الجمعة  19 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

مسيحي فلسطيني يزيّن مدينته ابتهاجاً برمضان

2014-07-02 10:10:01 AM
مسيحي فلسطيني يزيّن مدينته ابتهاجاً برمضان
صورة ارشيفية
 
كما يقوم بتوزيع الماء والتمور على الصائمين وقت الفطور
الحدث- نابلس 
يحرص الشاب المسيحي خليل كوع، على مشاركة جيرانه المسلمين في تزيين شوارع وأزقة ومساجد مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، ابتهاجا بشهر رمضان المبارك، ليشاركهم فرحة الشهر الكريم.
يعمل كوع (34 عاماً) في ساعات الليل بعد أن يفرغ من عمله، على تزيين الشوارع والمساجد بالأحبال التي تعلق عليها المصابيح الكهربائية الملونة، بالإضافة إلى الأعلام الفلسطينية، والأهلة والنجوم المضيئة.
يتسلق الجدران، وهو يرتدي الكوفية الفلسطينية، ويعلق في رقبته الصليب، ليقوم بتعليق الزينة في مختلف أرجاء المدينة بمساعدة أصدقائه وجيرانه من المسلمين.
يقول كوع في حديثه لمراسل "الأناضول"، أنا "عربي فلسطيني، مسيحي، وانتمي لهذه الأرض، ولهذا الشعب".
ويمضي قائلاً "عشت وتربيت في مدينة نابلس، ولذلك لشهر رمضان بهجة خاصة في قلبي، تدخل إليه الفرح والسرور، كما بقية المسيحيين في فلسطين".
وبينما يساعد شبان في تزيين ساحة مسجد النصر الشهيرة وسط نابلس القديمة، يتابع كوع حديثه قائلاً "عشت وكبرت في مجتمع إسلامي، أصدقائي وجيراني، وزملائي من المسلمين، أشاركهم أفراحهم وأحزانهم، وهم كذلك، لا أجد ما يفرقني عنهم، على الرغم من أنني مسيحي، فكل الديانات لله".
وعن ذكرياته مع رمضان يقول الشاب "شهر رمضان له وقع خاص لدي، حيث أتذكر عندما كنت طفلاً، أفرح بمرور المسحراتي في شوارع المدينة الضيقة وهو يقرع على طبلته الصغيرة ليوقظ الناس على السحور، وبالزينة التي تحفل بها الشوارع والمساجد، إضافة إلى باقي الطقوس التي لا توجد سوى بهذا الشهر".
ولم يكتف الشاب المسيحي الفلسطيني بتزيين شوارع ومساجد نابلس، حيث يحرص يومياً على تقديم الماء والتمور للصائمين في شوارع نابلس وقت الإفطار، بينما يضع على صدره الصليب.
وحول ذلك يقول كوع "في البداية كان البعض يستغرب، من أن مسيحياً يقدم للمسلمين الماء والتمور، أو يزين المدينة ابتهاجاً برمضان، إلا أنهم في النهاية اعتادوا الأمر لما تعيشه نابلس من تسامح وتعايش مميزين بين سكانها".
وعن السبب الذي يدفعه للقيام بكل ذلك، قال كوع "افعل ذلك لا لشيء، سوى أنني أجد متعة خاصة بما أقوم به"، حسب قوله.
وحول عمله الأساسي، أوضح كوع أنه يملك كافتيريا ومتجراً بمستشفى "الإنجيلي العربي" بنابلس، وعن ذلك يقول "في رمضان أبيع مراجعي المشفى ما يحتاجون من مستلزمات، وامتنع عن تقديم المشروبات، والمأكولات، وأقوم بذلك بعد ساعات الإفطار فقط".
ويحرص الشاب المسيحي على عدم تناول الطعام والشراب أمام زملائه في رمضان، وعن ذلك يقول "عندما أخرج في جولة مع أصداقائي المسلمين أتناول طعامي أو شرابي، في مكان لا يروني فيه وذلك احتراماً لهم".
وشهر رمضان ليس المناسبة الوحيدة التي يشارك فيها كوع أصدقاءه المسلمين في الاحتفاء بها حيث يشارك الشاب المسلمين في الأعياد الدينية والمناسبات الأخرى، فيقدم الحلوى في ذكرى المولد النبوي مثلاً، ويساعد الجمعيات الخيرية في تقديم المساعدات للفقراء والمحتاجين في بعض المناسبات الأخرى.
ويسكن في نابلس شمال الضفة الغربية نحو 800 مسيحي فلسطيني، في تعايش وسلام، ولا يعكر صفو هذا التعايش أي حوادث تفرقة فردية كانت أو جماعية، وهي مثال للتعايش لمعظم سكان فلسطين.
عبد الرحمن محمد(مسلم-30 عاماً) صديق كوع يقول، "نتشارك مع كوع في مختلف المناسبات، ولا نشعر أنه مختلف عنا".
و‫يضيف في تصريحه لـ"الأناضول"، "ألتقي بكوع يومياً، ونمارس سوية هوايتي التصوير وزيارة المواقع التاريخية في المدينة، كما نتشارك بالاحتفال بالأعياد المسيحية والإسلامية على حد سواء".
وختم بالقول إن "ما يجمعنا بكوع هو حب البلد وخدمتها، ولا يفرقنا الدين أبداً".