الأحد  28 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

واشنطن بوست تكشف: البنتاغون بدأ يستعد لإمكانية خروج القوات الأمريكية من العراق

2020-01-09 09:40:40 AM
واشنطن بوست تكشف: البنتاغون بدأ يستعد لإمكانية خروج القوات الأمريكية من العراق
الجنود الأمريكان

 

 الحدث ـ محمد بدر

سلطت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في افتتاحيتها على المؤتمر الصحفي الذي عقده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أعقاب الضربة التي وجهتها إيران لقاعدتين عسكريتين أمريكيتين في العراق.

واعتبرت الصحيفة أن ترامب تخلى بعد الضربة الإيرانية عن اللغة المحملة بالتهديدات، وبدا متحمسا لإيجاد مخرج من التصعيد الذي لو خرج عن نطاق السيطرة لأدى إلى حرب جديدة كاملة في الشرق الأوسط.

وأضافت الصحيفة: "لكن الخبراء حذروا من أنه حتى ولو تجنب الطرفان الصدام العسكري على المدى القصير، فإن الصراع يمكن أن يدور جيدًا بطرق أخرى في الأسابيع والأشهر المقبلة". 

وتابعت الصحيفة: "يوجد لإيران العديد من المجموعات الموالية لها في المنطقة والتي قد تثير المتاعب للقوات الأمريكية أو الحلفاء مثل إسرائيل والمملكة العربية السعودية، بالإضافة للحذر من توجيه إيران ضربة إلكترونية محتملة على المؤسسات الأمريكية".

وأوضحت الصحيفة أن كبار الضباط الأمريكيين يرون أن الضربة الإيرانية كان المقصود منها إيقاع أكبر عدد ممكن من الأضرار في الأرواح والمعدات، وهو ما أكد عليه الجنرال مارك أ. ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة، للصحفيين.

وأشارت الصحيفة إلى أنه "قد يكون لعملية اغتيال الجنرال سليماني أيضًا عواقب تتجاوز العلاقة المباشرة مع إيران، فقد صوت البرلمان العراقي على طرد 5000 جندي أمريكي من البلاد. ولا يزال يتعين اتخاذ مثل هذا القرار من قبل الحكومة المؤقتة، لكن البنتاغون بدأ يستعد لاحتمال فقدان قواعده في العراق بعد حوالي 17 عامًا من الغزو الذي أمر به الرئيس جورج بوش".

ووفقا للصحيفة، رحب المشرعون في كلا الحزبين، الجمهوري والديمقراطي، بقرار ترامب بالانسحاب من حافة الهاوية، لكن الديمقراطيين وحتى بعض الجمهوريين عبروا عن استيائهم من إحاطات مغلقة تم تقديمها يوم الأربعاء حول تهديد "وشيك" مزعوم دفع إلى اغتيال سليماني.

وقال العديد من المشرعين إن التبريرات التي قدمت كانت غير مقنعة. وقال اثنان من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، راند بول من كنتاكي ومايك لي من ولاية يوتا، إن مسؤولي إدارة ترامب قدّموا تعميمات بدلاً من معلومات جديدة جدية ملموسة حول أي هجوم قادم.

كما وكشف مايك لي عن أن أحد المسؤولين حذر أعضاء مجلس الشيوخ من مناقشة علنية لما تقوم به إدارة ترامب لأن ذلك سيشجع العدو، واصفا ذلك بأنه "مهين" لمجلس الشيوخ والدستور، قائلا إن ذلك غير دستوري ولا قانوني أن يتم توجيه مثل هذه التحذيرات لنا.

ووصف النائب الديمقراطي جيرالد كونولي من ولاية فرجينيا المؤتمر الصحفي لترامب بأنه "هلامي وغير مقنع تمامًا"، وقال إنه يعتقد "أكثر من أي وقت مضى بأن الكونغرس يحتاج إلى التصرف لحماية الأحكام الدستورية المتعلقة بالحرب والسلام".

وأشارت الصحيفة إلى أنه وعلى الرغم من أن خطر وقوع تصعيد مع إيران بدا وكأنه يتراجع في الوقت الحالي، إلا أن رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي أعلنت أن مجلس النواب سيصوت يوم الخميس على قرار يقضي بتقليص صلاحيات ترامب في اتخاذ قرار الحرب من خلال مطالبته بعدم الخروج بأي عمل عسكري ضد إيران ما لم يصوت الكونغرس للموافقة عليه خلال 30 يوما.

لكن الصحيفة أكدت أن مثل هذا الإجراء ليس له فرصة كبيرة في أن يصبح قانونًا في ضوء سيطرة الجمهوريين على مجلس الشيوخ وحق النقض لترامب.

وعن التصريحات والرسائل الأمريكية التي تلت اغتيال سليماني، قالت الصحيفة: "كانت رسائل الإدارة متعارضة ومربكة. في الأيام الأخيرة، أجبر الرئيس على التراجع عن التهديدات لاستهداف المواقع الثقافية الإيرانية بعد أن أوضح وزير الدفاع أن القيام بذلك سيكون جريمة حرب. كان مقر القيادة الأمريكية في بغداد قد كتب رسالة تشير إلى انسحاب القوات الأمريكية من العراق، ثم نفت وزارة الدفاع ذلك".

وحول دعوة ترامب حلف الناتو لأخذ دور أكبر في الشرق الأوسط، علقت الصحيفة بأن هذا الحلف الذي لطالما سخر منه ترامب لن يهتم لدعوته حتى وإن تحدث هاتفيا مع جينس ستولتنبرغ، الأمين العام للحلف، حول هذه الفكرة. وفي الأيام الأخيرة كانت الدول الأعضاء في الحلف تسحب قواتها من العراق تجنبا للتورط في الصراع بين الولايات المتحدة وإيران.

وفيما يخص تأكيدات الرئيس ترامب حول تشديد العقوبات على إيران، تقول الصحيفة إن مسؤولي الإدارة قالوا لاحقًا إنه ليس لديهم خطة محددة للقيام بذلك، فلقد فرضت الإدارة الأمريكية بالفعل الكثير من الضغوط الاقتصادية على طهران لدرجة أنه لم يكن من الواضح ما إذا كانت الإجراءات الإضافية ستحدث فرقاً ذا مغزى.