الحدث – ريتا أبو غوش
قال الأسير المحرر محمد التاج إن قرار رئاسة الوزراء بتحويله لزراعة الرئة في الهند لم يأتي إلا بعد مشوار طويل استغرق قرابة العامين اضطر في مطافها إلى عرض منزله للبيع للتكفل بالعلاج.
وأضف التاج (41 عاما) لـ"الحدث"، إنّه بعد توقف علاجه في النمسا تدهورت حالته الصحيّة ولم يعد يقوى على التحرك أو المشي، عدا عن حالته النفسية التي تدهورت عقب المشاكل والصعاب التي واجهته خلال مرحلة علاجه لا سيما تلك التي تعرض لها من الجهات الفلسطينية في النمسا.
ولاستيضاح الموضوع، توجهت "الحدث" لرئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، قائلا: "سيتم حاليا عمل الاجراءات اللازمة لضمان استكمال علاج المحرر التاج في الهند خاصة في ظل وضعه الصحي الصعب".
وحول أسباب التقصير في استكمال علاجه، أوضح قراقع أن الأسباب كثيرة لكن ليس من المجدي الغوص في ذلك الآن، فصحة التاج هي الأولوية لدينا، مؤكدا "هذه المرة لن يكون ثمة أي تقصير".
من جهتها، قالت والدة الأسير المحرر أم محمد لـ"الحدث"، إن كافة الأموال التي وعد الرئيس محمود عباس بها لاستكمال علاج النمسا ذهبت سدى، مردفة: "عند توجهنا للمستشفى هناك كان يصلنا إيصالات مزيفة من قبل الجهات الفلسطينية الرسمية في النمسا، لنتفاجأ لاحقاً أن الأموال المتوافرة لا تستوفي العلاج فاضطررنا للرجوع إلى البلاد، ومنذ ذلك الوقت إلى يومنا هذا ما زال زاد وضع محمد سوءا، ما دفعنا لعرض المنزل للبيع، لنتمكن من علاجه على حسابنا الخاص".
وكان وزير الصحة جواد عواد، أكدّ في بيان صحفي وصل "الحدث" نسخة منه، صباح اليوم، أنه سيتم تحويل المحرر التاج لزراعة الرئة في الهند صباح، مشيرا إلى أنّ التاج لم يقدم أي طلب لنا للعلاج في الهند.
وقال عواد إن التاج يستلم شهرياً دواءه، الذي هو من خارج سلة الخدمات بوزارة الصحة، من مجمع فلسطيني الطبي برام الله تحت إشراف مكتب الوزير.
فيما نفت أم محمد ما ورد على لسان وزير الصحة بخصوص موضوع الهند، مؤكدة أنهم راسلوا الجهات المعنية في السلطة بخصوص هذه المستجدات، وعندما طالت الإجراءات والوقت في متاهات القرارات قرر محمد الإعلان عن نيته ببيع بيته رغم أن ذلك لن يفي بالتكلفة كافة.
وقالت: "أمضى محمد التاج وقتا في البحث عن بدائل حتى اهتدى إلى امكانية زراعة رئتين في الهند، لكن التكلفة عالية، وبعد طول بحث ومراسلات استقر على أن هذه الخطوة ستكلفه 200 ألف دولار، وهو ما دفع الجهات الرسمية للتدخل ونأمل أن يترجم ذلك على أرض الواقع".
جدير بالذكر أن الأسير محمد التاج كان قد خاض اضراباً مفتوحاً عن الطعام في معركة الأمعاء الخاوية لأكثر من 70 يوماً، وأفرج عنه لاحقاً من قبل سلطات الاحتلال بسبب تردي وضعه الصحي واصابته بتليف الرئة، وخاض منذ حينها معركة علاجية طويلة لم تثمر بعد بشيء.