السبت  27 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

غواصة روسية مسيرة ستغير قواعد اللعبة

2020-02-09 10:49:24 AM
غواصة روسية مسيرة ستغير قواعد اللعبة
غواصة روسية

 

 الحدث- جهاد الدين البدوي 

نشرت مجلة "forbes" الأمريكية مقالاً للمتخصص في شؤون الأمن والدفاع والمتخصص في المعدات العسكرية تحت الماء "H I Sutton" وتحدث فيه أن الغواصات المسيرة الروسية ستغير قواعد اللعبة في البحار.

وأضاف الكاتب في افتتاحية مقاله: أحد الأسباب التي تجعل الغواصات البحرية الأمريكية تعمل بشكل فعال هو بسبب طواقمها الكبيرة التي تضم أكثر من 100 شخص، والتي يمكنها التعامل مع حالات الطوارئ والحفاظ على الغواصة في البحر لعدة أشهر متتالية. والغواصات الروسية لديهم أطقم أصغر ولا تبقى في البحر لفترة طويلة. ولكن إذا كانت ثورة الروبوتات تدفعنا نحو الغواصات غير المأهولة، هل ستتمتع روسيا بميزة؟

يرى الكاتب بأن الغواصات المسيرة تعتبر موضوع ساخن، فبالإضافة إلى مهام التجسس، يتم النظر إليها بشكل متزايد لإنجاز المهمات التي تتطلب الغواصات المأهولة. كما تدفع " Orca XLUUV" التابعة للبحرية الأمريكية (غواصة كبيرة غير مأهولة) حدود تكنولوجيا "AUV" إلى الفضاء البحري التقليدي.

ولكن " Orca XLUUV" بعيد جداً عن غواصات الهجوم السريعة على خط المواجهة الحالي. هذا إلى حد كبير لأنها تعتمد على محرك ديزل. فالغواصة المناسبة على الأقل في السياق الأمريكي تعمل بالطاقة النووية. وهذا يعطيها قوة أكبر ومدى غير محدود تقريباً. وليس عليها الاقتراب من سطح البحر لإعادة شحن بطارياتها. وهذا، عموماً، يجعل من الصعب اكتشافها ويعطيها فرصة أفضل للهروب إذا تم اكتشافها.

يتساءل الكاتب: فهل يمكن أن تكون الغواصة الهجومية التي تعمل بالطاقة النووية مؤتمتة بالكامل؟ بالنسبة للروس، ربما يمكن ذلك.

يضيف الكاتب بأن روسيا تستثمر بالفعل في إنشاء مفاعلات نووية آلية لهذه الغواصات المسيرة. يذكر، على سبيل المثال، غواصة "بوسيدون" المسيرة مع محطة للطاقة النووية ورأس حربي، والتي، مع ذلك، لا يمكن أن تؤدي جميع وظائف الغواصة التقليدية، لكنها سلاح يرسل إلى العدو لضربه.

يشير الكاتب إلى أنه لدى روسيا مفاعلا نوويا آليا آخر تحت الماء والجليد، خصص للتشغيل المستمر، يقوم مولد التوربين النووي المستقل (ATGU) بتشغيل البنية التحتية في قاع البحر وتحت الغطاء الجليدي. ولكن مكتب تصميم مالاشيت الروسي اقترح استخدامه فى الغواصات العادية المخصصة لعمليات تحت الجليد. لذا يمكن لروسيا أن تجمع بين مولدات ذرية وتكنولوجيا الغواصات المسيرة لإنشاء أول غواصة نووية في العالم وهي غواصة مزودة بمحطة نووية.

ينوه الكاتب إلى أن إزالة الأطقم البشرية من المعادلة لا يوفر فقط مساحة، بل يقلل بشكل كبير من متطلبات الطاقة. ووفقاً لراشيل باولنغ التي تدرس الهندسة البحرية بجامعة كوليدج في لندن: "يذهب أكثر من 30 في المائة من الطاقة الكهربائية للغواصة للحفاظ على نظام دعم الحياة وإضاءة وتخزين الأغذية المجمدة. هذا ليس لازماً للغواصة المسيرة".

يضيف الكاتب بأنه من المرجح أن تكون هذه الغواصة الهجومية المسيرة محدودة بالمقارنة مع الغواصات الهجومية الحالية التي تعمل بالطاقة النووية. ولكنها ستستفيد من القدرة غير المحدودة على التحمل (ما دام لا شيء يتعطل)، والتكلفة أقل، وإلى حد ما، سوف تكون قابلة للاستهلاك. وستكون الغواصة المسيرة بالطاقة النووية أكثر قوة من نظيراتها غير النووية الأكبر.

يختتم الكاتب مقالته بالقول: يمكن رؤية المفاعلات النووية في الغواصات المسيرة في الأسطول الروسي قبل وقت طويل من ظهورها عند أي قوة غربية.