الخميس  28 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

لناجحي الثانوية العامة.. ما الذي يجب أن تفكر به قبل الالتحاق بتخصص معين؟

2019-07-18 01:41:31 PM
لناجحي الثانوية العامة.. ما الذي يجب أن تفكر به قبل الالتحاق بتخصص معين؟
طلبة ثانوية عامة (تصوير: مصعب شاور)

 

الحدث - إسراء أبو عيشة 

في كل عام مثل هذه الأيام تكثر طلبات التقدم للجامعات لتخصصات قد استهلكت، دون الاكتراث كثيرا لمصيرهم بعد انتهاء الأربع سنوات، فمنهم من يتوجه لدراسة الهندسة أو الطب أو القانون أو الإعلام أو غيرها، بسبب حصوله على معدل يؤهله لتلك التخصصات، فينتهي به الأمر ليكون ضمن قائمة طويلة مليئة بالأسماء المختلفة ومتشابهة بالتخصصات "قائمة البطالة"، فالآثار الكارثية لسوء اختيار التخصصات التي يحتاجها السوق لا تكون على الفرد فقط بل على المجتمع ككل؛ فالمجتمع لا يمكن له أن ينمو ويتطور دون وجود أشخاص يشبعون احتياجات السوق في كافة فروعه، لأن أساس تنمية وتطور المجتمع هؤلاء الشباب.

وقال مدير عام التشغيل في وزارة العمل رامي مهداوي، لـ "الحدث"، إن نسبة البطالة في فلسطين وصل إلى 51% لدى حملة الشهادات الأكاديمية، و30% بشكل عام، و 50% في قطاع غزة وهي الأعلى، وما يقارب 93% من المنشآت في القطاع مغلقة، وبين أن الواقع السياسي الصعب في الضفة الغربية وقطاع غزة وانعكاسات توقف الدعم المختلف أدى إلى ازدياد البطالة في التخصصات الأكاديمية.

وأشار مهداوي، إلى أن النسبة الأعلى للبطالة تم تسجيلها في العلوم الإنسانية والاجتماعية وفي الإعلام، لذلك تسعى وزارة العمل لمكافحة البطالة بأربع خطوات وهي:

  1. دعم المشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر، من خلال الاتجاه للشراكة المختلفة مع القطاع الخاص ومع فريق التشغيل الفلسطيني والعديد من المؤسسات، ويوجد في وزارة العمل عدد من هذه المشاريع للأشخاص ذوي الإعاقة والمرأة.

  2. التوجه إلى الإرشاد المهني والتقني: وهذا ما قامت به وزارة العمل بحملة تحت عنوان "سوق العمل شو بده" بالمشاركة مع منتدى شارك الشبابي في جميع محافظات الوطن، بدراسة الاحتياجات وتقسيمها إلى عدد من القطاعات، منها: "التنجيد، النجارة، منشار الحجر، الزراعة، الفندقة، المطاعم، التسويق الإلكتروني، الصيانة العامة، الهندسة الميكانيكية، تصميم الأزياء، الحدادة...".

  3. تشجيع الاستثمار في فلسطين، وهذا ما تقوم به الحكومة الفلسطينية، من خلال فتح مجال التواصل الاقتصادي ما بين الدول.

  4.  فتح الأسواق العربية للأيدي العاملة الفلسطينية.

وبين مهداوي، أن قطاع العمل الفلسطيني بحاجة إلى العديد من المهارات المختلفة، لذلك يجب إعادة تحديد المفاهيم الدراسية المختلفة في الجامعات، وأضاف أن سوق العمل بحاجة إلى تخصصات مهنية وتقنية، وهناك العديد من المعاهد الحكومية وغير الحكومية التي تقوم بطرحها، لذلك يجب على جميع الأطراف الفلسطينية الآن العمل على دراسة احتياجات سوق العمل بشكل عام وليس فقط المهنية والتقنية، "ونحن في الوزارة جاهزون للتعاون بهذا الجانب لفتح تخصصات جديدة".

وأكد مهداوي، على ضرورة إغلاق التخصصات التي يوجد بها فائض كبير في صفوف البطالة وسوق العمل، ويوجد هناك تجارب عربية بهذا الجانب.

وفي ذات السياق، أشار مهداوي، إلى ضرورة التوجه إلى التعليم المهني والتقني بشكل عام وإذا ما تم التوجه إلى التخصصات الأكاديمية، ينصح دراسة أو تعلم اكتساب المهارات التي يحتاجها سوق العمل، لأن الأمر أصبح ليس فقط بامتلاك الشهادة الأكاديمية، بقدر الاطلاع ومعرفة المهارات التي تحتاجها بعض الوظائف خلال امتلاك الشخص للشهادة، بمعنى إذا قام الشخص بدراسة التسويق من المهم دراسة وأخذ دورات مختلفة مهارية يحتاجها سوق العمل في هذا الجانب، لكي يستطيع خوض المنافسة والعمل، لأن مواكبة الاحتياجات والمهارات لوظائف مستقبلية هي موازية للحصول على الشهادة الأكاديمية.

وقال مهداوي، إن العائلة الفلسطينية تتحمل مسؤولية عدم توجيه أبنائها بطريقة مباشرة وصحيحة للتخصص الذي يجب أن تدرسه، بل تقوم بتوجيه أبنائهم لتخصصات أكاديمية في سوق العمل أصبح فائضها كبير، لأن الجميع يريدون أن يدرسون العلوم الإنسانية والاجتماعية.

وأكد مهداوي، على أنه يجب دراسة الواقع الموجود، لذلك ستطلق وزارة العمل ومنتدى شارك الشبابي دراسة احتياجات سوق العمل خلال الخمس سنوات القادمة.