الأربعاء  24 أيلول 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

التعليم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.. هل يحلّ أزمة الطلاب في ظل حالة الطوارئ؟

2020-03-12 11:20:22 PM
التعليم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.. هل يحلّ أزمة الطلاب في ظل حالة الطوارئ؟
صورة تعبيرية

الحدث- سهر عبد الرحمن​

بعد الإعلان عن إصابات بفيروس كوفيد-19 في فلسطين، قرر مجلس الوزراء إلى جانب وزارة التربية والتعليم تعطيل المدارس والجامعات الفلسطينية بغية حصر الفيروس ومنع تفشيه وانتشاره على نطاق واسع، لتقرَّ بعد ذلك جامعة بيرزيت نظام التعلم عن بعد، الذي أخذ حصته من التعليقات الإيجابية وأخرى جاءت انتقاداً له كنظام غير فعّال.

وقال طالب الإعلام في جامعة بيرزيت أمجد القواسمي إن أسلوب التعليم عن بعد يحتاج تأسيساً مسبقا، كتحضير المدرسين والطلاب وتعريفهم بهذه الآلية الجديدة، مشيراً إلى أن اتباع أساليب مستحدثة بالتعليم وتحويله إلى تعليم إلكتروني دون أرضية خصبة له يؤثر بالضرورة على جودة التعليم.

وأضاف القواسمي أن ضعف شبكة الإنترنت في فلسطين وقلة الخبرة عند بعض المدرسين بشأن التواصل الإلكتروني الأكاديمي يؤثر على لغة التواصل بين الطالب ومدرسه، وهذا ما يعيق نقل المعلومات والتعلم.

وكونه طالب إعلام وبحاجة لتعلمٍ عملي وتطبيقي على أرض الواقع بما يستلزم التخصص قال طالب الإعلام القواسمي إن مشكلة كبيرة تواجه طالب الإعلام والطلاب ممن يستوجب تخصصهم أخذ موادٍ عملية، كأن لا تتوفر معدات التصوير وميدان العمل الذي يُمنع التصوير فيه أو إتمام الواجبات من منطلق الالتزام بحالة الطوارئ المعلن عنها، منعاً لتفشي فيروس كوفيد-19.

ووصف القواسمي تخصصه بعد اتباع  نظام التعلم عن بعد بأنه "خام لا صناعة فيه، فالتسجيل داخل الاستوديو بإذاعة مجهزة لطلبة الاعلام في الجامعة ليس كالتسجيل في المنزل من خلال الهاتف.. ومحاولة تحويله لتعليم إلكتروني أضر به كثيراً".

أما عطاف مروان وهي طالبة تدرس القانون في جامعة بيرزيت، وهي من ذوي الاحتياجات الخاصة، فـتؤيد فكرة التعلم عن بعد في ظل ما تعيشه البلاد هذه الفترة.

ونوهت مروان إلى بعض الثغرات والمآخذ على هذا النظام قائلة إن "شبكة الإنترنت تعاني في فلسطين من ضعف  كبير إلى جانب عدم قدرة بعد المدرسين على إيصال المعلومات عن طريق التواصل الإلكتروني.. بعض المدرسين يطلبون من الطلبة اتباع نظام التعلم الذاتي، وهذا ما يدلل على فشل التعليم عن بعد".

أما بشأن التعليم الإلكتروني ومراعاة وجود طلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة فقالت إنه في ظل توفر جهاز الحاسوب بين أيديهم فبإمكانهم التعامل مع هذا النظام دون مشاكل.

وقال دكتور الإعلام في جامعة بيرزيت محمد أبو الرب إن آلية التعلم عن بعد هي حالة مؤقتة، "وليست بديلا للتعلم الأكاديمي"، في ظل صعوبة التواجد الفعلي في حرم الجامعة، لما فيه من مخاطر كبيرة على صحة الطلبة في ظروف انتشار فيروس كوفيد-19.

وأضاف أبو الرب أن بعض المساقات الأكاديمية تستوجب تواجدا ميدانيا، كمساقات الإعلام التلفزيونية مثلاً، "هذه المساقات يوجد فيها جوانب نظرية، سيتم تعليمها إلكترونياً إلى حين انتهاء الأزمة.. مع ذلك بعض المساقات لا يصلح تعليمها إلكترونياً بشكل كلي".

وتابع أستاذ الإعلام في جامعة بيرزيت قائلاً إن الانتقادات من بعض الطلبة بشأن التعلم عن بعد مشروعة، فـ"الإنترنت بطبيعته ليس بالمستوى المطلوب في فلسطين.. من الطبيعي أن نواجه بعض المشاكل في هذا النظام المؤقت.. لذلك بعض المدرسين ومن ضمنهم أنا نتوجه للتعليم عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي كالبث المباشر عبر فيس بوك، لأن مشاكله أقل، بالإضافة لتوفر الفيديو بعد انتهاء البث بين أيدي الطلاب".

وذكر أبو الرب أن المسؤولية موزعة ما بين الطالب والمدرس في هذه الظروف، كأن يلتزم الطالب بالحصص التي يعلن عنها مدرس المساق، وأن يلتزم المدرس أيضاً بإعطاء المساق للطلبة، لأن "العملية تكاملية".

وتحدث الأستاذ في جامعة بيرزيت عن برنامج Moodle الذي يأخذ من خلاله طلبة الجامعة مساقاتهم "أونلاين"، مذكراً أن هذا البرنامج ليس حديث حالة الطوارئ إنما هو "موجود منذ زمن.. والجامعة تدعم باستمرار آلية التعلم والمحتوى الإلكتروني".

وشدد أبو الرب على ضرورة المتابعة من جميع الأطراف من أجل إتمام المساقات وسير العملية التعليمية.