السبت  20 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

هل تفوقت روسيا على الولايات المتحدة في تطوير الصواريخ الفرط صوتية؟

2020-11-11 08:41:32 AM
هل تفوقت روسيا على الولايات المتحدة في تطوير الصواريخ الفرط صوتية؟
صواريخ فرط صوتية

الحدث- جهاد الدين البدوي

نشرت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية مقالاً للخبير العسكري كاليب لارسون، أكد فيه أن روسيا هي الدولة الأولى التي تطلق الصواريخ الفرط صوتية من الغواصات.

يقول الخبير العسكري بأن القوات الجوية الأمريكية تعمل مع شركة لوكهيد مارتن على تطوير المزيد من المعدات الفرط صوتية، حيث تعمل وكالة مشاريع الأبحاث المتقدمة الدفاعية على تطوير المحركات المناسبة بعد إيقاف الأبحاث في 2010-2011. وهي خطوة في الاتجاه الصحيح. ومع ذلك، دعونا نأمل ألا تكون خطوة صغير وجاءت بعد فوات الأوان.

ووفقاً للخبير لارسون فإنه سيتم في وقت قريب جداً تثبيت صواريخ "تسيركون"، الفرط صوتية على الغواصات الروسية. حيث ستمتد قدرات روسيا الفرط صوتية من الجو والبحر إلى تحت الماء، ما يمنح موسكو ميزة استراتيجية كبيرة على الولايات المتحدة وحلفائها.

يتساءل الخبير العسكري: ما هو الصاروخ الفرط صوتي؟ وما هو سبب خطورته الكبيرة؟ وعلى الرغم من وجود أنظمة توصيل مختلفة، فإن الصواريخ الفرط صوتية هي في الأساس فئة جديدة من الصواريخ التي تطير بسرعة فائقة – حيث تتجاوز سرعة صاروخ تسيركون 8 ماخ. حيث لن تمتلك الأهداف التي سينقض عليها صاروخ "تسيركون" سوى القليل من الوقت للرد أو التعامل مع التهديد، إما عبر التهرب منه أو محاولة اسقاطه.

يلفت الخبير إلى أن الصواريخ الفرط صوتية سريعة بشكل كبير جداً، لذلك فإنها لا تحتاج بالضرورة إلى حمل أي متفجرات، لأن تأثير تحليق جسم في الهواء بسرعات فرط صوتية من شأنه أن يخلق انفجاراً هائلاً.

يؤكد الخبير لارسون أن المناورة والمراوغة أمام الصواريخ الفرط صوتية صعبة، لأن هذا النوع من الصواريخ تتمتع بقدرات عالية على المناورة والمراوغة. كما أن ضربة الصاروخ الفرط صوتي ستكون قوية للغاية، واعتراض مثل هذه الصواريخ "يشبه تماماً إسقاط رصاصة برصاصة".

ومما يزيد المشكلة تعقيداً؛ أن معظم أنظمة الدفاع الصاروخية المتطورة معدة بشكل عام لمواجهة التهديدات الحالية، ولكن الصواريخ الفرط صوتية التي تحلق بسرعة ميلين في الثانية ليس في قائمة الأهداف التي بإمكان أنظمة الدفاع التعامل معها.

يتابع الخبير: أحد الجوانب المخيفة حقاً للصواريخ الفرط صوتية هي قدرتها على التخفي الكامنة في بعض تصميماتها. ولأنها تتحرك بسرعة كبيرة في الغلاف الجوي، فإن هذه الصواريخ تولد حقلاً من البلازما حول نفسها تمتص أشعة الرادار، مما يجعلها اكتشافها أكثر صعوبة. وهذه أخبار سيئة لحاملات الطائرات والمدن أو غيرها من الأهداف المحتملة.

يتساءل الخبير لارسون مجدداً: لماذا تعتبر الصواريخ الفرط صوتية المثبتة على الغواصات انجاز كبير جداً؟ يجيب الخبير أن صواريخ تسيركون وغيرها من الصواريخ الفرط صوتية حديثة نسبياً، ولكنها ليست مجهولة، ولا يعتبر نشرها في أعماق البحر سراً كبيراً.

يؤكد الخبير العسكري بأن روسيا تعتبر الدولة الأولى في العالم التي تثبت الصواريخ الفرط صوتية على الغواصات. وهذا الترتيب خطير بشكل خاص لأن الغواصات يمكن أن تختبئ تحت الماء لأيام، أو حتى لأسابيع. حيث أن الغواصات التي تمكث تحت الماء تكون محمية، ويصعب اكتشافها، خاصة إذا كان القائد الفرعي مستعداً للإبحار ببطء، أو أن يبقى ساكناً.

وعلى غرار الصواريخ الباليستية التقليدية المثبتة على الغواصات، يمكن أن يحدث إطلاق صاروخ فرط صوتي على هدف في البر أو في البحر بسرعة كبيرة، دون الحاجة حتى إلى خروجها إلى السطح. ومن شأن السرعة العالية للصواريخ المفرط صوتية بالإضافة إلى القرب الشديد من الأهداف المعادية التي يمكن أن توفرها الغواصات أن تعطي الخصم وقتاً قليلاً للرد وهو أمر مثير للضحك.

تخلف واشنطن في مجال الأسلحة الفرط صوتية:

يقول الخبير لارسون بأن كثيراً ما تحدث نائب وزير الدفاع الأمريكي مايكل دوغلاس غريفين أمام الكونغرس عن محنة الولايات المتحدة فيما يتعلق بخصومها في عالم الأسلحة الفرط صوتية، قائلاً: "ليس لدينا اليوم أنظمة يمكن أن تخلق خطراً مماثلاً لروسيا والصين. ولو أنهما قررتا استخدام صواريخهما، فسنكون في وضع غير موات لأننا نلعب في سباق ملاحقة".

ويدعم قوله هذا النتائج التي توصلت إليها خدمة أبحاث الكونغرس، حيث خلص مركز الأبحاث في العام الماضي إلى أن روسيا تخطط لزيادة تحسين قدرة الصواريخ الفرط صوتية على المناورة، حتى تتمكن من اختراق الدفاعات الصاروخية الأمريكية، وبالتالي ضمان "الاستقرار الاستراتيجي" فيما يتعلق بالولايات المتحدة. ووفقاً للخبير، سيتم تشغيل صاروخ تسيركون بحلول عام 2023.

يختتم الخبير العسكري لارسون مقالته بالقول: إن القوات الجوية الأمريكية تعمل مع شركة لوكهيد مارتن على تطوير المزيد من المعدات الفرط صوتية، حيث تعمل وكالة مشاريع الأبحاث المتقدمة الدفاعية على تطوير المحركات المناسبة بعد إيقاف الأبحاث في 2010-2011. وهي خطوة في الاتجاه الصحيح. ومع ذلك، دعونا نأمل ألا تكون هذه الخطوة صغير وجاءت بعد فوات الأوان.