الأحد  28 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

مؤتمر السكان الأول في رام الله: الديمغرافيا بين الصمود والتنمية

2023-07-11 12:16:41 PM
مؤتمر السكان الأول في رام الله: الديمغرافيا بين الصمود والتنمية
من المؤتمر

متابعة الحدث

عقد معهد أبحاث السياسات الاقتصادية الفلسطيني "ماس" بشراكة ودعم صندوق الأمم المتحدة للسكان، اليوم الثلاثاء، المؤتمر الوطني الفلسطيني للسكان بالتزامن مع اليوم العالمي للسكان ومرور 30 عاما على المؤتمر الدولي للسكان والتنمية، وذلك على مدار يومين متتاليين في مقر جمعية الهلال الأحمر في رام الله.

وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية خلال المؤتمر الذي حضرته صحيفة الحدث، إننا في فلسطين؛ ذاهبون إلى نموذج جنوب أفريقيا بسبب سياسة التمييز العنصري الذي تمارسه قوات الاحتلال بحق الفلسطينيين الذي كانت تتحكم فيه أقلية بيضاء بأغلبية سوداء، حيث أصبح المركب الديمغرافي الفلسطيني استثنائيا لأول مرة، كون عدد الفلسطينيين أعلى من عدد الإسرائيليين.

وأكد اشتية، أن ما يجري على الأرض الفلسطينية يقوّض حل الدولتين، كما أن إعادة صياغة الصراع على كامل فلسطين التاريخية، يأتي في ظل انسداد الأفق السياسي، وانشغال أوروبا في الأزمة الروسية الأوكرانية، الأمر الذي يصعّب من فرصة إيجاد أفق سياسي يستند إلى الشرعية الدولية، خاصة وأن التعامل مع الأزمة الأوكرانية الروسية أثبت ازدواجية المعايير في التعاطي مع القضايا.

وأوضح اشتية، أن الهجمة الإسرائيلية غير المسبوقة على مختلف الأراضي الفلسطينية تأتي في ظل انسداد الأفق السياسي من الإدارة الأميركية، لا سيما أن الرئيس الأميركي جو بايدن هو الرئيس الأميركي الوحيد الذي لم يقدم أي مبادرة، ولم يرسل أي مبعوث للسلام، واليوم، ما تقوم به الإدارة الأميركية هو دور المتفرج.

وأردف اشتية، أن حكومة الاحتلال الحالية ليس الأكثر تطرفا وحسب بل الأكثر إجراما، حيث استشهد 202 فلسطيني في ظل الحكومة الحالية.

وأكد اشتية، أن "لا أفق سياسي على الأرض، وعنواننا يجب أن يكون دوما الشعب الفلسطيني، وأمامنا مجموعة تحديات يجب أن نواجهها وأهمها الانقسام" وإجراء الانتخابات بما يشمل القدس وتعزيز صمود الناس "ليس صمود المتفرجين بل صمود المقاومين على أرضية المقاومة الشعبية التي تبنتها الحكومة الفلسطينية، وأن تكون هناك خدمات حكومية متميزة، لأن صمود الديموغرافيا يحتاج إلى خدمة متميزة وتعليم وشؤون اجتماعية وخلق فرص عمل ومكافحة الفقر وغيرها".

من جانبه، قال ماهر المصري نائب رئيس مجلس أمناء معهد أبحاث السياسات الاقتصادية الفلسطيني ماس، إن المؤتمر الذي عقد اليوم في رام الله، هو المؤتمر الأول من نوعه وجاء لمناسبة اليوم العالمي للسكان، بالتعاون مع مكتب رئيس الوزراء ودعم الأمم المتحدة للسكان، ومن المتوقع أن تساعد صانع القرار في وضع الخطط المستقبلية اللازمة للتعامل مع موضوع السكان والجغرافيا الطبيعية لما يشكله من جزء أساسي من هموم الدول بشكل عام والنامية بشكل خاص لما له من أثر على مستقبلها ومستقبل أجيالها.

وأضاف المصري: السكان والجغرافيا في الحالة الفلسطينية يشكلان أمرا مصيريا بسبب الاحتلال الإسرائيلي وهدم البيوت ومحاولة حمل السكان على النزوح، وفي ظل تكسر هذه المحاولات، لا بد من لفت النظر إلى ضرورة توفير أدوات لصمود شعبنا من خلال وضع خطط اقتصادية وتنموية توفر فرص العمل والعيش الكريم في ظل مجتمع يمنح قاعدة صلبة للصمود، ونحن أولينا موضوع الديمغرافيا أهمية كبيرة متوالية، بسبب أهميته في مجمل الحياة الفلسطينية.

وقالت رئيسة الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني خلال مداخلة لها، إنه يجب أن نعمل كجهة واحدة، "ومن التحديات التي نواجهنا هي الوضع الداخلي في فلسطين، وما زالت أمورنا ليست على ما يرام في جانب التنفيذ رغم وجود خطط بالخصوص.

وفيما يتعلق بهجرة الشتات، أوضحت عوض: كجهاز مركزي للإحصاء نجمع بيانات عن كل ما هو فلسطيني، ولكن الشتات يشكل تحديا كبيرا جدا لنا، وطرقنا كل الأبواب ولم يكن هناك تعاون مع الأجهزة الإحصائية لأن الجانب الديمغرافي هو جانب سياسي، واستطعنا أن نحصل على أرقام إحصائية في مخيمات لبنان بسبب وجود قرار سياسي بالخصوص، ومن هذا المنطلق نحن نستند على تقديرات من المعطيات التي نحصل عليها من تقارير الأونروا، لذلك حاليا نحن نحاول العمل مع وزارة الخارجية من خلال السفارات ولم ننجح للآن لأن الأمل بالأساس ضعيف وسفاراتنا لديها محدودية كبيرة في العمل، وأعتقد أن العمل على ذلك يمكن للجاليات الفلسطينية أن يكون لها دور أكبر فيه، ويحب أن تكون هناك تكاملية، وندعو اللجنة الوطنية للسكان لحصر أعداد الفلسطينيين في الشتات والجاليات يمكن أن يكون لها دور كبير في الموضوع".

أما فيما يتعلق بالمناطق ج، تشير عوض، أنها تمثل نحو 65%، وإذا ما أضيفت لها المستوطنات والمعسكرات الإسرائيلية فغنها تقارب الـ 85% من إجمالي الأرض الفلسطينية تحت سيطرة الاحتلال، ما يشير إلى أن الموارد المتاحة ستكون هناك محدودية فيها بما يتعلق بالموارد الطبيعية الموجودة حتى في مناطق أ المسيطر عليها من قبل الاحتلال كذلك وسيكون هناك ضغط على الموارد المتاحة وسيكون هناك تأثير على التركيب العمري للسكان، ورغم ذلك سيكون التحدي الأكبر زيادة الطلب على الاحتياجات والخدمات الصحية والتعليم والإسكان والفقر والتنمية.

وهناك تحديات فيما يتعلق بالكثافة السكانية الموجودة فيما يتعلق بعدد السكان في المساحة الموجودة في غزة والضفة، حسب عوض، التي أكدت على ضرورة وجود تكاملية بين مختلف الجهات ذات العلاقة.

وقالت هنيدة غانم، مديرة المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية مدار، إن المشروع الصهيوني ككل تتطور وتحور ونحن باتجاه دولة يهودية، وهم فعليا حسموا الموضوع ويريدون إسرائيل يهودية.

وأشارت إلى أن "الفلسطينيين في مأزق حقيقي ومرعب، ومن يتابع التحولات الديمغرافية وتحول الصهيونية باتجاه مشروع استيطاني ديني خلاصي، يعتبرون الليبرالية قيم غربية فاسدة، ووسط هذا التحول هناك مخطط لحسم القضية الفلسطينية ليس فقط من خلال زيادة عدد المستوطنين وإنما هناك مشروع طرد وإنهاك الفلسطينيين لدرجة سهولة حسمه مستقبلا، ويتم إعادة توزيع الشعب الفلسطيني وهندسته بمعازل والسيطرة على مناطق ج وتفتيت الشعب الفلسطيني إلى فئات".