الإثنين  29 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ما الذي سيجنيه المغرب من التطبيع مع "إسرائيل"؟

2020-12-13 04:23:22 PM
ما الذي سيجنيه المغرب من التطبيع مع
علم المغرب

الحدث- جهاد الدين البدوي

نش موقع "ميدل إيست آي" البريطاني تقريراً تحليلياً تساءل فيه عن المكاسب التي من المرجح أن يحظى بها المغرب كرابع دولة عربية تعلن تطبيعها مع "إسرائيل".

يضيف الموقع أن الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب الذي تبنى نهج رجال الأعمال في السياسة الخارجية، أعلن عن اتفاق يوم الخميس الماضي سنرى بموجبه تطبيعاً مغربياً مع "إسرائيل".

يرى الموقع أنه في مقابل اللحاق بركب الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان في إقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع "إسرائيل"، تعترف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء الغربية.

يتابع الموقع: إن هذا الاعتراف مجرد أحد الوعود والجوائز التي حصلت عليها الرباط كجزء من صفقة تسعى إلى إحداث تغيير في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لكنها في الواقع تجعل العلاقات القائمة بين البلدين رسمية.

يسلط موقع "ميدل إيست آي" البريطاني الضوء على ما يأمل المغرب بالحصول عليه مقابل اتفاق التطبيع مع "إسرائيل":

تعزيز مكانتها الدولية:

وقال بروس مادي-فايتسمان الخبير في العلاقات "الإسرائيلية" المغربية إن اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء الغربية "هدية" للمملكة الواقعة في شمال افريقيا.

وأشار إلى أن "هذه هدية من الإدارة الأميركية الراحلة... هدية أساسية للهوية الوطنية المغربية والسياسة الخارجية المغربية".

وأضاف "أعتقد أن وجود إدارة جديدة في واشنطن جعلت الأمر أكثر أهمية بالنسبة للمغاربة لعقد هذا الاتفاق عندما يستطيعون ذلك".

وقال مادي-فايتسمان إن هذه القضية كانت "القضية الأولى" على أجندة السياسة الخارجية للمغرب منذ منتصف السبعينيات، لذا فإن الخطوة الأمريكية للاعتراف بسيادتها على المنطقة كان "شيء خارج عن المألوف".

وأضاف إن الاعتراف الأمريكي "لعبة كرة جديدة تماماً" من شأنها أيضاً تعزيز المكانة الدولية للمملكة. كما "إنه يعزز صورتهم في الغرب كبلد ليبرالي متسامح ومنفتح ومتعدد الثقافات يقدر تراثه اليهودي".

استثمارات أمريكية كبيرة:

ووفقا لصحيفة نيويورك تايمز، فإن اتفاق التطبيع بين المغرب و"إسرائيل" جاء بمساعدة المستثمر المغربي، ياريف الباز، الذي يتعامل مع "إسرائيل" وعمل كوسيط بين واشنطن والرباط.

في محادثات تعود إلى عام 2017، عرض مسؤولو البيت الأبيض إغراء اعتراف الولايات المتحدة بالصحراء الغربية كشرط لتطبيع العلاقات مع "إسرائيل".

وقال مسؤولان مغربيان مقربان من العملية لصحيفة نيويورك تايمز إن العاهل المغربي الملك محمد السادس كان متردداً للغاية بشأن هذه الخطوة.

ومع ذلك، ووفقاً للصحيفة، قال الباز للرباط إن إدارة ترامب مستعدة للمساعدة في تسهيل ضخ استثمارات تصل قيمتها إلى 3 مليارات دولار في البنوك والفنادق المغربية وشركة الطاقة المتجددة التي يملكها الملك.

أكد مسؤول رفيع المستوى في البيت الأبيض يوم الخميس أن المؤسسة الأمريكية الدولية لتمويل التنمية تدرس ضخ استثمارات تصل قيمتها إلى 3 مليارات دولار في المغرب، لكنه نفى أن تكون لها صلة بصفقة التطبيع بين المغرب و"إسرائيل".

التكلفة المحلية

وقالت مادي-فايتسمان لوكالة فرانس برس إن هناك "كلفة داخلية" كان على المملكة تحملها قبل الالتزام بالاتفاق الذي ينص على إعادة المغرب فتح مكتب اتصال لتل أبيب كان قد أغلقه في العام 2000 في بداية الانتفاضة الثانية. مضيفاً: ومنذ ذلك الحين، اختارت المملكة إبقاء العلاقات مع "إسرائيل" قيد المراقبة. ويرجع ذلك إلى "المعارضة الداخلية" من الإسلاميين والقوميين والمواطنين الذين يدعمون الفلسطينيين.

كما يمكن أن يكون للاتفاق تداعيات في "إسرائيل"، التي تضم مئات الآلاف من "الإسرائيليين" من أصل مغربي.

ورداً على سؤال حول ما إذا كان الاتفاق سيعزز الدعم لرئيس الوزراء بنيامين نتانياهو وحزب الليكود الذي يتزعمه، قال مادي-فايتسمان "اعتقد أنه سيستفيد منه".

يوضح الموقع أن المغرب طالب بالسيادة على الصحراء الغربية التي كانت مستعمرة إسبانية في عام 1957، ويعتقد أن هذه الصحراء تحتوي على احتياطات نفطية بحرية كبيرة وموارد معدنية.

إلا أن سكانها الأصليين رفضوا بشدة السيطرة المغربية، وبين عامي 1975 و1991 خاضت جبهة البوليساريو تمرداً ضد الرباط.

وتقدر جبهة البوليساريو عدد السكان الأصليين في الصحراء الغربية بما بين 350 و500 ألف نسمة وقد طالبت منذ فترة طويلة بحقهم في إجراء استفتاء على الاستقلال وهو ما وعدت به قرارات الأمم المتحدة.

قال الديوان الملكي المغربي إن الولايات المتحدة ستفتح قنصلية في الصحراء الغربية.

وفي الشهر الماضي أعلنت البحرين التي طبعت علاقاتها مع "إسرائيل" في ايلول/سبتمبر الماضي إنها تفتح قنصلية في المنطقة.