الخميس  15 أيار 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

مسؤول تركي: المسلمون اليوم يواجهون تحدي تهويد القدس

2015-05-19 08:06:48 PM
 مسؤول تركي: المسلمون اليوم يواجهون تحدي تهويد القدس
صورة ارشيفية
الحدث - بيت لحم

قال رئيس هيئة الشؤون الدينية التركي، محمد غورماز، إن المسلمين اليوم يواجهون تهويد القدس، وهم أمام تحد كبير يتعارض مع العقيدة القرآنية الإسلامية بشأن القدس التي هي "جزء من إيمانهم وعقيدتهم لا يكتمل الإيمان إلا بها".
 
جاء ذلك خلال افتتاح أعمال مؤتمر بيت المقدس الدولي السادس في مدينة بيت لحم، جنوبي الضفة الغربية، بعنوان "دعم القدس وتعزيز صمود المقدسيين الدور والواجب"، بحضور رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله قاضي قضاة الأردني أحمد هليل ورئيس هيئة الشؤون الدينية التركي محمد غورماز، وعدد من الشخصيات الدنية الإسلامية والمسيحية من فلسطين وخارجها، وتستمر أعمال المؤتمر حتى مساء الخميس، حيث تنتقل جلساته غدا الأربعاء لمدينة نابلس والخميس لمدينة الخليل.
 
وأضاف غورماز أن " الشعب التركي والرئاسة التركية لا يقرون أي تغيير ديمغرافي أو سياسي أو جغرافي يقوم به الاحتلال (الإسرائيلي) أو عصاباته في القدس والمسجد الأقصى المبارك".
 
ومضى قائلا : " نعمل اليوم على أن تكون القدس ضمن برنامج زيارة المعتمرين الأتراك لتأكيد مكانة الأقصى والقدس في الشعائر الدينية المقدسة".
 
وقال "كان الإسراء مرحلة صعود وعلو في مراحل الدعوة النبوية بين مكة والمدينة المنورة زمانياً ومكانياً، فكان الإسراء صعودا في إعلان ميلاد أمة مسلمة في الأرض تربط في عقيدتها بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى، لتكون قضية الأقصى وبيت المقدس قضية الأمة المسلمة، منذ العام العاشر من البعثة (بعثة الرسول الكريم محمد) وإلى يوم الدين".
 
وأضاف : "المسلمون اليوم في مواجهة تهويد القدس، وأمام تحد كبير يتعارض مع العقيدة القرآنية الإسلامية للقدس، فالقدس هي جزء من إيمانهم وعقيدتهم لا يكتمل الإيمان إلا بها".
 
وقال "لقد حفظ العصر العثماني في القدس والذي دام أكثر من 400 عام والعصور الإسلامية السابقة حقوق التعايش السلمي بين سكان القدس، سواء كانوا يهوداً أو مسيحيين، وهو ما لا يفعله الاحتلال العسكري الإسرائيلي للقدس، بل يدعي أن القدس عاصمته الأبدية، ويجعل يهودية الدولة شرطا للسلام، وهو بذلك لا يعمل للسلام".
 
وتسائل قائلا "هل يمكن تحقيق السلام على حقوق المسلمين وعقائدهم؟، على الإسرائيليين إن يدركوا أن القدس عقيدة الأمة الإسلامية ودولها وشعوبها، وأنها عقيدة دينية وعبادة تكليفية، لا يملك رئيس ولا ملك ولا وزير التنازل عن شبر منها، وكل ما يجري عليها من عدوان على أيدي الصهاينة الإسرائيليين هو عدوان على عقائد المسلمين".
 
وأضاف أن "قضية القدس ليست خاصة بالفلسطينيين ولا العرب ولا الأتراك وحدهم، وإنما هو شأن يعود للأمة الإسلامية كلها".
 
من جانبه، قال وزير الأوقاف الفلسطيني يوسف ادعيبس في كلمته خلال المؤتمر إن "هذا الاحتفال هو تكريس لرؤية فلسطينية أبدية بان البلاد هي بلاد التعددية والإخوة بين الأديان وان العلاقة بين المسلمين والمسيحيين هي علاقة الجسد الواحد نباهي بها العالم".
 
وأضاف أن " ذكرى الإسراء والمعراج فتحت لنا مستقبلا وأفاقا وحددت لنا مسارا لكيفية التعاطي في الصراع الحالي مع خلاصة الاستبداد وعنصر الإرهاب في العالم الذي يمعن في انتهاكاته وجرائمه ضد أبناء شعبنا المظلوم".
 
وتابع : "الاحتلال يحاول مسح وطمس الطابع الحضاري والثقافي  والروحي للقدس من خلال مواجهة شاملة مع الإنسان والحجر والشجر وأماكن العبادة والمواقع التاريخي"، ودعا إلى شد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك لدعم صمود أهله.
 
وقال إن "الإمعان في الانتهاكات يهدد تهديدا حقيقيا هوية المدينة وتراثها، وهذا يتطلب منا عربا، مسلمين ومسيحيين، وقفة جادة للتصدي لها".
 
وأضاف: "نحن هنا اليوم لتعزيز صمود المدنية لأننا على يقين أن صمود المدينة والدفاع عن ارثها لا يكون إلا بتعزيز صمود المقدسيين للدفاع عن القدس".
 
من جانبه قال قاضي قضاة الاردن هليل إنه " في فلسطين شعبا عظيما العزة المجد منه والتضحية ملك شبابه صبر وصابر على الجمر وتجرع أمر من المر ومسه الضر راجين من الله الثواب والأجر".
 
وأكد القاضي أن "الإسلام يرفض التطرف والارهاب من الأفراد، وإرهاب الدول أخطر وأبعد أثرا من إرهاب الأفراد، والواجب الحتم على الهيئات الدولية والمنظمات إحقاق الحق وإقامة العدل لنشر السلام في ارض السلام مسرى (الرسول) محمد ومهد (الرسول) عيسى".
 
وقال إن "القضية الفلسطينية والقدس كما أكد عليها الملك عبد الله الثاني (العاهل الأردني) جوهر الصراع في الشرق الأوسط واستمرارها يغذي التوتر والصراعات في المنطقة والعالم".
 
وأضاف أن "قيام المتطرفين بانتهاك حرمات الأقصى والمساس بالشعائر التعبدية أمرأ لا تقبله الأديان ولا تقره المواثيق ".
 
والمؤتمر هو استمرار لنهج الحاج أمين الحسيني مفتي فلسطيني والذي أعلن عن انطلاق المؤتمر في العام 1931 لمواجهة الهجرة المتزايدة من العصابات الصهيونية وغض الانتداب البريطاني الطرف عنها حيث استضاف في القدس عدداً كبيراً من علماء الإسلام من العالمين العربي والإسلامي.