير، أثبتت عملية أوسلو فشلها الكبير، وقد حان الوقت للاعتراف بهذه الحقيقة اللاذعة".

وتابع الباحث الإسرائيلي "في هذا السياق، يجب أيضًا تغيير المفهوم السائد لأهمية انهيار السلطة الفلسطينية، بالإضافة إلى الهيكل الهش لمبادرة أوسلو، من الألف إلى الياء. بعد كل هذه المعطيات، إذا كان النقل المستمر للدعم المالي للأسرى الفلسطينيين وعائلاتهم هو الطريقة الوحيدة التي يمكن للسلطة الفلسطينية أن تستمر في الوجود بها، فلا يوجد خيار سوى التشكيك في حكمة وصحة الحفاظ على هذا الوضع".

ووفقا للباحث شيرمان، لن يؤدي تنازل "إسرائيل" عن الاستيلاء على أموال المقاصة إلى تقويض خطير لمصداقيتها وقدرتها على الردع فحسب، بل سيشكل أيضًا صفعة لاذعة في وجه حلفائها في مجلس الشيوخ الأمريكي الذي سنّ قانون "قوة تايلور فورس" مؤخرًا، والذي بموجبه سيتم تقليل دعم السلطة الفلسطينية إذا لم يتوقف تمويل الأسرى الفلسطينيين وعائلاتهم.

وقال شيرمان "يُصور لنا أن الانهيار المالي الوشيك للسلطة الفلسطينية هو تهديد جدي لإسرائيل سيزيد من عدم الاستقرار ويزيد من تفاقم المشاكل الأمنية، رغم أنه قد يكون هناك درجة معينة من الحقيقة في هذا التقييم على المدى القصير، إلا أنه ينبغي رفضه باعتباره أحد قيود صياغة الاستراتيجية الإسرائيلية على المدى الطويل، وبدلاً من الخوف من الانهيار المحتمل للسلطة الفلسطينية كتهديد، يجب على إسرائيل أن تنظر إليها على أنها فرصة للهروب من طريق أوسلو المسدود".

وبحسب الباحث المختص في قضايا الأمن، فإن "مفتاح الحل بالنسبة للإسرائيليين هو إحداث تغيير في التصور، بما يمكننا من رؤية انهيار السلطة الفلسطينية كفرصة للهروب من الخطأ التاريخي المتمثل بأوسلو. لذلك، بدلاً من الإصرار على الوهم الباطل بأن السلطة الفلسطينية شريك محتمل للسلام في المستقبل، يجب النظر لها كعدو لإسرائيل. لذلك، ليس على إسرائيل أي التزام، معنويا أو غير ذلك، بالحفاظ على الهيكل الاجتماعي والاقتصادي للعدو، بل على العكس من ذلك، فإنه من الواجب المساهمة في انهيارها".

وبالنسبة للأموال التي تستولي عليها "إسرائيل" من المقاصة، يرى الباحث الإسرائيلي أنه يجب استخدامها في حركة لا تنطوي على عنف عسكري وقادرة على ضمان بقاء إسرائيل على المدى الطويل كدولة قومية للشعب اليهودي، من خلال تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية. ويقترح مشروعا شاملا يهدف إلى تشجيع الهجرة بين الفلسطينيين إلى دول العالم، ويضرب مثالا على ذلك، كيف ساهم الحصار المفروض على قطاع غزة في هجرة آلاف الفلسطينيين واستعداد الآلاف للهجرة.

يشار إلى أن الباحث مارتن شيرمان هو مؤسس ومدير معهد إسرائيل للدراسات الاستراتيجية، ونشر مقالته هذه، في موقع ميدا العبري.