الثلاثاء  15 تموز 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

حزيران لم يكن دمويّاً كغيره.. هل استجاب الاحتلال لمطالب المقاومة؟

2019-07-01 01:16:41 PM
حزيران لم يكن دمويّاً كغيره.. هل استجاب الاحتلال لمطالب المقاومة؟
مسيرات العودة على حدود قطاع غزة

الحدث - رولا حسنين

رصد مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي والفلسطيني في إحصائيته الشهرية؛ أن ثلاثة شهداء ارتقوا خلال شهر حزيران، اثنان من القدس المحتلة وآخر من قطاع غزة. عدد لافت للانتباه طالما كانت الأشهر السابقة ترصد ارتفاعاً كبيراً في أعداد الشهداء، فهل هذا دليل على التزام الاحتلال بتفاهمات الهدوء مع قطاع غزة؟ أم أن سياسات جديدة يتخذها للتعامل مع مسيرات العودة التي انطلقت في القطاع منذ آذار العام المنصرم وسجلت ارتقاء أكثر من 250 شهيداً؟ أم أن الفصائل في غزة أيضاً تتخذ خطوات ما تجاه الوضع الراهن؟.

وحول ذلك قال المختص في الشأن الإسرائيلي عماد أبو عوّاد، إن الاحتلال يعتقد بأن الهدوء مع قطاع غزة أمر مهم وملحّ، خاصة في ظل عدم وجود حكومة إسرائيلية وفي ظل الخلافات الداخلية الإسرائيلية، بالتالي لا يوجد رغبة لدى الاحتلال في الوصول الى تصعيد يقود إلى حرب في فترة الصيف، لذلك انخفضت حدة المواجهة تحديداً في مسيرات العودة.

وأضاف لـ "الحدث"، أن الاحتلال أبدى بشكل جزئيّ التزاماً في تطبيق تفاهمات التهدئة التي يتم الحديث عنها منذ أشهر، وكذلك قناعة المقاومة بأن الاحتلال بدأ يتجاوب مع هذه التفاهمات، بالتالي لا داعي للحرب، الأمر الذي أدى إلى تراجع حدة المواجهة، بالتالي انخفاض في أعداد الشهداء.

وحول الخلافات الداخلية لدى الاحتلال، أشار أبو عوّاد، أنه وبسبب عدم قدرة الاحتلال على تشكيل حكومة ووجود حكومة ضيقة؛ فإن الاحتلال لا يحبذ اتخاذ استراتيجية حرب أو عملية موسعة ضد غزة. معتبراً أنه في حال تشكلت حكومة مستقبلية برئاسة بنيامين نتنياهو فإنها ستنتهج مع غزة ذات السلوك –أي التهدئة-، وذلك لأن المؤسسة الأمنية الاستخباراتية الإسرائيلية تشير بشكل أو بآخر على أساس أنه لا يجب أن يكون هناك مواجهة مع غزة. ما يعني أن الحل الأمثل بالنسبة للاحتلال هو الذهاب تجاه تفاهمات تؤدي إلى إعادة الهدوء في الجنوب، مع محاولة تكثيف الضغط الدولي والإقليمي على فصائل المقاومة في القطاع من أجل عدم زيادة وتيرة تسلحها.

وعرّج أبو عواد لـ "الحدث" على الدور الأمريكي تجاه القضية، خاصة في ظل الحديث عن بدء تطبيق صفقة القرن، معتبراً أن الولايات المتحدة الأمريكية معنية بتطبيق خطتها القادمة تحديداً الاقتصادية منها، والتي تشمل قطاع غزة بشكل أو بآخر، لذلك فهي توعز للاحتلال الإسرائيلي بالتوجه نحو الحل السياسي، ولكنها لا تستطيع منع الأحداث على الأرض، بمعنى أنه إذا شعر الاحتلال بارتفاع حدّة المواجهة مع المقاومة في غزة فسيذهب إلى تصعيد، وإذا شعر بأن الوقت مناسب لشن حرب على غزة بمعزل عن كل الإغراءات الإقليمية لقامت بذلك، مدللاً على أن القضية إسرائيلية داخلية بامتياز، حيث لا تمتلك رؤية استراتيجية للتعامل مع غزة وأي حرب على غزة ستعيد "إسرائيل" إلى ذات المربع، وربما تحمل تهديدات أكبر لها.

وحول موقف المقاومة؛ أكد أن مسيرات العودة التي انطلقت في قطاع غزة في آذار 2018 ، كان هدفها تخفيف وطأة الحصار المفروض على القطاع منذ أعوام وكسره، والمقاومة شعرت بأن الاحتلال بدأ يلتزم بالتهدئة، كما أن نسبة الحصار بدأت تنخفض بشكل نسبيّ، وبالتالي من الواجب الحفاظ على دماء الناس، معتبراً أن تغيراً ما طرأ على منظومة التعامل مع مسيرات العودة، فأعداد المشاركين في المسيرات انخفضت وكذلك نوعية المواجهة والإرباك الليلي الذي أرهق الاحتلال في بدايته، ما يعني أن الاحتلال فعلياً بدأ يستجيب لمطالب المقاومة.