السبت  20 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

في غزة.. جليلة عادت للدراسة وبدأت تنافس بناتها في الجامعة

2019-09-29 09:29:22 AM
في غزة.. جليلة عادت للدراسة وبدأت تنافس بناتها في الجامعة
جليلة وبناتها

 

 الحدث ـ سوزان الطريفي

ظروف اقتصادية صعبة حصار وبطالة وفقر، من عتمة هذه الظروف خرجت السيدة جليلة نصر من سكان خان يونس جنوب قطاع غزة، وقررت إكمال تعليمها وهي في عمر 37 عاما بعد أن حرمت تعليمها في صغرها. جليلة أم لستة أبناء، فتاتان منهم تدرسان في الجامعة، تنافست معهن على من تحصل على المركز الأول في تخصصها.

وعن تفاصيل هذه القصة قالت السيدة جليلة نصر: انقطعت عن الدراسة وتزوجت وأنا ابنة 16 سنة، وكنت من المتفوقين في المدرسة لكن العادات والتقاليد في ذلك الوقت لم تكن تسمح للفتاة أن تقف في وجه عائلتها وتقول لا أريد الزواج وإكمال تعليمي، رغم أن الوضع الاقتصادي حينها كان جيدا وزجي بحالة مادية ممتازة ومن كبار البلد، وبعد الزواج كان من المفترض إكمال تعليمي لكن بعد الحمل وأنا على مقاعد الدراسة لم أستطع التوفيق بين الدراسة والبيت فكان الأمر متعبا.

قرار العودة إلى التعليم

وتابعت نصر" كان زوجي يعمل تاجر فاكهة في بداية حياته، بعد ذلك أصبح يعمل سائق سيارة على الخط، ويوم بعد يوم أصبح الوضع الاقتصادي سيئا والضرائب على السائقين عالية، وأصبح يتعب أكثر من أن يحصل مصدر دخل، واليوم هو عاطل عن العمل منذ حوالي عامين، وهذا ما جعلني أتحرك أمام هذا الوضع الصعب، فلدي 6 أولاد ومنهم طالبة في الجامعة وأخرى أنهت الثانوية العامة وكلاهما متفوقات في دراستهن ولديهن طموحهن وأحلامهن الدراسية، وفي يوم من الأيام عاد طفلي من روضته ومعه ورقة في حقيبته جاء بها من مكتبة معلمته وأعطاني إياها وقرأت فيها إعلانا عن دبلوم مهني في تصميم الأزياء، وأعجبت بالفكرة وزوجي كان المشجع والداعم الأول لي، ذهبت واستفسرت وقررت التسجيل والعودة إلى الدراسة لمدة عامين الأول دراسة والثاني تدريب عملي في المجال لكسب الخبرة".

تحديات مسيرة التعليم

وأضافت نصر: "لم يكن القرار سهلا، كنت أستيقظ مبكرا منذ الفجر أرتب المنزل وإتمام كل ما هو مطلوب مني لمنزلي،  وأذهب مع ابنتي إلى الجامعة، كنت موفقة تماما بين دراستي وبيتي لكن مع مكافحة وعناء وبمساعدة زوجي ومساندته لي تمكنا معا من تجاوز كل الصعاب، وخلال الدراسة تنافست مع ابنتيّ على من تحصل على المرتبة الأولى على دفعتها تحصل على جهاز هاتف ذكي، وحصلت على المرتبة الأولى على الدفعة وحصلت على شهادة دبلوم مهني في تصميم الأزياء وكنت أنا من كسبت المنافسة، كان عاما صعبا وظروف أصعب.. كنت أتساءل دائما عن تأمين مواصلاتي وأقساط الدراسة وكافة هذه الأمور لكن تيسرت الأمور وبفضل زوجي تخطيت كل ما مررت به".

حلم جليلة

وختمت نصر حديثها "بعد ما وصلت له أطمح أن يكون لي مشروعي الخاص وأن أصبح رائدة أعمال في تصميم الأزياء في غزة، ونصيحتي لكل سيدة لديها حلم أن لا تتوقفي أمام حلمك وأمام ما ضاع منك، من تريد تستطيع ولا شيء يقف عقبة أمام أحد، وهناك وقت فراغ لكل شيء فنحن لم نخلق عبثا لا بد أن يكون هناك هدف من وجود الإنسان، وطالما بدأت الأمور تسير كوني متفائلة فلا حصار ولا شيء ولا ظروف صعبة تقف أمام من يحلم، وها أن وضعت أولى خطواتي ومشيت دون التفكير بشيء وسأكمل ما بدأت".