الإثنين  06 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الفقر والبطالة تدفعان عمال وصناع مهرة في غزة للعمل بأجور زهيدة

2015-05-08 10:50:33 AM
الفقر والبطالة تدفعان عمال وصناع مهرة في غزة للعمل بأجور زهيدة
صورة ارشيفية
الحدث: محمد مصطفى

لم يتردد الشاب عصام سعد، في نفض الغبار عن أخشابه ومعدات البناء الخاصة به، ونقلها إلى موقع عمل جديد اتفق عليه، لإنشاء تكملة لمنزل توقف البناء به قبل أكثر من عام.
 
عصام بناء ماهر، فقد كغيره من العمال والصناع، عمله بعد إغلاق الأنفاق الحدودية مع مصر، وتعذر إدخال مواد البناء إلى قطاع غزة، وبات يعاني الفقر والعوز، رغم امتلاكه حرفة لو كانت في مكان آخر لجعلته ممن يعيشون رغد الحياة.
 
أجور زهيدة
 
وأكد سعد أنه اضطر للقبول بأقل من نصف أجره القديم، فهو لا يمتلك حلاً آخر، وأسرته بحاجة للمال من أجل تلبية متطلباتها، خاصة مع اقتراب شهر رمضان.
 
وأوضح سعد "49 عاما"، أنه كان يعمل في السابق داخل الخط الأخضر، ويتقاضى أجرا مرتفعا، يفوق أجور موظفي "الأونروا"، وهذا جعله يعيش حياة كريمة، ويبنى بيتا جميلا، لكنه فقد عمله كغيره من العمال بعد اندلاع انتفاضة الأقصى، وقد ازدادت الأمور تعقيداً بعد فرض الحصار لسنوات، ومن ثم منع إدخال مواد البناء إلى قطاع غزة، ما جعله بلا عمل، ويرضى بأي فرصة مهما كان أجرها قليلا.
 
أما المهندس فادي جمعة، ويمتلك شركة مقاولات رأس مالها بعشرات ألوف الشواقل، فأكد أنه عمل لعامين بصورة جيدة بعد إدخال مواد البناء من خلال الأنفاق، لكن شركته توقفت عن العمل، وباتت المعدات حبيسة المخازن، وازداد وضعه سوءاً، بانتظار انفراجة الإعمار التي يعتقد أنها لن تكون قريبة.
 
وأكد جمعة أنه بات يبحث عن عمل ولو بأقل الأجور، فبدأ يحصل على مقاولات صغيرة من مقاولين كبار، يبني منزلا صغيرا هنا وآخر هناك، وهو عمل لا يغطي تكاليف تأجير مواد البناء التي يستخدمها، فيما لو كانت الحركة العمرانية نشطة، لكنه مضطر لذلك، كونه لا يمتلك حلاً آخر.
 
وتحسر جمعة على وضعه ووضع شركته، موضحاً أنه لو كانت هذه الشركة والإمكانات المتوفرة لديه تعمل في الضفة الغربية أو أي منطقة مفتوحة، لحولته إلى مقاول ثري، يمتلك الأموال والسيارات الفارهة، لكن حظه العاثر أوقعه في قطاع غزة المحاصر، مؤكداً أن الأمل في غد أفضل هو فقط ما يصبره على هذا الحال القاسي.
 
عمل اضطراري
 
أما المواطن رشاد أحمد، وهو يمتلك أكثر من حرفة، ويعمل في شرطة حكومة غزة السابقة، فأكد أن صعوبة الأوضاع المعيشية، وتقاضيه 40% فقط من الراتب على فترات زمنية متباعدة، جعلته يعود لمهنه السابقة، فتارة يعمل حدادا وأخرى سباكا، ويرضى بأقل الأجور من أجل توفير قوت أبنائه.
 
وأشار أحمد إلى أنه كان تعلم هذه الحرف خلال عمله داخل الخط الأخضر قبل نحو عقدين من الزمن، وحين التحق بصفوف الشرطة، قبل سنوات، ظن أنه لم يعد بحاجتها، خاصة بعد أن أضحى له راتب منتظم، لكنه اكتشف ضرورة العودة لها في مثل هذه الظروف.
 
وقال أحمد: " رضينا بالهم والهم ما رضي فينا"، موضحاً أنه حتى الفرص في المجالات التي يتقنها نادرة، وأضحي بحاجة لتسويق نفسه لدى ملاك المحال التي تبيع مواد البناء، ويضع عندهم رقم هاتفه، كي يعطوه للمواطنين، ممن يرغبون في إقامة إنشاءات داخل منازلهم، أو إصلاح خطوط مياه وصرف صحي، وهو بدوره لا يرد أحد، ويرضى بأي أجر يعرض عليه.