الثلاثاء  19 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

كلمات بين عامين

2023-01-01 12:21:52 PM
كلمات بين عامين
رولا سرحان

بلُغةِ المجازِ والوعي سأقول للعام الذي يمضي: إرحل، فلم تكن طيباً كفايةً ولست قائماً إلا بالألم رغم الأمل، وبنية الخروج منك، وإدخالك في سباق الماضي مع نفسه للانتصار علينا ورفضنا لهذا الانتصار الذي يكتُبه غيرنا. ستبقى منك كومةٌ من الأحداث المتشابهة، والأشخاص المتشابهين، الذين ينتقلون معنا من عامٍ إلى آخر ويكررون حضورك بصيغةِ عامٍ جديد. يملؤون فراغ الحاضر بك، فنعودُ كأن أحداً لم يغادرك. فمن الذي يمزح؟ ومن الذي يذبح؟ ومن الذي يربح؟ التاريخُ أم الزمن أم هم؟

******

كيف يمكنُ للإنسان أن يكون مليئاً بهذا القدر من النسيان وبهذا القدر من الذاكرة، ولماذا يُجيدُ اللعبَ على هذا الشريط الذي بينهما متعمداً أو لا واعياً؟ هل الإنسان بهلوان؟ لربما هي صفته الوجودية الثانية التي لم تذكرها الديانات ولا الأساطير لكنها أشارت إلى بلاغةِ سقوطهِ الحر من الجنة ووقوفِه على قدميه من جديد.

******

كيف يُمكنُ أن نميِّز بين أنواع الدماء التي نسبحُ فيها:

الدمُ المضحى به؛

الدمُ الفاسدُ؛

الدمُ الباردُ؛

دم القاتل ودم القتيل؟

أليست هذه فوضى دماء؟ ربما.

لكن الدم قبل أن يكون دماً هو فكرةٌ عن أخلاق صاحبها.

******

أعداؤنا في الداخل وفي الخارج يُريدون موتنا. موتنا تحصيلُ حاصل. وسؤالنا الأهم يظلُّ جوابُه معنا: كيف سنسلِّمهم إياه؟

******

لماذا آخذُ منك؟ لماذا تأخذُ مني؟ هل هي الهوية؟

******

كيف تحملُ الأرضُ المطارد فوقها؟ من يجري قبل الآخر؟ ولماذا الحياة هاربة؟ والذاكرة لا تعبر، والموتُ خط مستقيم؟

******

معظمُ القصص هنا فيها دبابة أو رصاصة، لكننا لا نعرفُ عدد الدبابات التي واجهناها، ولا عدد الرصاصات التي تلقيناها؛ تماماً مثلما لا يعرِفُ عدونا ما يوجد تحت الأرض باسمه؛ لا نعوش أجدادهِ، ولا جرارهم الأثرية، ولا نقودهم المعدنية.

ما فوق الأرضِ يُشبِه ما تحتها؛

موت المعرفةِ وكتابتها من جديد.

******

ربما هو عام سعيد!