الثلاثاء  19 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

خطأ طبي وإهمال.. الطفلة آية عواشرة فقدت صوتها ونفَسها في غرف عمليات مستشفى رام الله

2021-07-05 09:11:14 AM
خطأ طبي وإهمال.. الطفلة آية عواشرة فقدت صوتها ونفَسها في غرف عمليات مستشفى رام الله
آية عواشرة

خاص الحدث

بدأت قصة الطفلة آية عواشرة التي لم تتجاوز الثلاث سنوات، مطلع مارس 2019، عندما كانت والدتها حاملا فيها، حيث تبين من خلال فحص الأعضاء أن لديها فتحة صغيرة بالقلب بمقدار 4 ملم، أخبرها الأطباء في حينها أنها ليست بالخطيرة ويمكن تجاوزها مع الوقت. 

تقول والدة آية لـ"صحيفة الحدث": ولدت بمستشفى رام الله، وكان كل شيء على ما يرام وسط المتابعات الطبية المستمرة لحالتها، إلى حين بلغت ستة أشهر من ولادتها، أخبرنا الأطباء أنها بحاجة إلى إجراء عملية جراحية لإغلاق الفتحة، وبالفعل أجريت لها العملية التي أخبرنا الأطباء أنها ناجحة، قائلة على لسان طبيبها: العملية نجحت ولكن جرحنا بالإبرة مكانا آخر في القلب، لن يؤثر، وسيكون كل شيء على ما يرام.

وأضافت عواشرة، أن الأطباء أكدوا في أكثر من مرة، أن ما حدث لن يؤثر عليها، ومكثت آية أربعة أيام في حالة تنويم مع عوارض جانبية أبرزها انتفاخ في كافة جسمها، واضطرت للخضوع لعملية ثانية لإغلاق الفتحة التي تسببت بها الإبرة خلال العملية الأولى في 21 مارس، وأكد الأطباء مجددا أن العملية ناجحة، ومكثت حينها لعدة أيام في غرف العناية المكثفة وعدة أيام أخرى في غرف المرضى العادية، وبعدها خرجنا إلى المنزل مستدركة: قبل خروجنا أبلغنا وفد طبي إيطالي أن الفتحة في القلب لا تزال موجودة ولم تغلق خلال العملية، وعند مراجعة الأطباء في مستشفى رام الله بذلك أكدوا مرارا أن الأمر طبيعي ولن يؤثر على طفلتنا.

وتشير والدة آية إلى أنه بعد أيام قليلة من خروجها من المستشفى، بدأت تظهر آثار التعب على ابنتها، التي أعادوها للمستشفى مجددا، ليتبين أن هناك نقصا في الأكسجين وفتحة القلب وإصابتها بفيروس إنفلونزا الخنازير التي أعطيت علاجا له وتبين لاحقا أنها لم تكن تحمل الفيروس من الأصل، وتضيف: أخبرنا الأطباء أنها بحاجة إلى عملية ثالثة وكانت لدينا تخوفات من إجرائها بسبب عمرها الذي لم يتجاوز حينها الستة أشهر، ولكن أكدوا لنا أنها يمكنها التحمل.

ودخلت آية بحسب والدتها، غرفة العمليات مجددا، وبعد انتهاء العملية مكثت آية على أجهزة الأكسجين لأكثر من أسبوعين وهو ما أثار شكوكا لدينا بأن هناك مشكلة، وتفاجأنا بحديث بين الأطباء باللغة الإنجليزية، بأن فتحة القلب لا تزال موجودة، وكانت المشكلة بالنسبة للأطباء هي الأكسجين لا القلب،  وتم تحويلها إلى إحدى مستشفيات الداخل المحتل تحت التنويم والتنفس الاصطناعي الذين أخبرونا أن آية من المحتمل أن تفقد حياتها في أية لحظة بسبب خطورة وضعها الصحي، الذي تبين أنه خلال العملية الثالثة تم إجراء خياطة لصمام القلب الموجود فوق الفتحة مباشرة بدلا من إغلاق الفتحة، بالإضافة إلى ثقب الحجاب الحاجز.

وتؤكد والدة آية، أن طفلتها باتت غير قادرة على الحركة والتنفس والحديث، بعد 8 عمليات قسطرة و6 عمليات ناظور و5 عمليات جراحية.

وفي مستشفيات الداخل المحتل، لم يكونوا قادرين على إجراء عملية قلب جديدة لها، بسبب خضوعها المتكرر لعمليات جراحية في السابق، وأنها باتت بحاجة إلى زراعة رئة بعد أن تمضي عدة سنوات، مع حاجتها إلى المكوث على أجهزة الأكسجين، التي تم إجراء فتحة من الرقبة لأجل تجاوز مرحلة التنفس الاصطناعي وهو ما جعلها غير قادرة على الحديث أو الحركة.

ووفقا لوالدة آية عواشرة، فإن الأدوية التي تحتاجها ابنتها تحتاج آلاف الشواقل شهريا، بسبب عدم توفرها في مرافق وزارة الصحة الفلسطينية، كما أنه تلزمها رحلة علاج طويلة وكاملة لعلاج المشكلات في القلب والرئة. 

وبحسب العائلة، فإنه تم تقديم شكوى ضد أربعة من أطباء الأطفال والجراحة في مجمع فلسطين الطبي إلى النيابة العامة في رام الله، بسبب "التسبب بالإيذاء والخطأ الطبي والإهمال والتقصير".

وحاولت صحيفة الحدث التواصل مع وزارة الصحة ومجمع فلسطين الطبي، دون رد.