الخميس  28 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

زيارة سجن في ذكرى الزواج

2019-07-19 01:50:00 PM
زيارة سجن في ذكرى الزواج
الأسير ماهر الهشلمون وزوجته بهية النتشة

الحدث المحلي- رولا حسنين

لم تكن هذه المرة الأولى التي يحنّ فيها القدر على قلب بهية النتشة وزوجها ماهر الهشلمون، بأن يصادف موعد زيارتها له في سجنه في ذكرى زواجهما. للمرة الثانية يتوج السابع عشر من تموز ذكرى زواج البهية والماهر بلقاء يجمعهما قلباً وجسداً، رغم أسوار السجن التي تحرمهما دوماً اللقاء.

البهية ولها من اسمها ألف نصيب، توجهت الى سجن "ريمون" لتلتقي بماهرها الذي يحاول دوماً أن يصنع لها السعادة رغم ضيق مساحة الأسر، ولكن فسحة الأمل والحب لا تضيق في قلبيهما. وربما هما مثالاً يجسد مقولة أن المحبين إن صدقا وجب بينهما التلاقي.

"الحدث" تحدثت مع بهية النتشة، والتي عبرت بدورها عن فرحتها بزيارتها لزوجها الأسير ماهر في ذكرى زواجهما الثالث عشر: لا أٌخفي فرحتي بهذا اليوم رغم التعب، هذه المرة كانت أكثر جمالاً من سابقتها عام 2016 حيث صادف موعد الزيارة أيضاً ذكرى زواجنا، هذه المرة كانت الزيارة لي وحدي، اجتمعت بماهر قلباً لقب، عيناً لعين، حباً لحب، استذكرنا ذكرى زواجنا، وتأملنا ذكرى حريته المستقبلية أيضاً، وما ستكون عليه حيثيات هذا اليوم وعيش اللحظات الجميلة كما كنا نعيشها سابقاً.

وأوضحت: منذ أشهر لم أزر ماهر، حيث كان مضرب عن الطعام، ووقعت أحداث حرق سجن ريمون وعُزل ماهر، بالتالي كانت هذه الزيارة لتطمئن قلبي على قلبي "ماهر".

وأضافت: في كل مناسبة تخصّ ماهر، أجتهد في صناعة الفرحة له، وأعمل جاهدة على مفاجأته، في ذكرى ميلاده قبل أعوام طبعت صورته وهو يضحك في المحكمة على قطعة ملابس وأرسلتها الى السجن، ومن لطف الله أنها دخلت دون ممانعة الاحتلال، حيث تعمدت قلبها على الوجه الداخلي حتى لا يعارض الاحتلال دخولها، وكانت مفاجأة جميلة جداً له، وفي مرات أخرى عندما يستعصي عليّ الحال أدخل له مبلغاً مالياً من عملي الخاص.  

البهية نموذج متقدم في عالم أهالي الأسرى الذين يعملون جاهدين على التغلب على الواقع المرير الذي يقاسون فيه الحرمان والمعاناة، وذلك في سبيل ادخال الأمل بدلاً من الألم على قلوبهم، لأن القلوب التي تتألم تنفطر وإذا انفطر القلب شاخ صغيراً، والبهية قلبها شاباً كماهرها. وستبقيه شاباً به.

يشار الى أن الأسير الهشملون من الخليل يقضي حكماً بالسجن مدى الحياة، بعد تنفيذه عملية دهس قرب "غوش عتصيون" جنوب بيت لحم، وهو أب لطفلين "عبادة ومريم".