السبت  20 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

لماذا لا تريد "إسرائيل" أن تحصل الامارات على مقاتلة الشبح الأمريكية "F-35"

2020-08-21 12:11:22 PM
لماذا لا تريد
مقاتلة "F-35" الأمريكية

 

الحدث - جهاد الدين البدوي

 

نشرت مجلة "فوربس" الأمريكية مقالاً للخبير العسكري الكردستاني والمتخصص في شؤون الشرق الأوسط بول إيدون، تحدث فيه أنه على الرغم من إضفاء الطابع الرسمي على علاقتها مع الإمارات العربية المتحدة مؤخراً، إلا أن "إسرائيل" لا تزال تعارض رسمياً أي بيع أمريكي لمقاتلات الجيل الخامس من طراز "F-35 Lightning II" إلى أبو ظبي.

ولفت الخبير العسكري إيدون الانتباه إلى بيان مكتب رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو يوم الثلاثاء في أعقاب صدور تقرير أن بيع "F-35" كان شرطًا لدولة الإمارات لإقامة علاقات رسمية مع "إسرائيل": "بادئ ذي بدء، عارض رئيس الوزراء بيع مقاتلات "F-35" والأسلحة المتطورة إلى أي دولة في الشرق الأوسط، بما في ذلك الدول العربية التي تصنع السلام مع إسرائيل".

يوضح الخبير بأن "إسرائيل" هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي حصلت على هذه المقاتلة المتطورة. ومع تعليق تركيا من برنامج "F-35" بسبب شراء صواريخ "S-400" الروسية، ولكن لا يمنع ذلك من حصولها على المقاتلة في المستقبل المنظور.

يرى الخبير إيدون بأن معارضة "إسرائيل" لبيع مقاتلة "F-35" لا يعني أن الدولة اليهودية تعارض بيع جميع الأسلحة الأمريكية إلى أبو ظبي.

وقد أشار ديفيد فريدمان، السفير الأمريكي الحالي لدى إسرائيل، إلى أن العلاقات الودية بين "إسرائيل" والإمارات "من الواضح أنها قد تؤدي إلى تغير تقييم التهديد، ويمكن أن تحقق فائدة إماراتية" فيما يتعلق ببيع الأسلحة في المستقبل.

يعتقد الكاتب بأنه من الممكن أن تبيع "إسرائيل" الطائرات بدون طيار إلى الإمارات في المستقبل القريب. وقد تم بالفعل تصدير طائرات بدون طيار "إسرائيلية" الصنع إلى بلدان مختلفة بما في ذلك أذربيجان والهند وتركيا.

يضيق الكاتب بأنه على مدى عقود، حافظت الولايات المتحدة على توازن دقيق تبيع فيه الأسلحة إلى الدول العربية، بينما تضمن في الوقت نفسه ألا يفقد الجيش "الإسرائيلي" تفوقه العسكري النوعي عليها. في أوائل الثمانينيات، خشيت "إسرائيل" من أن تكون إدارة ريغان قد عرضت تفوقها النوعي للخطر من خلال بيع المملكة العربية السعودية طائرات الإنذار المبكر "AWACS" المتطورة، ومارست الضغط لمنع الصفقة، دون جدوى في نهاية المطاف.

ووفقاً للخبير العسكري فإن نظرة "إسرائيل" للمنطقة قد تغيرت بشكل كبير منذ ذلك الوقت. ففي سنواتها الأولى، كانت الدول العربية أعداء "إسرائيل" الرئيسيين. ونتيجة لذلك، حاولت البحث عن علاقات ودية وبناء تحالفات مع تركيا وإيران زمن حكم الشاه. وفي السنوات التي تلت ذلك، تحوّل هذا التحالف الهش أو الشكلي من الأطراف إلى شيء أقرب ما يكون إلى تحالف فعلي مركزي، حيث أقامت "إسرائيل" علاقات سرية مع الأنظمة الملكية العربية في الخليج الفارسي، والآن أضحت العلاقات علنية مع الإمارات العربية المتحدة.

يتابع الخبير العسكري: السبب في هذا التحول لأن إيران وحلفائها في سوريا ولبنان أصحبوا أعداء "إسرائيل" اللدودين. ونتيجة لذلك، لم يبدِ "الإسرائيليون" اهتماماً كبيراً في العقود الأخيرة بشأن القوة العسكرية المتنامية للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وكلاهما يملك جيشاً مزوداً في الغالب بأسلحة من الولايات المتحدة. ومن المرجح أن تنظر إلى هذين البلدين على أنهما حصن بينها وبين طهران.

يرى الخبير العسكري بأن "إسرائيل" ترسم الخط الفاصل عندما يتعلق الأمر بهذه الدول نفسها التي تريد تشغيل طائرة متطورة مثل طائرة "F-35"، والتي من المرجح أن تظل الطائرة المقاتلة الأولى من الجيل الخامس في العالم لسنوات قادمة. 

يضيف الخبير بأن رفض الولايات المتحدة بيع طائرة مقاتلة متقدمة إلى أي دولة عربية يولد أحياناً مزاعم بالنفاق الأمريكي من العرب.

ينوه الخبير إلى أن مصر قد تواجه قريباً عقوبات أمريكية بموجب قانون مكافحة أعداء أميركا من خلال العقوبات (CAATSA) بسبب شراءها مؤخراً طائرات مقاتلة متطورة من طراز "SU-35" من روسيا بقيمة 2.5 مليار دولار. وقد اشترت القاهرة هذه المقاتلات لزيادة تحديث قواتها الجوية المجهزة في الغالب من قبل الولايات المتحدة. مضيفاً أن طائرات "F-16" المصرية أقل تقدماً من نظيراتها "الإسرائيلية"، وهي ليست حتى مسلحة بصواريخ جو-جو من طراز "AIM-120" بعيدة المدى.

وقال اللواء ناصر سالم، الرئيس السابق بقسم الاستطلاع في الجيش المصري، لموقع "المونيتور" الأمريكي مؤخراً إن الجيش المصري يريد معدات حديثة لمواكبة الجيش "الإسرائيلي"، وتساءل: "لماذا لا تزود الولايات المتحدة مصر بمقاتلات "F-35" التي زودت إسرائيل بها، بينما تعترض على صفقة المقاتلات الروسية من طراز (SU-35)؟".

وقد أشارت الإمارات العربية المتحدة بالفعل إلى أنها تتجه إلى مكان آخر لشراء مقاتلات الجيل الخامس طالما ترفض الولايات المتحدة بيعها مقاتلات من طراز "F-35".

يتابع الخبير: في عام 2017، توصلت روسيا والإمارات العربية المتحدة إلى اتفاق لتطوير طائرة مقاتلة من الجيل الخامس بشكل مشترك، على أساس طائرة "MIG-29". ولم يتضح بعد تقدم المشروع من عدمه بعد ثلاث سنوات من الاتفاق، وفي الآونة الأخيرة، اقترحت موسكو أيضاً أن تتمكن أبو ظبي من مساعدتها على تطوير مقاتلة الجيل الخامس من طراز "SU-57".

يقول الخبير أنه من المرجح أن تعارض الولايات المتحدة مثل هذا الترتيب لأنه يمكن أن يشكل نعمة كبيرة لقطاع الدفاع الروسي، وقد يسهل على موسكو بناء مقاتلتها من الجيل الخامس، وهي عملية وجدتها صعبة ومكلفة بشكل لا يصدق حتى الآن. لكن هذا لا يعني أن واشنطن أعادت النظر في رفضها بيع الإمارات المقاتلة من طراز "F-35".

يرى الخبير بأن الإمارات تعتبر حليفاً رئيسياً للولايات المتحدة في الشرق الأوسط ومشترٍ مهم للعتاد العسكري الأمريكي، حيث حصل على لقب "اسبارتا الصغير" من مسؤولي الدفاع الأمريكيين. كما أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "CIA" لا تتجسس حتى على هذه الدولة العربية الصغيرة، مما يؤكد ثقة واشنطن في أبو ظبي.

يختتم الخبير العسكري إيدون مقالته بالقول: على الرغم من كل هذا، لا تزال الولايات المتحدة تعارض حصول أحد حلفائها العرب الرئيسيين على نظام أسلحة يمكن أن يتحدى التفوق العسكري والتكنولوجي للجيش "الإسرائيلي" في تلك المنطقة المضطربة.