حسين البرغوثي في نيويورك- كتب: عبد الرحيم الشيخ
2019-12-17
الحدث - فكر ونقد هذه شذرة إثنوغرافية موجزة، شاهدها هامشيٌّ، وحظُّه من التجربة حظُّ الهامش في تعريف المتن؛ والحاضر الأكبر فيها حسين البرغوثي، وقد كان مداوياً بالشعر والفلسفة والألم. مكانها المسمَّى نيويورك، وأمكنة أخرى، غير مسمَّاة، مفتوحة على القراءة؛ وزمانها المسمَّى العام 2016، وأزمنة أخرى، غير مسمَّاة، مفتوحة على الكتابة. وهي مقدمة قراءة طباقية لعيش الحب كإمكانية لاختبار الشعر، والإحساس بالوقت كإمكانية لاختبار الفلسفة، وانتظار الموت كإمكانية لاختبار الألم... والثنائيات الثلاث كإمكانية مركّ
جامعة بيرزيت: العنف، والعسكرة، والفرجة- عبد الرحيم الشيخ
2019-12-12
ليست جامعة بيرزيت استثناءً إلا في كونها قاعدة للعمل الوطني الفلسطيني منذ العام 1924 وحتى اللحظة. ولعل مبعث اللغط الدائر حول ما حصل في حرم الجامعة، منذ مساء يوم أمس الإثنين وحتى ظهيرة اليوم الثلاثاء، مردُّه مغالطة شائعة في الثقافة السياسية الفلسطينية تخلط، عن قصد أحياناً أو دون قصد في غالب الأحيان، بين العنف الثوري، والعسكرة، والفرجة. فمنذ نبذ منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، للكفاح المسلح وتعديل الميثاق الوطني الفلسطيني، بعيد اتفاق أوسلو في العام 1993، تعمقت الهوة
2019-11-19
في روايته "خسوف بدر الدين"، يدشِّن باسم خندقجي منحنىً تعويضياً للحرية من داخل الأسر على المستويات النفسية، والثقافية، والسياسية، وفي إطار جمالي يعزُّ نظيره في كتابات الحركة الفلسطينية الأسيرة. وإن كان للداخل الـمَتنيِّ في الرواية أن يطرح أسئلتَهُ، التي ستشكِّل مستويات التحليل النقدي، فإن للخارج السياقيِّ أسئلته، إذ: كيف لأسير فلسطيني ماركسي قضى خمسة عشر عاماً في السجون الصهيونية، ومحكومية، بثلاثة مؤبدات، لا تزال مفتوحة على الحرية، في فلسطين القرن الحادي والعشرين-المحتلة... أن يقيم كومونة صوفية ف
جوكر.. الشعار الراديكالي لمجتمعاتنا المريضة
2019-11-10
ترجمة الحدث- سعيد بوخليط تقديم: تستحضر هذه المقالة المشتركة بين سيرج هيفيز طبيب الأمراض النفسية والعقلية وسيباستيان بوسوا الباحث المختص في العلوم السياسية،قضية التفكير في رمزية المهرِّج الشرير، مثلما عرضه الفيلم الأخير للمخرج تود فيليبس، ويتوخيان فهم دور هذه الشخصية ذات الدلالة بخصوص تطورات انحراف شباب يعيش على هامش مجتمع أضحى عنيفا بسخاء. وفيما يلي نص المقالة: الفيلم الرمزي ''جوكر'' لصاحبه تود فيليبس، المحتفى به حاليا بشكل واسع داخل القاعات السينمائية، مثيرا جملة انتقادات متحمسة،واصفة
فؤاد العروي: لماذا تفلت منا جائزة نوبل كل سنة؟
2019-11-04
ترجمة الحدث- سعيد بو خليط يكتب الروائي المؤرخ المغربي فؤاد العروي عن الأسباب وراء عدم فوز العرب بجائزة نوبل.
ألبير كامو يكتب: إما أن يُقاتل الفنان أو يستسلم
2019-10-30
ترجمة الحدث- أحمد أبو ليلى فيما يلي نص مترجم * بقلم الكاتب الفرنسي ألبير كامو، يتحدث فيه عن مسؤولية الفنان، أو المبدع بشكل عام، في المشاركة بتحمل مسؤوليات عصره ومشاكلها. النص مترجماً: في صلاته، كان رجل حكيم من الشرق يتطلعُ إلى إلهه دائمًا ليحفظه من العيش في أوقات ممتعة. وبما أننا لسنا رجالًا حكيميين، فإن إلهنا لم يستجب لنا، لأننا نعيش في أوقات ممتعة. في أي حال، عصرنا يرفض السماح لنا بتجاهله. كتاب اليوم يعرفون هذا بالفعل. إذا تحدثوا، يتم انتقادهم ومهاجمتهم على الفور. إذا ظلوا صامتين بداف
الصندوق والشجرة- عبد الرحيم الشيخ
2019-10-15
مع اندلاع انتفاضة العام 1987، صُدم العالم بتقرير إخباري يصور جنوداً صهاينة ينفذون "سياسية تكسير العظام" بحق شابين فلسطينيين في قرية سالم، شرق نابلس، وهي سياسة أعلنها إسحق رابين، وزير الحرب في حينه، لسحق الانتفاضة. لم يكن بوسع إسرائيل، اتهام الكاميرا بمعاداة السامية، إذ كانت الجريمة صارخةً حتى السماء. مضت ثلاثة عقود ولم تغيِّر إسرائيل صورتها، رغم تغيُّر أسطورتها، في الوعي العالمي. ومن قرية سالم نفسها، بُثَّ تقرير آخر في نهاية العام 2005، تظهر فيه فلسطينية تحتضن شجرة زيتون على نحو أسطوري، وتتحدى ج
التوتر بين التطلعات العقلانية والمتطلبات التجريبية في فلسفة إدموند هوسرل (2/1)
2019-10-13
ترجمةالحدث- أحمد رباص يعتبر إدموند هوسرل Edmund Husserl مؤسس الفينومينولوجيا (الظاهراتية). وهكذا أنجب واحدة من أهم الحركات الفلسفية في القرن العشرين، وهي حركة لا يمكن حصر ورثتها: هايدغر، ريناخ، شتاين، ريكور، دريدا، ليفيناس، إنغاردن، ميرلو بونتي، هنري، ماريون، واللائحة طويلة. يجب البحث عن أصل نجاح فلسفة هوسرل في طريقة جديدة جذرية لإنتاج فلسفة طورها هوسرل وزودها بطاقة على تجديد نفسها باستمرار. تقدم فينومينولوجيا هوسرل نفسها أولاً وقبل كل شيء كعلم تصويري للظواهر الماثلة في الوعي بعد وضع أطروحة ا
"ليتني كنت أعمى": عقلانية الكاميرا، ميلانكوليا المصوِّر
2019-08-06
في مغامرة الكتابة المبكِّرة، أنجز الروائي وليد الشرفا نصَّين دالَّين على ما ستكونه تجربته الروائية اليوم: "محكمة الشعب" (1991) و"اعترافات غائب" (1994)، وهما نصَّان أرهَاصَا بنقد إبداعي لما ستحمله تحوُّلات مدريد-أوسلو من خراب لم يكن أوله التمرُّد ولا آخره الانقسام. وقد كان لجمالية التجاوز، على مستوى الشكل، أن تحمل الشرفا من نصَّيه الأولَيْن إلى موقعيَّة أكثر إتقاناً، على مستوى المضمون، لسردَّية التطهُّر في ثلاثية روائية لم تتلعثم في تدشين نقد احتجاجي لافت لسياسات الذاكرة والنسيان ما بعد أوسلو، هي
2019-07-16
الرثاء فعل باهت: يجامل الموت، ويتواطأ معه علانيةً، ويطبِّع علاقته مع الحياة بإدخاله حيِّز التذكُّر بالمجَّان. يتحدد الرثاءُ مرَّةً وينطفئ، ويكتفي بتعقيبيَّة البلاغة التي توالف الموت ولا تواجهه... لكنَّ الرثاء، في فلسطين، فاتحة اقتصاد سياسي للموت يزدهر مع رحيل من لم يمتلك حق تقرير مصيره حيَّاً ولا ميِّتاً، وكأنه منذور لخسارة زمان المصير بعد أن خسر مكانه. وإذا كان حسين البرغوثي قد قال ساخراً، قبل لحظات من مواجهة موتٍ لا يحسن الانتظار ولا السخرية، إن: "أسوأ ما في الموت توقيتُه"، فإن هشام أحمد فرارج