السبت  27 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

إدانة مواطنة أميركية زوّدت حزب الله بمعلومات فائقة السرّية

2021-03-27 07:26:28 PM
إدانة مواطنة أميركية زوّدت حزب الله بمعلومات فائقة السرّية
حزب الله

 

الحدث العربي والدولي


أعلنت وزارة العدل الأميركية إدانة المترجمة المتعاقدة مع القوات العسكرية الأميركية، مريم طه طومسون، بتقديم معلومات خاصة بالأمن والدفاع الوطني لمساعدة حكومة أجنبية. واعترفت طومسون للمحكمة بالتهم المنسوبة إليها، وبنقل معلومات سرية للغاية إلى مواطن كانت مؤكدة من أنه سينقلها إلى حزب الله، الذي تصنّفه الولايات المتحدة الأميركية منظمة إرهابية، وتفرض عليه وعلى المسؤولين فيه وحلفائه العقوبات.

خيانة وعقوبة
واعتبر مساعد المدعي العام لقسم الأمن القومي في وزارة العدل، الجنرال جون ديمرز، أنّ طومسون "عرّضت حياة أفراد من الجيش الأميركي وغيرهم من الذين يدعمون الولايات المتحدة في منطقة قتال للخطر، عندما نقلت معلومات سرية إلى شخص كانت تعرف أنه مرتبط بحزب الله". وأشار إلى أنّ "هذا الفعل ستتم محاسبته على أنه خيانة شخصية ومهنية مشينة للبلد والزملاء". وطومسون، 63 عاماً، تنحدر من مدينة روتشينسر في مينيسوتا، عُهد إليها بتصريح أمني حكومي سري للغاية. "كما عهد إليها أيضاً بمعلومات سرية شديدة الحساسية متعلّقة بأحد أهم أدواتها وهي العمل الأمني في مناطق قتال نشطة"، حسب ما أكد القائم بأعمال المدعي العام في ولاية كولومبيا تشانينغ فييليبس. وشدد على أنّ "الخيانة التي قامت بها طومسون عرّضت حياة الرجال والنساء الأميركيين في ساحة المعركة وحلفائهم لخطر شديد، وتوقيف طومسون وإدانتها يجب أن يكون له عواقب وخيمة لتكون عبرة". وقال مساعد المدير قسم مكافحة التجسس في مكتب التحقيقات الفيدرالي، آلان كوهلر جونيور إنه "من المذهل أن تتخلى أميركية تعمل في الجيش الأمريكي في الخارج عن بلادها لصالح الإرهابيين". وأشار مساعد المدير المسؤول للمكتب في واشنطن، ستيفن أنطونيو، إلى أنه "لن  يتمّ التساهل مع أي شخص يحمل تصريح أمني حكومي في التزامه تجاه أمننا ولن نتسامح مع خيانة الثقة الممنوحة له".

اعتراف طومسون
واعترفت طومسون، خلال جلسة الاستماع، بأنها بدأت في عام 2017 التواصل مع شريكها (غير المتهم) باستخدام ميزة الدردشة المرئية في تطبيق مراسلة نصية وصوتية آمنة. وقالت إنها مع مرور الوقت طوّرت علاقة رومانسية مع هذا الشخص، ولو أنها كانت على علم بأن أحد أفراد أسرته يعمل لصالح وزارة الداخلية اللبنانية، كما ادّعى أنه تلقى خاتماً من أمين عام حزب الله حسن نصر الله.

قتل سليماني
وقد كلّفت طومسون، في كانون الأول 2019، بمهام متعلقة بقوة عملية خاصة في العراق وشنّت الولايات المتحدة سلسلة من الضربات الجوية في العراق استهدفت كتائب حزب الله العراقي، وهو منظمة إرهابية أجنبية تدعمها إيران. وبلغت هذه الضربات ذروتها في 3 كانون الثاني 2020، أسفرت عن مقتل قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ، وكذلك مؤسس كتائب حزب الله العراقي، أبو مهدي المهندس. بعد وفاة سليماني، بدأ شريكها في مطالبة طومسون "بتزويدهم" بمعلومات حول أفراد ساعدوا الولايات المتحدة على استهداف سليماني. وأقرّت طومسون أنها فهمت أن "هؤلاء" هم حزب الله اللبناني، بما في ذلك قائد عسكري رفيع المستوى لم يذكر اسمه.

تسريب المعلومات
استجابت طومسون لهذا الطلب، فبدأت بتمرير عشرات الملفات المتعلقة بمصادر الاستخبارات البشرية بما فيها الأسماء الحقيقية لأفراد وبيانات التعريف الشخصية ومعلومات وصور بالإضافة إلى الكابلات التشغيلية التي توضح تفاصيل المعلومات التي قدّمها هؤلاء لصالح الحكومة الأميركية. واستخدمت طومسون تقنيات عدة لتمرير هذه المعلومات إلى "شريكها" الذي أخبرها أنّ مشغلّيه راضون عن الملعومات التي سرّبتها، وأنّ القائد العسكري لحزب الله يريد مقابلتها عندما تزور لبنان.

وعندما تمّ إلقاء القبض عليها من قبل مكتب التحقيقات الفدرالي، في 27 شباط 2020، كانت طومسون قد سرّبت على الأقلّ معلومات عن هوية 10 أفراد و20 هدفاً أميركياً إضافةً إلى تقنيات ومعلومات متعدّدة. وأقرت طومسون أن هذه المعلومات كانت ستستخدم لاستهداف الولايات المتحدة من قبل حزب الله. وتواجه طومسون اليوم عقوبة قصوى تصل إلى السجن مدة الحياة، وقد حدّد موعد النطلق بالحكم في 23 حزيران المقبل.