الجمعة  29 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

انتهت عملية خانيونس ولم تنته الأدوات وقد يعود أفراد الوحدة للعمل على خط مواصلات

دخول الوحدة الإسرائيلية كشف ندرة العملاء وعدم كفاءتهم في تنفيذ عمليات مهمة

2019-07-17 09:37:41 AM
 انتهت عملية خانيونس ولم تنته الأدوات وقد يعود أفراد الوحدة للعمل على خط مواصلات
وحدة خاصة إسرائيلية

 

الحدث - إبراهيم أبو صفية

أخفقت الوحدة الخاصة الإسرائيلية بإتمام المهام المناطة بها قبيل عام في خانيونس جنوب قطاع غزة، بعد أن كشفت المقاومة عناصر الوحدة، ودارت اشتباكات أدت إلى مقتل ضابط الوحدة وإصابة جندي آخر، واستشهد القيادي في كتائب القسام نور بركة و6 عناصر من المقاومة الفلسطينية، وفيما بعد تم إلقاء القبض على العملاء الذين سهلوا دخولها إلى قلب القطاع. حيث شكلت عملية حد السيف في تشرين الثاني من العام الماضي ضربة أمنية لعمل الوحدات الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية والعربية.،حيث تتوالى التحقيقات داخل أجهزة أمن الاحتلال، وتطرح العديد من الأسئلة التي تتمحور حول الفشل، وما هي الآليات الجديدة للعمل.

ورغم ما تكبدته المخابرات الإسرائيلية من فشل في الحصول على "صيد ثمين"، وكذلك عمليات الكشف المتتالية لخططها وعملياتها، وتداعيات عملية خانيونس التي أثرت على المنظومة الاستخبارية في "إسرائيل " وأدت إلى تغييرات كبيرة داخل منظومة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية؛ إلا أن عملها لم ينته، بل واستعرت نيران المعركة الخفية وصراع الأدمغة. 

وقال القيادي في حركة حماس خليل الحية، في مقابلة خاصة مع راديو القدس، إن هناك معركة أمنية فوق وتحت الطاولة تجري مع الاحتلال في قطاع غزة، وهذا يدلل على حجم المحاولات الهائلة التي تصبها المخابرات الإسرائيلية لتعويض فشلها وتحقيق أهدافها.

وفي خضم اشتداد المعركة الأمنية بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي؛ أصبح لا بد من التساؤل هل تعود الوحدة الخاصة إلى قلب قطاع غزة؟، وما هي الأدوات التي قد تعود بها؟ وما الدور أو الشكل الذي قد تتقمصه في معركة التخفي؟، وهل يتجرأ العملاء من جديد على إتمام دور الوحدة دون الطلب منها للدخول إلى قلب القطاع، كما حصل عام 2017 عندما اُغتيل القيادي في كتائب القسام والأسير المحرر المبعد مازن فقها، على أيدي العملاء بأوامر إسرائيلية.

 وحول ذلك، قال الكاتب والمحلل السياسي ثابت العمور، إنه بعد أي عدوان إسرائيلي تنشط المخابرات الإسرائيلية هدف الحصول على معلومات جديدة لتطوير عمل المقاومة.

وأوضح العمور لـ "الحدث"، أن الحرب بين المقاومة والاحتلال ومعركة صراع الادمغة لم تعد تقليدية، وخصوصا إرسال "إسرائيل" وحدات خاصة للقطاع من أجل إنجاز مهمة أمنية أو الحصول على معلومات على ما يبدوا أصبحت استراتيجية للمخابرات وأجهزة أمن الاحتلال. مشيرا إلى أن الاحتلال لم يخل غزة، فهو يحتاج لمعلومات وتنفيذ مهمات بشكل دائم.

وبين، أن الموساد والشاباك ابتدعوا أساليب وأدوات جديدة بعيدا عن التعاطي بطريقة تقليدية مع القطاع، وأن هذه الأساليب كثيرة وهي متروكة لتقديرات المقاومة.

وأشار إلى أن المخابرات الإسرائيلية تحتاج لتنفيذ مهمات لا يستطيع العملاء القيام بها، مثل تركيب منظومة أمنية تقنية، وهذه بحاجة لمختصين ومهندسين. لافتا إلى أنه في ظل تطور عمل المقاومة أصبح الاعتماد على العملاء دون جدوى، خصوصا بعد عمليات الكشف التي نفذتها المقاومة.

وأضاف، أن القيام بإرسال قوة أمنية تبقى وتمكث في قطاع غزة لشهور هذا يدفع المقاومة والفلسطينيين للتفكير في ما هية الأدوات التي قد تستخدمها هذه الوحدات. مبينا أنه "من الممكن أن تكتشف أنك قد ركبت سيارة أجرة يقودها أحد أفراد وحدة سييرت متكال"، أو من الممكن أن تجد نسخة أخرى من أحد معارفك في القطاع، وكذلك ما كان يحدث في الانتفاضة الأولى؛ حيث كانت القوة الخاصة تبيع الخضار في وسط المخيمات، فهذه الحرب خفية ومعقدة والتعاطي معها لا بد أن يكون بالتفكير خارج الصندوق.

بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي د. حسام الدجني، إن دفع "إسرائيل" لوحداتها الخاصة إلى قلب قطاع غزة، يدلل على أن هناك ندرة في  تجنيد العملاء، بمعنى أن المقاومة نجحت بتنظيف قطاع غزة من بعض حالة العمالة.

وأوضح الدجني لـ "الحدث" أن التساؤل المشروع يكمن في "لماذا تدفع "إسرائيل" بوحداتها إلى قلب قطاع غزة وبإمكانها تنفيذ عملياتها من خلال العملاء مثلما حصل في اغتيال الشهيد مازن الفقهاء؟ والعملاء لا يوجد لديهم كفاءة عالية في تنفيذ عمليات كبيرة، إضافة إلى أن بعد أي حدث يتم كشف العملاء"، لذلك أصبحت "إسرائيل" مجبرة على إرسال وحدات خاصة بالرغم أنه من الممكن أن تقع في الأسر.

وأشار إلى أنه لطالما الاحتلال موجود ويتأهب على حدود قطاع غزة، فإن قواعد الاشتباك تبقى مفتوحة، لذلك من الطبيعي أن تمارس المخابرات الإسرائيلية عمليات من هذا القبيل، فهي تسعى دائما إلى اختراق قطاع غزة وتسديد ضربات المقاومة.

وبين أن صراع الأدمغة في حرب ناعمة وذات بعد استخباراتي أمني، تُمارس من أجل تشكيل حالات الردع، وهي من دفعت رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو مؤخرا إلى القول إنه ليس لديه رغبة في الدخول إلى قطاع غزة.

ولفت إلى أن هذا الصراع لم يكن مكشوفا للمحللين والخبراء في المجالات السياسية والعسكرية، وإنما هو لغة واضحة بين المقاومة وأجهزة الاحتلال، لذلك فإن التسريبات في هذه المعركة محكومة للطرفين خصوصا المقاومة.