الجمعة  26 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

أطفال ما بعد الطلاق وأزمة استصدار شهادات الميلاد

2019-09-19 11:08:50 AM
أطفال ما بعد الطلاق وأزمة استصدار شهادات الميلاد
تعبيرية

الحدث ـ سوزان الطريفي

عادات وتقاليد، هيمنة ذكورية متنفذة. أصبحنا في عالم متطور أعطى أكبر مساحة من الحرية وعدم الخوف من أي شيء أو من أي شخص، لكن ما زالت هناك نساء تعاني الظلم والعنف والحرمان، ومن أكثر أنواع العنف ظلما حرمان طفلة من أبسط حقوقها بحصولها على شهادة ميلاد تثبت وجودها ونسبها. حالات كثيرة تمكنت الأم فيها ومن خلال صندوق النفقة الفلسطيني بإصدار شهادة ميلاد للأطفال.

وعن متابعة هذه الحالات من ألفها حتى صدور شهادة الميلاد؛ قالت مديرة الدائرة القانونية في صندوق النفقة الفلسطيني هديل ربعي، إن "الحالة الأولى كانت لفتاة مطلقة ولديها طفلتين من طليقها والطفلة الثانية تبلغ من العمر سنة ونصف ومن يوم ولادتها إلى حينها، يرفض الأب إصدار شهادة ميلاد لها"، وبعد توجه الأم إلى المحكمة الشرعية قامت بالتوجه إلى صندوق النفقة للمساعدة، بعد ذلك "جاءت الأم للحصول على نفقة طفلتها، ومن شروط الاستفادة من هذه النفقة وجود شهادة الميلاد، وبعد طلب الشهادة من الأم حدثتنا عن عدم امتلاك الطفلة لشهادة ميلاد لرفض والدها إصدارها، وبعد التواصل مع والد الطفلة والنقاش معه قدم سبب رفضه أن الاسم لا يعجبه، وبعد حوار طويل طلبنا منه تسمية الطفلة بما يعجبه وكان رده أريد التفكير، وهذا ما دل على تعنيفه في كل مرة للأم والطفلة، وحاولنا إقناعه أن الطفلة لا ذنب لها ومن حقها امتلاك شهادة ميلاد إلا أنه كان يصر على رفضه ويحاول المماطلة في كل مرة".

وتابعت ربعي "بعد ما واجهناه من عناد من والد الطفلة، تم استدعاء المحكوم لها وتوجهنا سويا إلى وزارة الداخلية وبالتعاون معها من خلال المدير العام وشرح ما تمر به الأم من ظروف تضافرت الجهود وتم إصدار شهادة ميلاد للطفلة بعد صعوبة كبيرة واجهتنا، لكن مع تعاون المدير العام تم فورا البدء بإجراءات الحصول على الشهادة والطفلة الآن تملك شهادة ميلاد".

وأضافت ربعي "الموضوع يعود للعادات والتقاليد التي تتأثر بها مؤسساتنا، ففي كل مرة كانت تتوجه الأم مع أهلها إلى وزارة الداخلية لإصدار الشهادة كان يتم طردها دون أي نقاش، وذلك لعدم موافقة الوالد على إصدار الشهادة، لكن بعد توجهها لنا ومع الضغط والإصرار على الموضوع، تم فوراً إصدار الشهادة، وتم مواجهة ما تعرضت له الأم من ضغط من والد الطفلة وعدم تمكنها من إصدار الشهادة وحدها دون تدخل أي جهة رسمية، ورغم محاولته إفشال مطلب الأم وملاحقتها في كل مكان كان يضع فيه عينا عليها لمعرفة كافة تحركاتها، وبعد معرفة توجهها إلى الصندوق اتصل بنا وحاول فرض رأيه لعدم حصول الأم على شهادة ميلاد وأيضا عدم استحقاق الأم للنفقة، لكن لم يتمكن من هدفه وصدرت الشهادة رغم كل ما مارسه من تعنيف، وأيضا هناك حالات كثيرة عانت ما عانته هذه الأم ومنها على سبيل المثال: فتاة تزوجت من رجل من عرب الداخل وأنجبت طفلة لكن عقد زواجها غير مثبت في الضفة الغربية، والأب يرفض تسجيلها على هويته الزرقاء إلا في حالة تسجيلها على اسم زوجته الأولى وحرمان الأم حضانتها، وتم مساعدتها في إصدار شهادة ميلاد للطفلة".

وختمت ربعي حديثها "نحن كصندوق نفقة فلسطيني نسعى لخدمة النساء ومساعدتهن في تمكين أنفسهن في كافة مجالات الحياة، ومعرفة كافة احتياجاتهن ومساعدتهن قدر الإمكان، وتوعية المرأة في حقوقها التي لا تعرفها في أحيان كثيرة، وأنصح كل أنثى بالبحث عن حقها وأن لا يحدها أي شيء عن هذا البحث حتى لا يضيع عمرها وهي خائفة، ومن هنا هي بدأت الخروج إلى الحياة".