الحدث- جهاد الدين البدوي
نشرت مجلة الفورين بوليسي مقالاً للكاتب كيث جونسون يتحدث فيه أن تردد الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الرد على "هجوم" إيران على مرافق النفط بالسعودية، ينبع من اعتقاده أن أميركا المكتفية نفطيا لم تعد بحاجة لحماية المنطقة.
فيما وصف وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الهجمات على منشآت أرامكو السعودية "بالعمل الحربي".
وتساءل الكاتب عما إذا كان على الولايات المتحدة الاستمرار في بذل الدم والمال لحماية تدفق النفط من الخليج، في وقت يكرر فيه ترامب قوله إن الولايات المتحدة قد حققت استقلالها النفطي تقريباً.
ويرى الكاتب أن الهجمات بالطائرات المسيرة وصواريخ كروز على المنشآت النفطية السعودية، وتحميل طهران المسؤولية عن تلك الهجمات؛ هو جزء من الصراع الأوسع بين الولايات المتحدة وإيران.
ويضيف الكاتب أن التزام واشنطن بحماية الخليج يعود إلى الحرب العالمية الثانية، عندما قال الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت إن الدفاع عن المملكة العربية السعودية وإمداداتها النفطية الهائلة كان وسيلة للدفاع عن الولايات المتحدة. أكد الرئيس هاري ترومان من جديد هذا الوعد بعد بضع سنوات. لكن الولايات المتحدة تبنت حقًا مهمة حماية إمدادات الطاقة الخليجية في عام 1980، عندما أعلن الرئيس جيمي كارتر مذهبه الذي أعلن فيه أن الولايات المتحدة ستحمي منطقة الخليج الفارسي واحتياطاتها النفطية الضخمة من التدخل الخارجي، مع القيام بعمل عسكري إذا لزم الأمر.
ويوضح جونسون أن التزام أميركا بحماية الخليج كان منطقياً لأنها كانت تستورد وحدها مليوني برميل من نفط الخليج يومياً عام 1980، كما أن حلفاءها المهمين مثل دول أوروبا واليابان يستوردون أكثر من ذلك من المنطقة نفسها. وكان الأمر منطقياً بعد عقد من الزمن عندما تم إرسال نصف مليون جندي أمريكي لحماية السعودية من صدام حسين، وبعد عقد آخر خاصة بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر "الذين نفذوا تلك الهجمات معظمهم من السعودية" وتورط الجيش الامريكي بالحرب على الإرهاب في الشرق الأوسط كانت واشنطن تعتمد أكثر على نفط الخليج.
وقال الكاتب إنه على الرغم من ذلك فإن الصورة تغيّرت الآن بشكل كبير خاصة بعد طفرة النفط الصخري، أصبحت أميركا تستورد أقل من مليون برميل من النفط من منطقة الخليج، وكذلك أوروبا التي قل حجم استيرادها من المنطقة، مشيرة إلى أن ثلاثة أرباع النفط الذي يمر بخليج هرمز يومياً يذهب إلى منطقة آسيا، خاصة الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية.
ويضيف الكاتب كانت عقيدة كارتر تنتمي إلى حقبة السبعينيات، عندما كانت الولايات المتحدة تعتمد اعتماداً كبيراً على نفط الشرق الأوسط، وبعد هذه العقود من الزمن هل يجب أن تطبق تلك العقيدة اليوم؟
يجيب الكاتب أن ترامب لم يوافق قط على الفكرة القائلة بأنه يتعين على الولايات المتحدة حماية بقية إمدادات النفط في العالم.
وكتب ترامب على تويتر: "لماذا نحمي ممرات الشحن البحري لصالح بلدان أخرى لسنوات عديدة دون الحصول على أي تعويضات مالية؟ لسنا بحاجة حتى لأن نكون هناك بعد أن أصبحت بلادنا أكبر منتج للطاقة في العالم!"
لقد غير ترامب لحنه قليلاً حتى في أعقاب الهجمات منشآت أرامكو النفطية، مما أثار القلق لدى المملكة العربية السعودية وبقية المنطقة من أن الولايات المتحدة قد لا تكون على استعداد لتقديم الدعم كما كانت في الماضي. على الرغم من أن ترامب ضد تحمل الولايات المتحدة لوحدها حماية إمدادات النفط والطاقة العالمية، فهو قريب من عقيدة كارتر الأصلية؛ أن حماية تدفقات نفط الخليج الفارسي يجب أن تكون جهداً جماعياً، يشمل كل دولة تعتمد على النفط من المنطقة.
ويختتم الكاتب مقالته بالقول أن الحجة الرئيسة التي تقضي بأن تواصل الولايات المتحدة تحمل عبء يكلفها 81 مليار دولار في السنة يقع في شقين: أولاً، إن ضمان وصول نفط الخليج الفارسي إلى السوق يبقي أسعار النفط مستقرة (حتى في الولايات المتحدة) ويساعد في دعم الاقتصاد العالمي. ثانياً، يقول الخبراء إن الوجود طويل الأمد للقوات الأمريكية في المنطقة يوفر فوائد غير ملموسة للولايات المتحدة.