الأربعاء  24 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الغنوشي يستهدف المحيطين به ويقيل المكتب التنفيذي للنهضة

2021-08-24 01:32:05 PM
الغنوشي يستهدف المحيطين به ويقيل المكتب التنفيذي للنهضة
رئيس حركة النهضة الإسلامية راشد الغنوشي

الحدث العربي والدولي

 أعفى رئيس حركة النهضة الإسلامية راشد الغنوشي جميع أعضاء المكتب التنفيذي للحزب من مهامهم وقرر إعادة تشكيله، في خطوة تهدف على الأرجح إلى تهدئة الغضب الواسع داخل الحزب من أداء القيادة في الأزمة السياسية بالبلاد.

وتجاوزت الخلافات المتصاعدة داخل حركة النهضة مرحلة الخروج إلى العلن لتنتقل إلى مرحلة الإجراءات، خاصة مع بدء الغنوشي استهداف المحيطين به والتضحية بهم لينأى بنفسه عن الأزمة التي تعيشها الحركة.

ويرى مراقبون أن سياسة المناورة والهروب إلى الأمام لم تعد تجدي نفعا، خاصة وأن النهضة تشهد تراجعا في أدائها السياسي مع توسّع دائرة الخلافات الداخلية وتصاعد الأصوات المعارضة لشقّ الغنوشي، وفقدان الحزب لقواعده في الشارع التونسي.

وواجه الغنوشي انتقادات واسعة من قيادات بارزة في حزبه طالبوه بالتخلي عن القيادة واتهموه بإدارة الأزمة السياسية في البلاد على نحو سيء، عقب تجميد الرئيس قيس سعيّد البرلمان وعزل الحكومة ضمن إجراءات استثنائية تسببت في أزمة داخل حركة النهضة، التي تعتبر من أكثر الأحزاب المتضررة باعتبارها أكبر حزب في البرلمان المجمد.

وقال بيان للنهضة "تفاعلا مع ما استقر من توجه عام لإعادة هيكلة المكتب التنفيذي، قرر رئيس الحركة إعفاء كل أعضاء المكتب التنفيذي وإعادة تشكيله بما يستجيب لمقتضيات المرحلة".

ودعا الغنوشي أعضاء المكتب الحاليين "لمواصلة مهامهم إلى حين تشكيل المكتب الجديد"، مؤكدا "مواصلة تكليف لجنة إدارة الأزمة السياسية برئاسة محمد القوماني من أجل المساهمة في إخراج البلاد من الوضع الاستثنائي الذي تعيشه".

وصرح زبير الشهودي، العضو المستقيل من حركة النهضة، أن قرار الغنوشي هو استجابة لطلب تقدم به شباب الحركة في معرض احتجاجهم على أداء قيادات الحركة، في ظل الأزمة السياسية التي تعيشها تونس منذ سنوات.

وقال الشهودي في تصريح لإذاعة "موزاييك" المحلية "في تقديري هذه خطوة إلى الوراء من رئيس الحركة لكنها خطوة منقوصة لأسباب، أولها أن الغنوشي يواصل التحكم بدفة القيادة مادام لم يستجب لمطلب الأغلبية بتكليف واضح لقيادة جديدة تدير ملف الأزمة السياسية في حياد تام عن رئيس الحركة، وثانيا قرار إعفاء أعضاء المكتب التنفيذي للحركة من مهامهم هو استباق لعمل خلية إدارة الأزمة المكلفة بالبحث في أسباب الأزمة السياسية وتقديم تقريرها.

وأكد الشهودي أن قرار الغنوشي "لا يكشف عن رغبة حقيقية في تقديم إصلاحات جذرية وعميقة تؤدي إلى تنحية القيادة القديمة وفق أسس واضحة وحاسمة"، لافتا النظر إلى أنه يتحدث عن تغيير القيادات المحيطة برئيس الحركة لأن الغنوشي لا يتنحى إلا باستقالته أو عبر مؤتمر انتخابي.

وكان عدد من القياديين البارزين في النهضة دعوا أوائل الشهر الجاري إلى اتخاذ خطوات عاجلة لتغيير صورة الحركة بين أنصارها ولدى التونسيين، بعدما ارتبط اسمها بالفشل الحكومي واتهامات لها بتوفير غطاء للفساد. ومن بين هذه الخطوات تغييرات في القيادة، ولا يقف الأمر عند استقالة الغنوشي فقط، بل أيضا إقالة المكتب التنفيذي، ودفع أسماء باتت مكروهة شعبيا إلى التراجع عن الواجهة.