الجمعة  03 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الحصار يدفع شباناً غزيين لابتكار هوايات خطرة وغير معهودة

2015-03-28 12:38:32 PM
الحصار يدفع شباناً غزيين لابتكار هوايات خطرة وغير معهودة
صورة ارشيفية
الحدث: محمد مصطفى

حفز الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ نحو ثماني سنوات الغزيين في الكثير من المجالات، وأبرز طاقات وقدرات مميزة، لكنه إلى جانب ذلك أظهر جانباً مختلفاً لسلوكيات بعض الشبان، ممن أبدو رغبة في ممارسة هوايات غريبة وغير معهودة.

تزيين المنازل بالقذائف

الشاب وائل العيماوي من سكان مدينة رفح، برع في تزيين منزله بمقذوفات أطلقتها قوات الاحتلال خلال العدوان الأخير على قطاع غزة.

العيماوي وكان يضع في الغرفة الخاصة باستقبال الضيوف قذيفة دبابة إسرائيلية بطول متر تقريباً، وقد غير لونها من الأخضر للأحمر والأصفر، ومليء الفراغ الموجود بداخلها بالرمال، وغرس في وسط الرمال ورود صناعية.

وأكد العيماوي أن الهواية المذكورة ليست جديدة، وبدأت بالظهور بعد العام 2006، حين أمطرت الدبابات مناطق شرق مدينة رفح بمئات القذائف، ضمن عدوانها الذي أعقب اختطاف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط وقت ذاك، وأن بعض القذائف لم تنفجر.

وبين أن تحويل القذيفة المليئة بالمتفجرات القاتلة إلى تحفة فنية لتزيين المنزل، عملية خطيرة، وتحتاج لخبير متمرس من أجل تفريغها من محتواها أولاً، لكنها تحمل رسائل ومضامين تدل على أن أهل غزة يستطيعون خلق الأمل والحياة من قلب اليأس والموت، وهو يرفضون القتل والتدمير، ويرغبون في الحياة الآمنة المستقرة.

صناعة السيوف

أما الشاب نبيل عبد الله، من سكان مدينة رفح، فبرع في فن صناعة السيوف المزخرفة، محاولاً إحياء تراث عربي وإسلامي قلما تجد أحداً يهتم به في هذا الوقت.

ويقول عبد الله، إن صناعة السيوف فن إسلامي قديم، يعبر عن أصالة العرب، وهو عرضة للاندثار، وقد وجد في نفسه ومنذ صغره ميول نحو هذه الهواية، عبر تحوير أي قطعة معدنية يجدها إلى سيف.

وأوضح أنه بدأ بتنمية هذه الهواية، وبدأ بشراء المعدن الخاص بها، وقصه بطريقة تتماشى مع شكل السيف، ليصنع له مقبضاً ويزينه، ومن ثم يعلق ما صنعه على جدران منزله لتزيينها.

وبين عبد الله أنه يتفاخر بصناعته أمام زواره، ويواظب على تنظيف سيوفه المعدنية اللامعة، خوفاً من أن تتآكل أو يشوه الصدأ شكلها، لافتاً إلى أنه سيواظب على ممارسة هوايته، آملا بأن تجد اهتمام أكبر بها في صفوف الشاب، للمحافظة عل التراث العربي والإسلامي، وحمايته من الاندثار مع مرور السنوات.

تربية الضواري

أما المواطن سعد الدين الجمل، فقد وجد في تربية الأسود هواية مفضلة بالنسبة له، رغم استهجان واستغراب من حوله.

فقد جلب الجمل شبلي أسد، وقام بتربيتهما وسط منزله الواقع في مخيم الشابورة شمال مدينة رفح، وأبدا اهتمام كبير فيهما، من خلال إطعامهما، ومتابعتهما بيطرياً.

الشبلان يعيشان وسط العائلة، ويلعبان مع أطفاله وأطفال الجيران، وكثيراً ما يخرجهما إلى الشارع، ليجتمع حولهما الأطفال لمشاهدتها.

وأكد الجمل أنه تلقى عروض عدة لبيع الشبلين لكنه رفضها جميعاً، وهو ينوي الاحتفاظ بهما على الأقل في المرحلة الحالية.

أما الشاب أحمد رزق، وكان يمسك في فخ معدني خاص، ويتتبع آثار أقدام في إحدى المناطق الزراعية شرق مدينة خان يونس، فأكد أنه رصد وجود لثعالب صغيرة في المنطقة قبل عدة أسابيع، وهو ومنذ ذلك الحين يحاول تتبعها لمعرفة مخابئها، ووضع الشراك والفخاخ لها.

وأشار إلى أنه يهوى تربية الثعالب، وقد نجح في تربية احدها لفترة، إلى أن اعتاد على المنزل، وأصبح يعتبره كفرد من العائلة، لكنه وبعد عام ونصف من تربيته، نجح في الإفلات من الأسر ولم يعد يعرف له طريق.

وتمنى رزق، أن ينجح في صيد ثعلب آخر لتربيته في المنزل، وحبذا لو كان صغيراً، فالأخيرة تبدأ بالخروج من الجحور في ربيع كل عام، وتكون قليلة الخبرة، ويسهل صيدها، كما أن تربيتها وتروضيها عملية سهلة مقارنة لو كانت كبيرة في السن.