الحدث- ريتا أبو غوش
قال أستاذ الإدارة العامة في جامعة بيرزيت الدكتور عمار الدويك، إن وضع الخدمات العامة الأساسية في المجمل والمؤشرات الاقتصادية والاجتماعية المنبثقة عنها في فلسطين يعتبر جيداً جداً مقارنة مع الدول متوسطة الدخل ودول المنطقة.
وأضاف الدويك في مقابلة مع "الحدث" إن الخدمات العامة من صحة وتعليم ومساعدات اجتماعية، إضافة إلى الخدمات الأساسية التي تقدم على المستوى المحلي من خدمات ماء وكهرباء وجمع نفايات، أظهرت مستوى عال من الاستمرارية وصمدت في مواجهة ظروف سياسية وأمنية معقدة من احتلال وانتفاضات وانقسام وحصار، وهذا الصمود من المرجح أن يستمر في المستقبل حتى في حال انهيار السلطة الفلسطينية أو تآكل مؤسساتها.
وتوقع الدويك أن المشهد يحتمل عدة سيناريوهات لكيفية إدارة وتمويل الخدمات العامة في حال انهيار السلطة الفلسطينية، منها تحول بعض المؤسسات العامة إلى مؤسسات شبه رسمية أو أهلية كما كانت عليه قبل قدوم السلطة (مثل مجلس التعليم العالي)، أو خلق آلية دولية معينة لاستمرار تقديم الدعم للمؤسسات أو توسيع نطاق عمل وكالة الغوث ليشمل تقديم خدمات لغير اللاجئين، أو تقديم غطاء تنظيمي ومؤسساتي من الأردن لكن تحت ظروف وشروط سياسية خاصة، أو مزيج من هذه السيناريوهات.
في حين استبعد الدويك عودة الإدارة المدنية الإسرائيلية إلا في ظروف خاصة ولمدة قصيرة جدا، لحين عمل ترتيبات وفق السيناريوها المحتملة، لم يستبعد توقف الخدمات العامة وخلق أزمة إنسانية وسياسية، وذلك في حال قررت القيادة الفلسطينية، بشكل واع ومدروس اللجوء إلى اتخاذ خيارات متطرفة من خلال التخلي عن تقديم الخدمات ومنع أي طرف آخر من التدخل لملء الفراغ، وذلك كشكل من أشكال الاحتجاج السلمي على استمرار الاحتلال.
وأرجع الدويك سبب صمود واستمرار الخدمات إلى أن اللاعبين الأساسيين (الفلسطينيين، الاحتلال الاسرائيلي، والمجتمع الدولي والعربي) من مصلحتهم لاعتبارات خاصة بكل طرف؛ استمرار الخدمات وعدم انهيارها أو تعطلها بشكل قد يخلق أزمة إنسانية.
جدير بالذكر أن الدويك كان قد نشر دراسة في مركز كارنيجي للشرق الأوسط حول مستقبل الخدمات الأساسية في الضفة الغربية وقطاع غزة، استعرض فيها أهم الخدمات العامة المقدمة في الضفة والقطاع، والجهات التي تقوم بتقديمها وانماطها.
الدراسة، والتي نشرت باللغة الانجليزية، متوفرة هنا:
