الجمعة  26 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ما الذي يمنع الرئيس ترامب من توجيه ضربة نووية؟

2021-01-10 09:39:07 AM
ما الذي يمنع الرئيس ترامب من توجيه ضربة نووية؟
ترامب

الحدث- جهاد الدين البدوي

نشرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية تقريراً لمراسلها في مجال الأمن القومي جاك ديتش، وأشار فيه إلى أنه وسط تجدد حملة لعزل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد أن اقتحم حشد من الغوغاء مبنى الكونغرس الأسبوع الماضي، أصدرت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي بياناً مذهلاً يوم الجمعة دعت فيه الجيش الأمريكي إلى النظر في الاحتياطات الممكنة لمنع القائد الأعلى من القيام بعمل عسكري أو إصدار أمر بضربة نووية.

وقد أدى البيان، الذي جاء في أعقاب المحادثة الثانية التي أجرتها بيلوسي مع رئيس هيئة الأركان المشتركة مارك ميلي، إلى وقوع العاصمة الأمريكية في دوامة من العنف، ولكن لم يتضح على الفور كيف استجاب البنتاغون.

وقالت بيلوسي في بيان اتهمت فيه ترامب أيضا بارتكاب "أعمال خطيرة وتحريضية" أن "وضع هذا الرئيس المختل لا يمكن أن يكون أكثر خطورة، وعلينا أن نفعل كل ما في وسعنا لحماية الشعب الأمريكي من هجومه غير المتوازن على بلدنا وديمقراطيتنا".

وقال متحدث باسم ميلي إن بيلوسي بادرت بالمكالمة الهاتفية وأن المسؤول العسكري الأمريكي الكبير " أجاب على أسئلة رئيسة مجلس النواب بشأن سلطة القيادة النووية"، لكن المتحدث لم يقدم أي تفاصيل أخرى.

يتساءل الكاتب: ما الذي يمكن أن يفعله الجيش والكونغرس لمنع الرئيس من إصدار أمر بشن ضربة نووية؟

يوضح الكاتب: من الناحية القانونية لا يمكن لبيلوسي ولا ميلي من التسلسل القيادي اتخاذ قرار بشأن استخدام الأسلحة النووية، فهذا النوع من القرارات تقع على عاتق ترامب ووزير الدفاع الأمريكي، اللذين يعملان معاً في اتخاذ مثل هذه الخطوة. في حين أن مسؤولين مثل رئيس هيئة الأركان المشتركة وقائد القيادة الاستراتيجية الأميركية، التي تشرف على الثالوث النووي الأمريكي، مكلفون بنقل أوامر استخدام تلك الأسلحة وتقديم المشورة للرئيس بشأن الإطلاق، وعليه فإن ترامب لن يحتاج إلى موافقة الجيش أو الكونغرس على توجيه ضربة عسكرية نووية أو غيرها.

ورداً على سؤال للصحفيين يوم الاثنين عما إذا كان سيتبع أمراً من ترامب بإطلاق سلاح نووي ضد إيران، قال قائد القيادة الاستراتيجية الأمريكية الأميرال تشارلز ريتشارد إنه "سيتبع أي أمر قانوني سيصدر لي" وأضاف أن نظام القيادة والسيطرة النووية "خدمنا بشكل جيد لمدة 70 عاماً".

في حين يتفق الخبراء على أنه لا توجد طريقة لتحدي سلطة الرئيس في بتوجيه ضربة نووية أو تقليدية، إلا أن الجميع ليسوا متأكدين مثل ريتشارد من أنها فكرة جيدة. وقال جيفري لويس، خبير منع انتشار الأسلحة النووية في مركز جيمس مارتن لدراسات منع الانتشار النووي في معهد ميدلبري للدراسات الدولية في مونتيري: "الرئيس لديه سلطة وحيدة غير مقيدة للأمر باستخدام الأسلحة النووية دون الحاجة إلى "تصويت ثانٍ". وأضاف: "إذا كنت تعتقد أن هذا جنون، وأنا أتفق معك. لكن العديد من الأشخاص الذين يتم تعيينهم من قبل بايدن في وظائف الأمن القومي يختلفون معنا".

من أين يأتي هذا القلق؟

يقول الكاتب بأنه ليس وضاحاً تماماً من أين يأتي هذا القلق، على الرغم من أن صحيفة نيويورك تايمز ذكرت في نوفمبر 2020 أن ترامب سعى إلى ضرب البرنامج النووي الإيراني بعد أيام فقط من خسارته في الانتخابات، إلا أن المحادثات قد تلاشت على ما يبدو، حتى في الوقت الذي أرسلت فيه الولايات المتحدة قاذفات نووية إلى الشرق الأوسط في ذكرى اغتيال الولايات المتحدة لزعيم فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، في يناير 2020. لكن تصريح بيلوسي يأتي في أعقاب تقارير تفيد بأن ترامب يبدو مضطرباً بشكل متزايد بعد الهجوم على مبنى الكونغرس الأمريكي من قبل مؤيديه، كما هددت رئيسة البرلمان بعزل القائد الأعلى - المدعوم الآن بأكثر من 200 عضو في الكونغرس - إذا لم يترك منصبه على الفور، أو إذا قرر مجلس الوزراء عدم الاحتكام إلى التعديل الخامس والعشرين للدستور الأميركي وعزله.

ما هو مدى السرعة في الاستجابة لأمر ترامب بتوجيه ضربة نووية؟

يوضح الكاتب بأن ذلك يعتمد على سيناريو الضربة، ويحمل المساعدون العسكريون للرئيس في جميع الأوقات الحقيبة النووية التي تحتوي على رموز الإطلاق النووي.

يرى الخبير النووي جيفري لويس أن الرئيس قد يكون لديه أقل من ثماني دقائق ليقرر ما إذا كان سيشن ضربة نووية، على الرغم من أن خطط الضربة النووية التي وضعها البنتاغون تمنح القائد الأعلى أيضًا القدرة على الموافقة على هجوم مؤجل أو هجوم مضاد. وذكرت دائرة الأبحاث في الكونجرس انه يمكن إطلاق الصواريخ ذات الرؤوس النووية البرية في غضون دقيقتين من أمر الإطلاق الفوري من الرئيس الأمريكي، بينما يمكن إطلاق الصواريخ التي تطلق من الغواصات في غضون 15 دقيقة.