الأربعاء  24 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

50 عاما على عملية ميونخ.. وإسرائيل لا زالت تبتز العالم وتتقاضى التعويضات

2022-09-05 11:34:02 AM
50 عاما على عملية ميونخ.. وإسرائيل لا زالت تبتز العالم وتتقاضى التعويضات
جانب من عملية ميونخ

شخصيات وأحداث

تصادف اليوم الذكرى الخمسين لعملية ميونخ التي نفذت خلال دورة الألعاب الأولمبية على امتداد يومين عام 1972 في ألمانيا، وفيها احتجزت منظمة أيلول الأسود الفلسطينية المؤلفة من ثماني مقاومين، رهائن إسرائيليين بغية تحرير أسرى فلسطينيين من سجون الاحتلال.

وبعد مضي 50 عاما على العملية، أعلنت السلطات الألمانية يوم الأربعاء الماضي عن اتفاق يقضي بتقديم تعويضات تصل إلى 28 مليون يورو لعائلات القتلى الإسرائيليين، إلى جانب 4.5 مليون يورو قدمت لهم في وقت سابق.

واعتبر المحلل السياسي محمد هلسة أن هذه الاتفاقية التي أتت قبل أيام من إحياء الذكرى الخمسين للعملية، هي بمثابة انقلاب للسحر على الساحر، فأوروبا التي أنشأت هذا الكيان وتعهدت باستمراره وتغذيته، تدفع اليوم فاتورة خيارها.

في المقابل قال الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإسرائيلي أمس الأحد إنه من المخجل أن التعويضات استغرقت بلاده 50 عاما لتقديمها.

وقال هلسة في لقاء مع "صحيفة الحدث" إنه "من المؤسف أن "إسرائيل" ما زالت تبتز العالم بمجمله على قضايا ارتكبت بحقبة زمنية غابرة، في حين أنها تتغاضى والعالم عن انتهاكات ومجازر ترتكب بحق الفلسطينيين الآن على مرأى ومسمع من العالم بأدوات وتقنيات لا يمكن إنكارها".

وإلى جانب التعويضات المالية، أعلنت السلطات الألمانية عن تشكيل لجنة من المؤرخين الألمان والإسرائيليين الذين يتعين عليهم الاطلاع على وثائق ما زالت سرية لكشف ملابسات عملية احتجاز الرهائن وفشل الشرطة الألمانية في إنقاذهم.

وبحسب المحلل السياسي فإنه ليست هناك أي دعوى مقامة من قبل "إسرائيل" ضد الحكومة الألمانية، وهذا إن دل على شيء فيدل على اختلال الموازين في العالم الدولي وبأن أوروبا بمجملها ما زالت تحت سطوة الخوف من هذا الإسرائيلي، وتمتلك عقدة الشعور بالنقص تجاهه وتسعى دوما لاسترضائه".

وقال رئيس دولة الاحتلال اسحاق هرتسوغ إن هذا الاتفاق هو تعويض لظلم تاريخي، معبرا عن امتنانه لألمانيا، كما رحبت الحكومة الفدرالية بالاتفاق مع أسر القتلى، معتبرة أنه يجب "تهيئة الظروف لمقاربة فصل مؤلم من التاريخ المشترك، للاعتراف به كما ينبغي وإرساء الأسس لثقافة جديدة للذاكرة".

ومن الجدير ذكره أن التخطيط لعملية ميونخ  جاء للرد على عمليات الاغتيال وعلى القصف الإسرائيلي المتزايد لقواعد الفدائيين في لبنان وللفت انتباه العالم للقضية الفلسطينية، سيما بعد أن رفضت اللجنة الأولمبية إشراك فريق فلسطيني في الأولمبياد العشرين في ميونخ.

في سياق متصل، رأى المحلل السياسي أن "إسرائيل" ما زالت حتى هذه اللحظة تحصل على تعويضات من ألمانيا على قضية المحرقة النازية وما زالت تحجب العالم أجمع عن أي تفوه بهذا الخصوص، وتحارب من ينكره أو يحاول المساس به، معتبرا أن الرسالة التي عملت على تسويقها للعالم هي أن الشعب اليهودي شعب مختار ولا يجوز المساس فيه، والمساس في أي يهودي بالعالم يعادل المساس بالعالم كله، وبأن دم اليهودي دم طاهر وعلى هذا الأساس تحظى بنفوذها وسطوتها.

في المقابل عملت "إسرائيل" على تسويق رسالة للعالم بأن الدم العربي يجوز ويحق للإسرائيلي أن يوغل في قتله، ومع ذلك ظلت راغبة في أن يراها حمامة سلام، وتمكنت من حجب نظر العالم عن مجازرها وإجرامها بحق الشعب الفلسطيني، وفقا لهلسة.

وفسر المحلل السياسي سلوك النظام السياسي العالمي بهذا الشكل على أنه لا يحترم  إلا الأقوياء وطالما أن الفلسطيني ضعيف ستبقى روايته غير مسموعة وسيبقى على الرف ولن يتعاطى العالم معه بإيجابية، معتبرا أن النظام العالمي حتى العربي منه لا يقيم وزنا للفلسطيني نظرا لضعفه، وإذا أراد أن يسمع صوته عليه أن يكون حاضرا في الساحة والميدان وأن يعيد الاعتبار لقضيته وكينونته.