الحدث - خاص
قام الدكتور إسماعيل مسلم بتقديم ورقة بحث علمية تضمنت اكتشافا طبيا هاما لعلاج مرض العشى الليلي أو ما يعرف بالالتهاب الصبغي للشبكية، وذلك خلال المؤتمر الشرق أوسطي الإفريقي (MEACO) والذي عقد في مركز الملك الحسين بن طلال للمؤتمرات في المملكة الأردنية الهاشمية في الفترة ما بين 5-8 أيلول.
وأوضح د. مسلم آلية العمل لهذا النمط العلاجي الجديد والتي تعرف بـOcular RP Neuromodulation والتي تستخدم منهاج التحفيز العصبي. وفي لقاء مع الدكتور مسلم، استشاري طب وجراحة الشبكية والسائل الزجاجي زميل كلية الجراحين الملكية البريطانية، فقد أوضح أن هذا النهج العلاجي الجديد قد فتح آفاقا جديدة وبارقة أمل لكثير من مرضى العشى الليلي وعلى المستوى العالمي، والذي يزيد عددهم عن 1.5 مليون مريض، علما بأن مرض الالتهاب الصبغي للشبكية يبدأ غالبا في مرحلة الطفولة و تظهر علاماته الأولى في صورة ضعف ثم انعدام للرؤية الليلية مع انحسار في مجال الرؤية، ومع تزايد حدة المرض يصبح المريض غير قادر على الرؤية بوضوح في وضح النهار وذلك في المرحلة المتقدمة من المرض إلى أن يصل إلى مرحلة من فقدان البصر في سن الأربعين أو الخمسين لكثير من المرضى.
ويعتمد هذا النوع من العلاج المتقدم على فلسفة زيادة ضخ الدم للشبكية ومن ثم تزويد المستقبلات الضوئية الخاملة للشبكية بما تحتاجه من جلوكوز وأكسجين ومواد أساسية أخرى، لضمان استمرار عمل هذه المستقبلات الضوئية الخاملة وإخراجها من مرحلة الخمول الوظيفي إلى وضع فسيولوجي يسمح لها بالاستمرار بعملها الوظيفي ومن ثم استعادة نشاطها.
وتعليقا على سؤال عما إذا كان هناك أي علاج لمرض الالتهاب الصبغي للشبكية، أجاب د. مسلم بالقول: لا يوجد علاج لهذا المرض، إلا أن هناك علاجا جينيا قد تم تسجيله حديثا في الولايات المتحدة الأمريكية و لكنه باهظ التكاليف، حيث تبلغ تكلفة العملية للعين الواحدة 450 ألف دولار أمريكي، وفعالية هذا العلاج محدودة والفئة المستفيدة منه لا تتجاوز نسبة 1% من مجمل مرضى الالتهاب الصبغي للشبكية.
وعن فعالية العلاج ب Ocular RP Neuromodulation قال د. مسلم بأن هذا العلاج يعطي أفضل النتائج لدى المرضى الذين هم في المراحل الأولى أو المتوسطة من المرض. أما المرضى الذين يعانون من مراحل متقدمة فهم بحاجة ماسة للحفاظ على ما تبقى من نظر وهذا ما يقوم به هذا العلاج وقد يحدث هذا العلاج بعض التحسن في النظر حتى في هذه المراحل المتقدمة.
ومن الجدير ذكره أن ورقة البحث هذه قد تم اختيارها كواحدة من أفضل سبعة أبحاث تم تقديمها خلال المؤتمر والذي ضم مئات الأوراق العلمية.