الحدث-غزة
سبعة شهور مضت على انتهاء الحرب على قطاع غزة ولا تزال قضية اعادة الاعمار تراوح مكانها لا سيما فى ظل مماطلة الاحتلال بإدخال الاسمنت الى غزة بحجة عدم استخدامه فى الانفاق الامر الذي دفع عشرات المؤسسات الدولية الى الحديث بان اعادة اعمار غزة بهذه الوتيرة قد يحتاج الى 100 عام . المواطنون فى غزة اخذوا زمام المبادرة وبدأو في البحث عن حلول سريعة وتسد حاجتهم الاساسية في مأوى لهم ولعائلاتهم ، فكانت فكرة كرفانات البيوت الخشبية هي الحل الامثل بالنسبة لهم خصوصا انها تجمع ما بين قلة التكاليف وجودة السكن بالمقارنة مع الكرفانات الحديدية والتى اثبتت فشلها أمام عوامل الطقس خلال الشتاء الحالى . المئات من المنازل الخشبية تجدها منتشرة فى المناطق التي دمرها الاحتلال مثل بيت حانون وشرق خانيونس ، حتى باتت هذه المنازل ورغم بساطتها الحل الانسب والأفضل والأقل تكلفة بالنسبة للمدمرة منازلهم ، وخصوصا ان البيوت الخشبية تبني على الطراز الحديث من حيث الشكل والديكور . هذا الاقبال على بناء المنازل الخشبية ساهم في رواج تجارة الخشب ، حيث زاد الطلب على الاخشاب بشكل مضاعف وكبير مما اسهم في انتعاش تجارة الاخشاب في الآونة الاخيرة ، خصوصا ان هذه المنازل لا تحتاج الى الكثير من الخبرات الهندسية المعقدة لبنائها ، ووجود العديد من الخبرات البشرية المختصة ببنائها فى قطاع غزة . العرب الآن زارت منزل المواطن أبو محمد النجار شرق مدينة خانيونس والذي كان يراقب عملية انهاء بناء منزله الخشبي والذي يعتبره بديل عن منزل المدمر خلال العدوان الأخير على قطاع غزة ، قال للعرب الآن انه بعد تجربة العديد من اصدقائه وأهل المنطقة للبيوت الخشبية ، وإشادتهم بها قررت الاقدام على الخطوة وبناء منزل من الخشب وبدأت فى بنائه منذ اسبوعين وهو الان على وشك الانتهاء . واوضح ابو محمد ان المنزل الخشبي أفضل من تلك الكرفانات التي وزعت على المواطنين لان مميزات السكن فيه افضل من الكرافانات ومراكز الايواء من ناحية "البرودة والدفء". من جهته قال المواطن معتصم دلول صاحب أحد المنازل الخشبية للعرب الآن ان البيوت الخشبية بديل رائع عن المنازل الاسمنتية رغم بساطتها وقلة تكلفتها والذي يعتبر احد مميزاتها . وأشاد دلول بـفعالية هذه المنازل المصنوعة من الخشب غير ان شكلها جميل وعصري وقوية وتتحمل كل الظروف الطبيعية كالشمس والبرد والأمطار وهي ايضا قليلة التكلفة . المنازل الخشبية ورغم بساطتها تحمي ساكنيها المدمرة بيوتهم من حر الشمس وبرد الشتاء في ظل تأخر عملية اعادة الاعمار . و أكد دلول لمراسل العرب الآن أن تكلفة البيوت الخشبية أقل من نصف تكلفة البيوت بالاسمنت المسلح بالاضافة للسرعة الكبيرة في إنجازها ما يجعلها حلا سريعا و عمليا لأصحاب البيوت المهدمة أو الذين لا يجدون سبيلا لبناء بيوتهم بالطريقة التقليدية . و عن العمر الزمني الذي يمكن أن تصمد فيه هذه المنازل قال المواطن دلول أنها لن تكون بحاجة للصيانة قبل 15 عاما على الأقل بالاضافة لامكانية تطويرها و التعديل عليها بتكلفة بسيطة جدا في ظل الظروف التي تمر بها غزة .
المصدر :العرب الأن