الحدث الفلسطيني
قرر الاتحاد الأوروبي لنقابات العمال ETUC، مقاطعة بضائع المستوطنات الإسرائيلية، لعدم شرعيتها وفقا للقانون الدولي، ودعم حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة قابلة للحياة ومتصلة جغرافيا، وعاصمتها القدس الشرقية.
جاء ذلك خلال أعمال الدورة الخامسة عشرة من مؤتمر الاتحاد، التي تنظم في العاصمة الألمانية برلين، لمناسبة الاحتفال باليوبيل الذهبي لتأسيس الاتحاد العمالي الأبرز على مستوى القارة الأوروبية.
ويشارك في أعمال الدورة، التي انطلقت في يوم الثلاثاء الماضي وتختتم غدا الجمعة، أمين عام اتحاد نقابات عمال فلسطين شاهر سعد.
ودعا الاتحاد الأوروبي لنقابات العمال، إلى اتخاذ تدابير تنظيمية، تمنع الكيانات القانونية للاتحاد الأوروبي من استيراد المنتجات التي نشأت في المستوطنات غير القانونية أو التصدير إليها، أو مساعدة وتسهيل مثل هذه المواقف غير القانونية، بما يتوافق مع معاهدات الاتحاد الأوروبي والامتثال للقانون الدولي.
كما طالب المشاركون في أعمال الدورة، دول الاتحاد الأوروبي، بضمان احترام النطاق الجغرافي لاتفاقيات الشراكة الخاصة به؛ والنظر إلى تأثير ذلك على العمال عند فرض العقوبات والحصار.
وأكدوا ضرورة التوصل إلى اتفاق تفاوضي بين إسرائيل وفلسطين من شأنه أن يؤدي إلى تطبيق حل الدولتين، وإرساء حل سلمي دائم، يجسّد التضامن والعدالة والحقوق المشروعة لكلا الشعبين في التعايش في أمن وسلام.
وفي كلمته خلال المؤتمر، نقل سعد تحيات عمال وعاملات فلسطين، لافتا إلى معاناتهم وهم يكابدون يوميا ويلات التدابير والإجراءات الإسرائيلية الظالمة، والمبددة للحرية والعدالة والمساوة، والمعزّزة لضروب وأنماط العنصرية والكراهية والبغضاء، مشيرا إلى أن "إسرائيل تحولت بكاملها تحت قيادة حكومة أقصى اليمين المتطرف، إلى دفيئة وحاضنة للعنصرية والإرهاب وعنف المستوطنين المنفلت من عقاله".
وقال سعد إن "العديد من أعضاء هذا المؤتمر شاهدوا بعضا من قطع العذاب التي يعاني ويلاتها عمالنا وعاملاتنا على الحواجز العسكرية وفي سوق العمل الإسرائيلي الظالم، وتحوّل ضيوف فلسطين من زوار إلى شهود على تلك الجرائم والانتهاكات، بعد أن أبدوا ما يلزم من مشاعر التضامن والتعاطف المقدّرة والمشكورة مع عمالنا وشعبنا".
وأضاف: "لم يعد يختلف أي اثنين في هذا العالم على أن الاحتلال الأجنبي لأراضي الآخرين هو مصيبة البشرية جمعاء وطاعونها الأسود الذي لا مفر من عزله واقتلاعه من جذوره".
وتابع: "إذا كان من شيء على وجه الأرض يستحق الإدانة والنبذ والتنديد، فهو استمرار الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، ذلك الاحتلال الذي يدفع شعبنا المجرد من أي سلاح كلفة وجوده وتوحشه؛ وكبح جماح شهوته المنفلتة في لعق دماء الأبرياء وإزهاق أرواحهم".
وأوضح سعد أنه "منذ بداية العام الحالي 2023، قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون 172 من شبابنا، كما تحتجز دولة الاحتلال في معتقلاتها أكثر من 4900 أسير من بينهم 31 أسيرة، و160 طفلًا بينهم طفلة، تقل أعمارهم عن 18 عامًا، إضافة إلى 1000 معتقل إداريّ بينهم 6 أطفال.
وأضاف، "فلو كان لهذا المجتمع الدولي أي إرادة؛ لجلب دولة الاحتلال الإسرائيلي إلى منصة المساءلة، بعد قتلها للصحفية شيرين أبو عاقلة، وفرض عليها ما تستحق من عقوبات زاجرة، كونها دولة مارقة استمرأت الخروج على القانون، وكسر هيبته أمام الملأ وفي رابعة النهار".
وتابع: "لهذا فإن المجتمع الدولي، وأنتم تمثلون قلبه النابض، مطالب ودون تأخير بالاعتراف الفوري بحق شعبنا في تقرير مصيره، وتمكينه من إقامة دولته المستقلة فوق كامل الأراضي التي احتلت عام 1967، وذلك تنفيذا وامتثالا لقرارات الشرعية الدولية بالخصوص، ودعوة المحتل الإسرائيلي لمغادرة أراضينا بما في ذلك تفكيك مستعمراته وجدار عزله وضمه واستحواذه على أراضي وممتلكات أبناء شعبنا، وهذا لن يتحقق إلا بدعم وثيق من حكوماتكم ومجتمعاتكم الحرة، المؤيدة بفطرتها للحق والعدالة والمساواة، وذلك استكمالا وبناء على مبادرة ITUC– ETUC، الداعية إلى الاعتراف بدولة فلسطين".
يذكر أن مؤتمر الاتحاد الأوروبي لنقابات العمال ETUC، مؤتمر دوري مهم وجامع لنقابات واتحادات عمال أوروبا، ويعقد مرة واحدة كل 4 سنوات، ويشارك فيه 93 اتحادا عماليا من 41 دولة أوروبية، و10 اتحادات نقابية أوروبية تمثل أكثر من 45 مليون عامل.