الخميس  28 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

هآرتس وهم يحارب الرواية الفلسطينية في قضية شيرين أبو عاقلة

2022-05-12 11:21:37 AM
هآرتس وهم يحارب الرواية الفلسطينية في قضية شيرين أبو عاقلة
من تشييع جثمان الشهيدة شيرين أبو عاقلة من مقر الرئاسة في رام الله اليوم

خاص الحدث

منذ أمس شعر المتابعون لقضية استشهاد الصحفية شيرين أبو عاقلة أن هناك تحولا في الخطاب الإسرائيلي بخصوص القضية، بعدما نشرت صحيفة هآرتس تحقيقا أجراه جيش الاحتلال حول ما جرى. النشر في هذه الصحيفة لم يكن بريئا على الأغلب فهي تحاول على الدوام إظهار نفسها بصفة المدافع عن العدالة والمنحازة للموضوعية ومنبر ما يُطلق عليه "اليسار الإسرائيلي".

لكن هل هذه هي الحقيقة بالفعل؟!. يتضح من ما نشرته هآرتس أنها خلقت صورة ضبابية حول المتسبب بقتل شيرين أبو عاقلة، وكل هذا باسم الموضوعية من خلال نقلها لـ رواية جيش الاحتلال التي جاء فيها: "ولم يتضح في هذه المرحلة ما إذا كانت الصحفية أبو عاقلة قد أصيبت برصاص جنود أم من قبل مسلحين فلسطينيين".

 نقلت هآرتس أيضا عن الجيش قوله إن مئات الرصاصات أطلقت باتجاهه بينما هو رد بعشرات الرصاصات، وأنه أطلق غالبية رصاصه باتجاه الجنوب بينما كانت أبو عاقلة في الشمال، وأطلق بعض الرصاصات القليلة باتجاه الشمال حيث كانت تتواجد أبو عاقلة، وهذه الجزئية هي التي تمسك بها الإعلام الفلسطيني والعربي وروج لها. 

وبالنظر إلى كامل ما نشرته هآرتس، فقد أكدت مرتين على أنه لا يمكن الجزم من هي الجهة التي قتلت شيرين، مرة على لسان الجيش، وأخرى اجتهاد من محررها للشؤون العسكرية عاموس هرئيل. ما يعني أن الصحيفة تتبنى رواية الجيش، كما هو حال كل الإعلام الإسرائيلي، لكنها تحاول تمريرها بطريقة تساهم في أن يلتقطها الإعلام العربي والفلسطيني والغربي، وبالفعل هذا ما حدث، وقد نجحت في هدفها إلى درجة أن الجزيرة تعاملت مع ما نشرته هآرتس على أنه كنز دفين جرى استخراجه. 

في هذه الحالات التي تكون المنظومة العسكرية الإسرائيلية في محط انتقاد، يصطف الإعلام الإسرائيلي على اختلاف توجهاته ضد الرواية الفلسطينية ومع رواية جيش الاحتلال الإسرائيلي، وتكون هآرتس هي القناة الأفضل لتمرير مثل هذه الرسائل مستفيدة من الانطباع المختلف حولها في أذهان الكثيرين. يكشف دم شيرين من جديد وهم "اليسار" في إسرائيل، ووهم هآرتس، وحقيقة أن كل وسائل الإعلام الإسرائيلية هي رأس حربة في الدعاية الأمنية والعسكرية الإسرائيلية.

ما نشرته هآرتس في كل موادها، اعتمد على رواية جيش الاحتلال التي تناقض الرواية التي قدمها شهود عيان ومؤسسات حقوقية، والتي أشارت إلى أن " زاوية تواجد المقاوم لا يمكن أن يتم منها إطلاق النار منها باتجاه مكان تواجد الصحفيين/ات.  وهنا وقع إطلاق نار باتجاه الصحفيين من الجهة الجنوبية لهم، أي مكان تواجد الجنود. ومع إطلاق الرصاصة الأولى أدرك الصحفي على سمودي أن الرصاص يأتي باتجاههم، فاستدار وهو يصيح " إطلاق رصاص"، فأصيب برصاصة في أعلى كتفه الأيسر من الخلف وخرجت من الأمام، فركض للخلف باتجاه الشارع الذي قدم منه الصحفيون، أي شارع جنين – برقين، وهنا شاهدت الصحفية شيرين أبو عاقلة الصحفي علي سمودي وهو يركض ومصابًا، فصاحت " أصيب علي"، توقف الصحفيون عن التقدم، وكانت الصحفية شيرين تقف بمحاذاة الشجرة المذكورة مقابل الجنود، بينما كانت الصحفية شذى حنايشة تتستر بجذع الشجرة وبجوار شيرين. في هذه اللحظة أصيبت شيرين برصاصة في الرأس وسقطت على الأرض مباشرة. ورغم ذلك، واستنادًا لمعلومات قدمتها الصحفية شذى حنايشة وبعض السكان المتواجدين في المنطقة، فقد استمر إطلاق الرصاص باتجاه مكان تواجد الصحفيين/ات. ووفقًا للصحفية شذى حنايشة فإنها كلما كانت تحاول سحب شيرين أبو عاقلة كان يتم إطلاق النار في الاتجاه. كما تم إطلاق النار باتجاه كل من حاول الاقتراب من مكان إطلاق النار على الصحفيين".