الخميس  28 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

رحيل صباح فخري يعيد جدلية الهوية الموسيقية عند جيل الشباب

2021-11-04 02:08:01 PM
رحيل صباح فخري يعيد جدلية الهوية الموسيقية عند جيل الشباب
تشييع جثمان صباح فخري

الحدث- سوار عبد ربه

رحل صباح فخري عن عالمنا أمس، تاركا خلفه إرثا موسيقيا عظيما، لا يختلف على حبه اثنين على الأقل ممن يحبون "السلطنة" والطرب في ساعات الليل المتأخرة، وما إن ضج نبأ رحيله حتى توالت منشورات الرثاء والتي أجمعت كلها على فقدان آخر عمالة الفن والطرب في بلاد الشام والوطن العربي، الأمر الذي خلق تساؤلات حول مدى اهتمام الشباب بعملاق من "الزمن الجميل"، ومدى تأثرهم برحيله، وهل فعلا نحن آسفون على خسارته؟ كلها أسئلة تكررت بكثرة في الآونة الأخيرة، سيما بعد رحيل المخرج السوري حاتم علي، والموسيقار اللبناني إلياس الرحباني وغيرهم.

وفي هذا الشأن كتب "السيناريست" والشاعر رامي كوسا: "فوجئت بنفسي أبكي الأستاذ صباح فخري يوم قرأت خبر رحيله، جلست أستمع إلى خمرة الحب وأترع الكاس دمعاً، متابعا: "استرجعت لحظة الفقد المهيبة للراحل حاتم علي، فالمسافة بين الوداعين شهورٌ قليلة، ويبدو أن ثاني الغيابَين أعاد جرح الأول، وأيقظا فيَّ السؤال المرعب إياه: ماذا سيبقى من إرثهما بعد عشرين سنة مثلا؟".

وردا على تساؤله قال كوسا: "أخشى أن شيئا لن يبقى، مطحنة السوشل ميديا لا ذاكرة لها، مولينكس يبتلع كل شيء، ويحول القيم إلى وقودٍ يُستهلك عبر الشاشات حتى ينضب ويُعاد إنتاج غيره، وهكذا".

واعتبر كوسا أن إرث صباح فخري، ومن قبله حاتم علي، ليسا فكرا فقط، بل فكرة تقول إن الأصيل، في عمله، وعلى الرغم من سفاهة الراهن، سيجد من يحتفي به ويمتن لنتاجه ويقدر حجم منجزه، آملا ألا تصير الأصالة موضوعة يتنمر عليها قادة الرأي العام الحاليين من "بلوغرز" و"فاشينيستاز".

بدوره، أكد البروفيسور اللبناني علي نسر لصحيفة الحدث أن الساحة الثقافية عندما تخسر أي مبدع، ليس من السهل أن تأتي بمثله، على عكس الأجيال السابقة، عندما كان هناك غزارة في الإنتاج الإبداعي، بخلاف اليوم الذي أصبحنا فيه أمام غزارة لكنها لا تصنف إبداعية، بل غزارة كمية وليست نوعية، ولهذا من الطبيعي جدا أن يترك أثرا وفراغا لدى الجيل الحالي والجيل الذي رافقه.

من جانبه، كتب الناشط لؤي الخطيب في رثاء صباح فخري أن الشباب لم يعاصروا عمالقة الغناء، لذا غياب فخري سيمر دون شعورهم بالخسارة، معتبرا أنه في ذاك الزمن كان مقبولا أن يضع العامل راتبه الزهيد من أجل حضور حفل لعمالقة الفن كأم كلثوم وغيرها.

واتفق معه علي نسر في أنه في الماضي كانت الناس بالفعل تدخر من راتبها لتحضر حفلة لعمالقة الفن، لأن هذا كان يحفزهم ويعطيهم طاقة إيجابية، كون الفن كان فنا بالمعنى الحقيقي للكلمة، أما اليوم فيعتبر البعض أن ماله خسارة في الفن المطروح، بالإضافة لأن الفن كان نادرا في تلك الحقبة.

أما الموسيقي كارل فريحة فاعتبر أن التطور التكنولوجي و"الملتي ميديا" مكنا الفرد من مشاهدة حفلا كاملا على الشاشة دون تكلفة، أو بتكلفة بسيطة يدفعها الكترونيا، لذا فالتكنلوجيا والحداثة أفقدتنا الشعور الحقيقي بالخسارة والفدقان، لأننا نمتلك من الأدوات ما يؤنسنا بعد رحيلهم على عكس الزمن القديم.

وأيده المخرج محمد نسر في لقائه مع صحيفة الحدث قائلا إن التطور الموجود حاليا سهل علينا إحساسنا بوجودهم معنا".

وأضاف فريحة لصحيفة الحدث: "عادة رحيل العمالقة يعيد إحياء أعمالهم ويثير اهتمام الموسيقيين الحاليين، لأنه يتيح لهم فرصة إعادة توزيع أغانيهم وأعمالهم، ووضع لمساتهم الخاصة عليهم، وتوزيعهم بحلة جديدة وروح معاصرة.

ومع تباين الآراء حول علاقة جيل الشباب بأغاني "الزمن الجميل"، يبقى الرأي السائد أن خساراتنا الإبداعية في العالم العربي تتساقط يوما بعد يوم، ومن يعرف قيمة الفن يتأثر سلبيا بريحلهم لأنه لن يكون لهم بديلا، بحسب علي نسر.