الأحد  24 أيلول 2023
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

#رولا سرحان

خارطة التطبيع

يمضي قطار التطبيع في مساره مسرعا جدا، تضيق سكته في بعض المنعطفات وتتعثر، ولكنه بلا شك يستمر في سيره باتجاهه الحتمي على مستوى الأنظمة، والرفض الكامل من قبل الشعوب العربية. وقد شهد الشهر المنصرم ثلاثة أحداث أساسية لها سياقها التطبيعي. أما ترتيبها الزمني على التوالي فقد بدأ بِإقالة الرئيس التونسي قيس سعيد لرئيسة وزرائه نجلاء بودن، التي ثارت حولها الانتقادات بسبب ما ظهر على شاشات التلفزة من محادثة ودية بينها وبين رئيس دولة الاحتلال اسحاق هرتسوغ خلال قمة المناخ "كوب 27".

رحيل طلال سلمان وصوت الذين لا صوت لهم

يَحشرُ الخبر المحزن غصة في القلب عندما تحمل كلماته وفاة صحفي ومثقف عروبي كبير مثل طلال سلمان، الذي أسس صحيفة السفير اللبنانية لتكون منبرا يتحدث باسم المضطهدين والمهمشين والأحرار. سينظر إلى الموت من زاوية كهذه كأنه عقوبة أو قصاص، ويصبح مقاما لجردة حساب مع واقع عربي انتهكته صحافة الابتذال، وإعلام الأجندات المنقسمة، وتربع فيه المؤثرون على مواقع التواصل الاجتماعي مصدرا للخبر ومصدرا للثقافة.

نحن المجانين

لعلنا نتفق على أن حالة اللايقين التي تسود المشهد السياسي الفلسطيني صارت إحدى سمات ممارسة السياسة الفلسطينية والتي هي لا سياسية بالأساس. من جهة يبدو الصراع محتدماً على خلافة الرئيس محمود عباس

فلسطين-جنين: عطب الزمن وفعلُ التاريخ

"إما أن تموت في المخيم أو تُهجّر منه". تلك العبارة المختصرة هي تاريخ فلسطين، والذي تختصره جنين اليوم. ما بين المخيم، والتهجير القصري، وصراخ الأطفال، والأهالي الذين يحملون بعض حاجياتهم في فزع، وعنف آلة الحرب الصهيونية داخل أزقة مخيم جنين، استحضارٌ لفلسطين النكبة التي لم تتوقف يوماً عن الحضور. تتكرر النكبةُ مع اختلاف بسيط في ترتيب مشهدية التاريخ، بدأت النكبة بعكس ما تبدأ به اليوم في جنين، بدأت بالعنف فالتهجير فالمخيم، واليوم تبدأ من المخيم فالعنف فالتهجير.

شهداء بلا سلاح

ما حاجةُ الشهيدِ إلى السلاح؟ أو بالأحرى صورة الشهيد في جنازته المطبوعة على ملصقٍ وهو يحملُ سلاحاً؟ قد يبدو السؤال ساذجاً أو غير ضروري لبديهية التلازم ما بين قداسة وطهارة الشهيد مع قداسة وطهارة السلاح الذي يحمله. لكن ماذا يحدثُ عندما يحدثُ ما لا نفكر فيه، عندما يُفرضُ المنعُ على طباعة صورة الشهيد وهو يحملُ سلاحاً؟

عن قيمة التدوين للذاكرة .. فعلُ رواية "العاصي" للأسير سائد سلامة

تدوين- رولا سرحان إذا ما التفتنا عشرين عاماً إلى الوراء، وتتبعنا حركة النتاج الأدبي في فلسطين، فإننا سنلاحظ ذلك الحضور الكثيف لروايةٍ يكتبها الأسرى من داخل السجون، والذين يُعيدون صياغة السجن ويحوِّلونه إلى مكانٍ للفعل الثقافي عبر المساهمة في إنتاجِ السردية والحكاية الفلسطينية، والأهم مكانا لفعلِ تدوين الذاكرة، ذاكرة ما حدث مثلما يحدثُ الآن. ويتجلّى أمام القارئ الملم بالأدب الفلسطيني عموماً، والذي

في معنى الثقافة الفلسطينية التي نحتاج

في شهر آذار، الذي خصه محمود درويش بقصيدة، وخصتهُ وزارة الثقافة الفلسطينية بيوم الثقافة، وفيه يُحتفى بيوم الشعر العالمي، وبيوم المسرح العالمي، يمكن لنا مجدداً أن نلحظ أن الفعل الثقافي في فلسطين

كلمات بين عامين

بلُغةِ المجازِ والوعي سأقول للعام الذي يمضي: إرحل، فلم تكن طيباً كفايةً ولست قائماً إلا بالألم رغم الأمل، وبنية الخروج منك، وإدخالك في سباق الماضي مع نفسه للانتصار علينا ورفضنا لهذا الانتصار الذي يكتُبه غيرنا. ستبقى منك كومةٌ من الأحداث المتشابهة، والأشخاص المتشابهين، الذين ينتقلون معنا من عامٍ إلى آخر ويكررون حضورك بصيغةِ عامٍ جديد. يملؤون فراغ الحاضر بك، فنعودُ كأن أحداً لم يغادرك. فمن الذي يمزح؟ ومن الذي يذبح؟ ومن الذي يربح؟ التاريخُ أم الزمن أم هم؟ ****

مونديال "فلسطين فقط"

عندما كان شعار القوميين والعروبيين أن "فلسطين هي قضية العرب الأولى"، ومن ثم حذفت الأنظمة الرسمية العربية هذا الشعار تدريجياً من خطاباتها، وانشغلت بقمع شعوبها، وتقهقرت القضية الفلسطينية لتصبح قضية الفلسطينيين وحدهم؛ يأتي كأس العالم ليبرهن من جديد أن فلسطين هي قضية الشعوب العربية وإن كره الرسميون العرب والمطبعون وإسرائيل.

في ذكرى إعلان الاستقلال: درويش ونص المستقبل

إذا كانت الدولة هي المكون الذي تتبلور من خلاله الهويات الحديثة، فإن الفلسطينيين يصيغون هويتهم دون أن تكون لهم دولة. وإذا كانت الأوطان تصيغُ الحكاية المشتركة للهوية، فإن وطن الفلسطينيين مقسم إلى جغرافيات تصيغُ الحكاية الكبرى لهم.