الجمعة  03 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

لدى إيران أسلحة أكثر قوة...أكثر تدميرًا من الصواريخ

2020-01-14 05:35:03 AM
لدى إيران أسلحة أكثر قوة...أكثر تدميرًا من الصواريخ
لدى إيران مجموعة من الخيارات الأكثر فاعلية

الحدث- جهاد البدوي

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريراً للكاتب ديفيد كيركباتيرك والكاتب الإسرائيلي رونين برجمان أن لدى إيران مجموعة من الخيارات الأكثر فاعلية في حال تصاعد الأعمال العدائية بين واشنطن وطهران.

استهل الكاتبان تقريرهما بالقول: "إن المسؤولين العسكريين والاستخباراتيين الأمريكيين فوجئوا بدقة الهجوم الإيراني وحجمه والجرأة الشديدة التي اتسم بها".

إيران قضت عقودًا تصقل قدرات غير تقليدية

وأضاف الكاتبان: قبل أربعة شهور ضرب سرب من الطائرات المسيرة وصواريخ كروز منشآت النفط المركزية في السعودية، فأصيبت واشنطن بالدهشة، وتسبب أيضاً في وقف 5% من إنتاج النفط العالمي بشكل مؤقت. ولم يكن بإمكان أي دولة في المنطقة - ربما تكون إسرائيل هي الاستثناء - أن تتصدى لمثل هكذا هجوم.

يشير الكاتبان إلى أن  الهجوم الإيراني على القواعد العسكرية الأمريكية الذي وقع في وقت مبكر يوم الأربعاء داخل العراق، وهو -الهجوم المباشر الوحيد على الولايات المتحدة وحلفائها الذي تتبناه إيران منذ حادث اقتحام السفارة الأمريكية في طهران عام 1979- اعتمد على الصواريخ الباليستية وتسبب في أضرار طفيفة وفقاً للصحيفة.

لدى إيران ترسانات صواريخ باليستية وصواريخ كروز في المنطقة ولديها شبكة من الفواعل غير الدول الحليفة لها، فضلًا عن أكثر من 250 ألف مقاتل

تنوه الصحيفة أنه في ظل وصول التوتر بين الولايات المتحدة وإيران إلى أعلى مستوى منذ أربعة عقود، يعد النجاح غير المتوقع لهجمات سبتمبر على منشآت النفط السعودية بمثابة تذكير صارخ بأن طهران لديها مجموعة من الأسلحة السرية في ترسانتها قد تشكل تهديدات أكبر في حال تصاعد الأعمال العدائية.

في حين تنفي إيران مسؤوليتها عن الهجوم على منشآت النفط السعودية، ولكن المسؤولين الأمريكيين خلصوا إلى أن إيران كانت تقف وراء ذلك الهجوم، عن طريق إرسال طائرات دون طيار وصواريخ من إيران أو جنوب العراق.

يوضح الكاتبان بأن الجيش الإيراني التقليدي تدهور بشدة خلال فترة العزلة النسبية التي تعرضت لها البلاد منذ اندلاع الثورة الإسلامية في عام 1979، ولكن إيران قضت عقودًا تصقل قدرات غير تقليدية، حتى أصبحت الآن من بين أقوى القوى في العالم، والتي تعتبر مناسبة بشكل مثالي لتنفيذ حرب غير متكافئة ضد قوة عظمى مثل الولايات المتحدة.

يرى الكاتبان بأن إيران تقود إحدى أكبر ترسانات الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز في المنطقة، ولديها شبكة من الفواعل غير الدول الحليفة لها، فضلًا عن أكثر من 250 ألف مقاتل، إضافةً إلى فريق من قراصنة الحاسوب يصنفهم مسؤولون أمريكيون بأنهم من بين الأكثر خطورة في العالم.

كما طورت إيران أيضاً طائرات مراقبة مسلحة بدون طيار، ولأنها تفتقر إلى أسطول تقليدي قوي، فيما سعت بطرق أخرى لوقف تدفق النفط قبالة الخليج العربي من خلال أسطول من الزوارق السريعة الصغيرة ومخزون من الألغام المزروعة تحت الماء.

وينقل الكاتبان عن جاك والتينج المحلل بالمعهد الملكي للخدمات المتحدة وهو مركز أبحاث أمنية في لندن قوله: "إن قدراتهم الهجومية أكبر بكثير من القدرة الدفاعية التي تصطف ضدهم. كما أن قدرتهم على إلحاق أضرار جسيمة تجعل تكلفة الحرب مع إيران كبيرة للغاية"

يتابع الكاتبان: "أظهر الهجوم غير الفعال يوم الأربعاء الماضي مدى الصواريخ الإيرانية  والتي يصل بعضها لأكثر من 600 ميل، بالرغم من عدم دقتها؛ إذ سقط العديد منها بعيدًا عن الأهداف المفترضة لها. فيما أشار بعض المحللين إلى أن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، آية الله علي خامنئي، ربما يكون قد أمر عمدًا بشن هجوم "رمزي" غير ضار نسبيًا؛ ليظهر للإيرانيين أن هناك ردًا قويًا على اغتيال سليماني، دون إشعال حرب شاملة مع واشنطن.

ويقول كريم سادجابور، الباحث الإيراني في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي: "كان على خامنئي أن يختار ردًا محسوبًا بدقة؛ بحيث يحفظ ماء وجه إيران من ناحية، ولا يكون كبيرًا للغاية لدرجة أن يخرج الموقف عن السيطرة، من ناحية أخرى".

لكن طهران وحلفاؤها ربما ما زالوا يخططون لأشكال أقل انتقامية وغير معلنة رداً على اغتيال واشنطن للقائد العسكري الإيراني قاسم سليماني الأسبوع الماضي. ويزعم العديد من المحللين أن إيران وحلفائها المتشددين سيعودون إلى نمط هجماتهم السرية أو غير المباشرة التي لا تترك أي دليل واضح على المسؤولية الإيرانية.

 إيران أبدت اهتمامًا طويل الأمد بالاغتيالات

وقالت احدى الجماعات المسلحة المدعومة من إيران داخل العراق، والتي فقدت أيضًا أحد قادتها، وهو أبو مهدي المهندس في الغارة الأمريكية ذاتها التي قتلت سليماني يوم الأربعاء: إنها ستثأر بطريقتها الخاصة. كما توعد حسن نصر الله الأمين العام لحزب حزب الله اللبنانية المدعوم من إيران بأنه سينتقم أيضاً.

يوضح الكاتبان بأن إيران أبدت اهتمامًا طويل الأمد بالاغتيالات، وهو تكتيك يمكن أن يضاهي وعود المسؤولين الإيرانيين باتخاذ تدابير ترقى لمستوى الانتقام الملائم لمقتل الجنرال سليماني. وقال العديد من الخبراء في الشأن الإيراني إن ان اغتيال مسؤول أمريكي، على الأرجح في المنطقة قد يكون الانتقام الذي تسعى إليه طهران بمبدأ العين بالعين.

ويقول  السير جون جنكنز السفير البريطاني السابق لدى السعودية: "بالتأكيد لن أخرج إلى العديد من الأماكن العامة؛ لأن خطر التعرض للاختطاف أو الاعتداء عليّ كبير للغاية". لكن إيران لديها نسبة نجاح سيئة في اغتيال المسؤولين الأجانب.

وأضاف الكاتبان بأن إيران حاولت وفشلت في قتل الدبلوماسيين "الإسرائيليين" في تايلند وجورجيا والهند، فضلًا عن تفجير تجمع بالقرب من العاصمة الفرنسية باريس، حيث كان يتحدث رودلف جولياني عمدة نيويورك الأسبق. وفي عام 2011 تمكن عملاء في هيئات إنفاذ القانون الأمريكية من إحباط مؤامرة وصفوها "بالوقحة والحمقاء" لاستئجار بلطجية من عصابة مخدرات مكسيكية "كارتل" بقيمة مليون ونصف مليون دولار لتفجير مطعم إيطالي في واشنطن بهدف قتل دبلوماسي سعودي.

وقال إيلان جولدنبرج المسؤول السابق بالبنتاغون ورئيس فريق إيران بالوزارة في ذلك الوقت: "لم نستطع تصديق ذلك. الجميع داخل الاستخبارات كان يعتقد أن ذلك كان مجرد ضجيج جنوني، حتى ظهرت دفعة أولى من المبلغ بقيمة 150 ألف دولار في حساب بنكي".

التكنولوجيا الإيرانية كانت أكثر تطوراً مما توقعته وكالات الاستخبارات الأمريكية

يرى الكاتبان بأن هجوم سبتمبر على المملكة العربية السعودية قدم بديلاً مخيفاً، ويرجع ذلك جزئيًا لأنه كشف عن نقطة ضعف في معظم أنظمة الدفاع الصاروخي، وهو أن غالبيتها مصمم للدفاع ضد الصواريخ الباليستية، ولم يجرِ تجهيز أي منها للكشف عن عدد كبير من صواريخ الكروز والطائرات دون طيار عالية السرعة التي تحلق على علو منخفض.

وقال المسؤولون إن الهجوم أظهر أن التكنولوجيا الإيرانية كانت أكثر تطوراً مما توقعته وكالات الاستخبارات الأمريكية.

ويقول الجنرال كينيث إف ماكينزي قائد القيادة الأمريكية الوسطى في مقابلة جرت معه مؤخرًا: "إن الهجوم على حقول النفط في السعودية كان مذهلًا في مدى جرأته".

وقال تال إنبار، المدير السابق لقسم الفضاء والبحوث لدى معهد فيشر لدراسات الجو والفضاء الاستراتيجية في إسرائيل: "إن دقة الهجوم لم يكن من الممكن تحقيقها باستخدام نظام ملاحة عبر الأقمار الصناعية (GPS)" ويرجح أن الهجوم استعان بقدرات أفضل بكثير خلال ذلك الهجوم. مشيرًا إلى احتمالية تركيب كاميرات على الصواريخ والطائرات بدون طيار لمقارنة الواقع بصورة الهدف.

صواريخ كروز الإيرانية طويلة المدى يمكنها أن تضرب أهدافًا على بعد أكثر من 1500 ميل من حدود إيران

يوضوح الكاتبان بأنه على عكس الطائرات دون طيار الأمريكية أو الصينية الأكثر تطورًا، لا تستطيع الطائرات الإيرانية إطلاق الصواريخ من الجو.. لكن يمكن تحميلها بالمتفجرات، كما كان يعتقد في الهجوم على منشآت النفط السعودية، لتصبح صواريخ موجهة عن بعد.

يضيف الكاتبان بأن صواريخ كروز الإيرانية طويلة المدى يمكنها أن تضرب أهدافًا على بعد أكثر من 1500 ميل من حدود إيران، وتصل إلى أي مكان في الخليج الفارسي تقريباً. وفي حين زودت الصين وروسيا وكوريا الشمالية إيران بالتقنية والذخائر، أنتجت إيران داخليًا طائرات دون طيار يجري التحكم فيها عن بعد.

يقول الكاتبان بأنه وحتى وقت قريب فضلت إيران الاعتماد على شبكتها من الفواعل غير الدول الحليفة لها بالمنطقة، بما في ذلك حزب الله في لبنان ومجموعة الفواعل غير الدول العراقية المنضوية تحت لواء قوات الحشد الشعبي والحوثيين في اليمن وغيرها من الجماعات في جميع أنحاء المنطقة. بعض مثل حزب الله أو القوات العراقية، أصبحت الآن كبيرة للغاية ومسلحة جيدًا ومؤسسية لدرجة تجعلها أشبه بجيوش محترفة أكثر من كونها مجرد مجموعات مسلحة غير رسمية.

وقال أفشون أوستوفار الأكاديمي المتخصص في الشؤون الأمنية الإيرانية بالمدرسة البحرية العليا في مونتيري بولاية كاليفورنيا: "هذا هو ما يجعل قوة إيران تمتد إلى ما وراء حدودها"

وقد أدت العقوبات الاقتصادية التي فرضتها إدارة ترامب على إيران خلال العام الماضي إلى تدمير اقتصادها وخفض قدرتها على تمويل حلفائها. ولكن تقريراً صدر هذا الأسبوع من مركز الدراسات الدولية والإستراتيجي، خلُص إلى أن إجمالي عدد المقاتلين في صفوف الفواعل غير الدول المدعومة إيرانيًا استمر في الزيادة باطراد ليتراوح ما بين 150-250 ألف مقاتل.

وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة و"إسرائيل"، واصلت إيران تهريب الصواريخ من مختلف النطاقات والقدرات إلى حلفائها في سوريا والعراق ولبنان واليمن، وفقًا لمسؤولي الدفاع "الإسرائيليين" والأمريكيين.

يوضح الكاتبان أن موجة الهجمات الأخيرة بدأت بين الولايات المتحدة وإيران بهجوم صاروخي أدى إلى مقتل عسكري أمريكي في العراق، لترد الولايات المتحدة بضربة على جماعة مسلحة تدعمها إيران، لتبدأ موجة من التصعيد.

لكن بعيدًا عن وضع حد لهذه الهجمات الصاروخية، قالت بعض الجماعات المسلحة التي تدعمها إيران في العراق، إنه حتى بدون التشجيع الإيراني فإنها تعتزم الآن تصعيد هجماتها على القوات الأمريكية من أجل طردها من البلاد.

قال السيد أوستوفار: "أعتقد أننا نتهيأ لما ستكون عليه فترة وعرة من الصراع".

هجمات البرمجيات الخبيثة الإيرانية على السعودية كانت من بين أكثر هذه الهجمات تدميرًا في التاريخ

يشير الكاتبان إلى أن الهجمات الالكترونية -سلاح يمكن أن يتسبب في أضرار جسيمة تكلفته أقل ولا يترك وراءه أدلة على هوية المنفِّذ، وربما يكون ورقة إيران الرابحة.

وقد اكتشاف خبراء الأمن الإلكتروني والمسؤولين الحكوميين زيادة في الأنشطة الضارة من جانب القراصنة المؤيدين لإيران ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، والذي يعتقد هؤلاء المسؤولون أنهم قد ينفذون هجمات أكثر خطورة من داخل طهران.

فيما يقول المسؤولون الأمريكيون وخبراء الأمن السيبراني المستقلون إن هجمات البرمجيات الخبيثة الإيرانية على السعودية كانت من بين أكثر هذه الهجمات تدميرًا في التاريخ؛ حيث تسببت في أضرار بعشرات الملايين من الدولارات.

كما أن هجوم 2012 الذي عزاه مسؤولون أمريكيون إلى إيران، حين أقدم القراصنة على محو المعلومات من الأقراص الصلبة لشركة النفط الحكومية السعودية أرامكو وترك صورة علم أمريكي محترق على الشاشات. أما الهجوم الثاني، والذي وقع عامي 2016 و2017، فأدى إلى تدمير ملفات البنك المركزي السعودي وبعض الوزارات الحكومية والعديد من الشركات الخاصة. في ذلك الوقت، ظهرت صورة شهيرة لطفل لاجئ سوري غارق على شاشات الكمبيوتر.

صنف دان كوتس مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية الأسبق إيران أنها واحدة من أخطر أربعة مصادر للتهديدات الإلكترونية خلال العام الماضي، إلى جانب الصين، وروسيا، وكوريا الشمالية. مضيفاً أن إيران قادرة على إحداث آثار تخريبية داخلية مؤقتة، مثل تعطيل شبكات الشركات التابعة لشركة كبيرة ما بين عدة أيام إلى أسابيع، على غرار الهجمات التي أدت لحذف بيانات العشرات من شبكات القطاعين الحكومي والخاص بالسعودية.

لقد سعى  قراصنة إيرانيون للانتقام للجنرال سليماني بر اختراق الصفحة الرئيسية لموقع برنامج مكتبة الإيداع القانوني الفيدرالية، ونشر عبارات مدح لسليماني بدلًا عن محتواه.  

وقد نشر القراصنة رسالة مؤيدة لإيران على الصفحة الرئيسة وصورة لدونالد ترامب ملطخة ببقع الدماء وتعليقاً بالأسود والأبيض يقول: "هذا ليس سوى جزء يسير من قدرة إيران السيبرانية".