الإثنين  22 أيلول 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

عبير قاسم تحصد وسام الشرف عن دراسة حول "ثورة النطف المهربة"

في المسابقة الأولى من نوعها على مستوى الوطن العربي

2019-10-03 08:34:04 AM
عبير قاسم تحصد وسام الشرف عن دراسة حول
عبير قاسم

 

الحدث- سوزان الطريفي 

كانت وما زالت المرأة الفلسطينية في مقدمة النساء العربيات المبدعات، فالسيدة عبير قاسم (38 عاما) من قرية الجديرة شمال غرب القدس فازت بالمرتبة الثانية في مسابقة "الشاب النموذج" في القاهرة، وهي الأولى من نوعها على مستوى الوطن العربي برعاية جامعة الدول العربية، وكانت دراستها بعنوان "ثورة تهريب النطف من المعتقلات الإسرائيلية" مع وسام الشرف والامتياز الذي منحته دون غيرها من المتسابقين.

وعن تفاصيل هذه المسابقة قالت قاسم إن "الدراسة التي قدمتها في المسابقة كانت رسالتي لدرجة البكالوريوس، وعملت مدة عام و8 شهور على إنجازها، وخلال الدراسة أعلن مجلس الشباب والرياضة عن المسابقة، وجامعة الدول العربية كانت من المعلنين أيضا عنها، وكان الشرط أن يتم الترشيح من خلال مؤسسة، فلجأت للجامعة وتم ترشيحي من خلالها فكانت دراستي قد لاقت صدى كبيرا حين مناقشتها في الكلية وكثير من الأشخاص تبنوا إصدارها ككتاب، واستغرقت المسابقة 6 أشهر من المتابعة والتصفيات، وتمت الموافقة على 168 متسابقا من فلسطين، وكنت متحدية وعلى إصرار أن أكون منهم ونجحت في ذلك".

مراحل التأهل والفوز بالمسابقة

وتابعت قاسم "بعد التصفيات النهائية تأهلت أنا وثلاثة أشخاص إلى نهائيات المسابقة، وبعد التصويت فازت الشابة ماجدة شولي من محافظة نابلس بالمركز الأول وأنا في المركز الثاني وتم منحي وسام الشرف والامتياز دون غيري من المتسابقين، كان شعورا لا تصفه كلمات سعادة ملأت القاعة ووقفت عاجزة عن التعبير، فموضوع دراستي يستحق أكثر من ذلك، فدائما كلمة تهريب فعل سلبي ويسيء للمجتمع، إلا في هذا البحث الذي أثبت فيه عكس ذلك وأوضحت إيجابية الكلمة، فإذا فكرنا قليلا وجدنا كامل حياة الفلسطيني تهريب، فعند إعداد الدراسة واجهت بعض التحديات وكنت أقف عندها كثيرا وأشعر بصعوبة الاستمرار؛ فقبل كل شيء درست تاريخ مجيء الفكرة والجو الذي يعيش فيه الأسرى ومن مع الفكرة ومن ضدها، فهي شملت الضفة وقطاع غزة والقدس وأراضي الداخل المحتل 48، فأنا ممنوعة من الدخول إلى القدس، والاحتلال يفرض على أطفال النطف المهربة في القدس قوانين مجرمة فهم لا يعني له شيئا سواء موتى أم على قيد الحياة.

وأضافت قاسم "عندما عرضت الدراسة في الجامعة الكل كان في دهشة واستغراب، وماذا يعني هذا المصطلح، ورغم أن طرح الأسئلة والنقاش كان ممنوعا؛ إلا أنه تم فتح المجال للاستفسار، وخلال العرض القاعة بأكلمها وقفت باكية، وهناك من هتف لفلسطين، ولا أنسى ما قاله نائب الأمين العام للجامعة العربية "هذا يسجل براءة اختراع للأسير الفلسطيني"، مشهد لا ينسى استغراب كبير من الفكرة فهي لم تحصل في أي دولة في العالم وتاريخ الحياة سواء في فلسطين، فهي تستحق أكثر مما بذلت من وقت وجهد، ولا أنسى من قدم لي المساعدة من أسرى من داخل السجن؛ فكنت عن طريق المحامين أرسل لهم الأسئلة وهم يأتون بالإجابات منهم".

هدف الدراسة والترشح للمسابقة

وختمت قاسم حديثها "هدفي من الدراسة أن تقدم الحكومة الفلسطينية كامل اهتمامها لاحتياجات الأطفال من النطف المهربة، ويكون لهم يوم وطني يعرف جميع العالم ماذا يعني طفل نطفة مهربة، وإلغاء ما يحاول الاحتلال الترويج له بأنه طفل غير شرعي، ففي الزيارات داخل السجون تتعرض زوجات الأسرى لأبشع التحقيقات والكلمات للضغط عليها للاعتراف أنه ابن نطفة مهربة، ووصل عدد هؤلاء الأطفال إلى 77 طفلا في الضفة الغربية و11 طفلا في غزة، و11 طفلا في القدس، وطفل في أراضي الداخل المحتل، وأول طفل ولد في محافظة نابلس عام 2013، لذا على كل شاب وشابة الاهتمام بالتعليم  فهو شيء أساسي ولا يمكن أن نرتقي إلا بتعليمنا ونضالنا، والبحث دائما في المواضيع التي يتميز بها الفلسطيني، فما يقدمه الفلسطيني من أي فئة يختلف عن العالم وغير مكرر، ومميزاته غير موجودة في شعب آخر، فالذي يهرب نطفة من قبر ليكون لديه طفل خارج السجن أكبر دليل على حق الفلسطيني في أرضه، فدولة محتلة كاملة لم تكسر إرادته وإيمانه بأرضه وعدالة قضيته".

يشار، أن قاسم خريجة بكالوريوس قانون من الكلية العصرية عام 2019، وكانت قد عادت لدراستها مع أحد أبنائها وأنهت الثانوية العامة معه، " لقد تزوجت وأنا بعمر صغير ولم أتمكن من إكمال تعليمي، بعد أن كنت أعمل منسقة ميدانية في هيئة مكافحة الجدار والاستيطان، وأنا ناشطة في المقاومة الشعبية، ولولا جهود مشرف البحث وجميع من وقف معي من النشطاء والناشطين وقدموا لي كل الدعم في كل مرة أحبط فيها لما وصلت لما أنا عليه الآن".