الخميس  25 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

هل تحمي روسيا الصين من الهجمات الصاروخية الأمريكية؟

2019-10-14 08:51:52 AM
هل تحمي روسيا الصين من الهجمات الصاروخية الأمريكية؟
الرئيس الروسي فلادمير بوتين والرئيس الصيني شي جينبينج

 

 الحدث- جهاد الدين البدوي 

كشفت مجلة "Взгляд" الروسية، أن موسكو شاركت تقنيات الإنذار المبكر مع بكين حتى تستطيع الأخيرة كشف الصواريخ الباليستية التي من شأنها حماية الصين من أي هجوم نووي من قبل الولايات المتحدة، ووفقاً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين فإن روسيا وأمريكا وحدهما يمتلكان مثل هذا النظام.

وتطرح المجلة استفسارا عن السبب الذي يدفع موسكو لمساعدة الصين في بناء نظام إنذار مبكر من الهجمات الصاروخية.

كما أوردت المجلة قولا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده تريد أن تساعد الصين على إنشاء نظام إنذار مبكر من الهجمات الصاروخية التي من شأنها أن تزيد بشكل كبير من القدرة الدفاعية لشريك روسيا الشرقي.

وأشار الرئيس بوتين إلى أن هذا الشكل من التعاون مع الصين ليس موجهاً ضد الدول الأخرى.

وتضيف المجلة أنه في السنوات الأخيرة، أجرت روسيا والصين تدريبات مشتركة بشكل منتظم، مكملة بذلك التعاون العسكري التقني والتنسيق على المستوى الجيوسياسي بشأن القضايا الدولية الرئيسية. لكن المساعدات المقدمة للصين في إنشاء نظام إنذار مبكر للهجوم الصاروخي لم يسبق لها مثيل من الناحية العسكرية والسياسية والتاريخية.

وتذكر الصحيفة بأن شبكة الإنذار الروسية للهجمات الصاروخية الباليستية خرجت إلى حيز الوجود في سبعينيات القرن الماضي، ولا تزال تعمل بكفاءة عالية حتى يومنا هذا، وتتألف شبكة الإنذار من أجهزة الرادار على الأرض وأقمار صناعية في الفضاء والتي تتمثل مهمتها في اكتشاف إطلاق الصواريخ وتحديد مسارها.

ووفقاً للمجلة فإنه تم تصميم شبكة الإنذار الروسية لاكتشاف إطلاق الصواريخ الباليستية وتحديد مسارها وتحديد نقطة الضربة النووية، وعلاوة على ذلك يمكنها اكتشاف الرؤوس الحربية التقليدية والرؤوس النووية المثبتة على الصواريخ.

وترى المجلة أنه كان على روسيا أن تبحث عن إجابات واضحة لأفعال الولايات المتحدة خاصة بعد انسحابها من معاهدة انتشار الصواريخ المتوسطة وطويلة المدى، وكان تحديث شبكة الإنذار الروسية إحدى الإجابات من موسكو، لأن هكذا نظام أصبح ذو أهمية خاصة اليوم.

وحسب المجلة فقد أبلغ ممثلو وزارة الدفاع الروسية في فبراير الماضي أن روسيا تمكنت بالفعل من استكمال تحديث شبكة الإنذار، فبعد انهيار الاتحاد السوفييتي كانت هناك ثغرات في رادار للنظام بسبب أن جزءا من نظام الإنذار المبكر كان على أراضي دول مستقلة الآن. ومع ذلك تم إنشاء حقل رادار مستمر على طول الحدود الروسية، مما يضمن الكشف عن الصواريخ الباليستية من جميع الاتجاهات، والآن سيظهر نظام مماثل في الصين.

ونقلت المجلة عن رئيس تحرير مجلة الدفاع الوطني الروسية إيغور كوروتشينكو قوله: "إن مساعدة الصين في إنشاء شبكة إنذار مبكر من الصواريخ الباليستية لن يؤدي فقط إلى تحسين الوضع الجيوسياسي والقدرات العسكرية للصين فحسب، بل هو برهان على طبيعة العلاقات الاستراتيجية بين موسكو وبكين.

 ويرى كوروتشينكو أن وجود شبكة الإنذار المبكر من الهجوم الصاروخي مساهمة ضخمة من روسيا في الاستقرار الاستراتيجي، حيث تتلقى الصين أداة قوية ستجرد أمريكا من إمكانية توجيه الضربة الصاروخية النووية المباغتة للصين، وأشار الخبير أن هذا "حدث غير مسبوق يُظهر درجة التنسيق والتفاعل بين موسكو وبكين".

ونقلت المجلة أيضا حديثا آخر لرئيس أكاديمية الأبحاث الجيوسياسية الخبير كونستانتين سيفكوف: "في حال تم إنشاء نظام دفاع صاروخي، ستفقد واشنطن الفرصة لشن ضربة صاروخية نووية مفاجئة على الصين، مما يعني أن الصين ستكون قادرة على الرد في الوقت المناسب بضربة صاروخية نووية. وأضاف سيفكوف: "هذا سوف يساعد على استقرار الوضع في العالم".

 ويرى سيفكوف: "أن إنشاء مثل هذا النظام لن يحقق أي فائدة لروسيا، بل على العكس. الآن تعتمد الصين علينا في مسألة نظام الدفاع الصاروخي، وبالتالي فإن لديها مشاعر ودية بالنسبة لنا. عندما تكون الصين تحت تصرفها جميع التقنيات التي تمتلكها روسيا، أو ستخلق تكنولوجيات مماثلة، ستتوقف عن احتياج روسيا كمدافع". وأشار سيفكوف إلى أن هذا يمكن أن يؤثر سلبًا على العلاقات الروسية الصينية.

وحسب المجلة فإن الخبير كوروتشينكو لديه رأي مخالف، فهو يعتقد أن مثل هذه الخطوة من جانب روسيا ستساعدها في الترويج لتقنياتها الخاصة في مجال محطات الرادار. وإلى جانب ذلك، هنا يمكننا التحدث عن المكون التجاري. "لكنه أمر ثانوي في هذا الموقف، لأنه سيساهم في مزيد من التقارب بين روسيا والصين، وبناء سياسة أمنية مشتركة".

ويضيف الخبير كوروتشينكو أن هذا التوجه يؤمن العالم من الحرب العالمية الثالثة، ويمنع الولايات المتحدة من التخطيط عسكرياً ضد الصين.

وتفيد المجلة بأن شبكة الإنذار المبكر تحتوي في الطابق الأرضي على نوعين من أجهزة الرادار، "فورونيج" وهو رادار بعيد المدى يستطيع أن يكتشف الصواريخ البالستية العابرة للقارات على بعد 4000-6000 كم، و"بودسولنوخ" وهو رادار قريب المدى. من المنطقي أن تضع على الساحل الصيني، يمكنها مراقبة السفن في الأفق، والصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى.

ويضيف الخبير: "فيما يتعلق بالمستوى الفضائي لشبكة الإنذار المبكر من الصواريخ الباليستية، يمكننا هنا مساعدة الصينيين من خلال وضع أنظمة الأشعة تحت الحمراء التي توفر الكشف المبكر عن إطلاق الصواريخ الباليستية العابرة للقارات".

ويشير الخبير: "بأن هذا التعاون بالنسبة لروسيا مهم لأنه إذا تم إنشاء مساحة معلومات موحدة وتبادل البيانات مع الرادارات الصينية، "فإن أمن بلدنا من الشرق سيكون أفضل".

 وتختتم المجلة بقول نائب قائد قوات الدفاع الجوي في الاتحاد الروسي: لن تكون الولايات المتحدة قادرة على التدخل في الخطط الروسية الصينية بالوسائل العسكرية. من وجهة نظر عسكرية، لا تستطيع الولايات المتحدة معارضة ذلك. لكنهم بالطبع سيحاولون الضغط سياسياً واقتصادياً. لن يتم إصدار تأشيرات في مكان ما، وسيتم فرض عقوبات في مكان ما. ولكن هذا ليس حاسما. والسلامة أكثر أهمية.