الإثنين  29 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ليبرمان يكتب عن مخاطر اتفاق التطبيع مع السعودية على الأمن القومي الإسرائيلي

2023-09-24 11:26:52 AM
ليبرمان يكتب عن مخاطر اتفاق التطبيع مع السعودية على الأمن القومي الإسرائيلي
أفيغدور ليبرمان

ترجمة الحدث

مقالة كتبها وزير جيش الاحتلال السابق ورئيس حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان، في موقع والا العبري، وترجمتها "الحدث" دون تدخل في الصياغة: 

في عام 2012، وقف بنيامين نتنياهو فوق مسرح الأمم المتحدة وقدم عرضا استثنائيا، حيث أخرج رسما لقنبلة مرتبطة بفتيل وعلامة حمراء ورسم الخط الأحمر الذي مفاده أن إسرائيل غير مستعدة أن تسمح لإيران بالوصول إلى القنبلة النووية. لكن الأقوال منفصلة عن الأفعال. في شهر فبراير/شباط الماضي عثر مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إيران على يورانيوم مخصب حتى مستوى 84%، وهذا يعني أنه لم يتبق إلا 6% فقط من المستوى اللازم لإنتاج سلاح نووي.

خلاصة القول واضحة: نتنياهو فشل. هذا الأسبوع فقط، وفي إطار إحياء ذكرى حرب إيران مع العراق، كشفت إيران عن الطائرة بدون طيار ذات المدى الأطول في العالم، وبحسب التقارير فإن الطائرة بدون طيار التي عرضها الإيرانيون يمكن أن يصل مداها إلى 2000 كيلومتر وتطير لمدة 24 ساعة متتالية ويمكنها حمل ما يصل إلى 300 كجم، هذا إلى جانب الصواريخ الباليستية التي تفوق سرعتها سرعة الصوت.

وفي العرض الذي قدمه نتنياهو يوم الجمعة الماضي فوق منصة الأمم المتحدة، تحدث بالكثير من الاستجداء عن التطبيع مع السعودية، ومن المستحيل تجاهل حقيقة أننا جميعا متفقون على أن إقامة العلاقات مع السعودية أمر مهم للغاية وضروري. لكن نتنياهو كما نتنياهو "نسي" أن يذكر ثمن هذه الخطوة، ومع احترامي للتطبيع مع السعودية وفوائد ذلك، يجب أن نسأل أنفسنا، هل يستحق الثمن الذي ندفعه مقابل ذلك؟.

وبحسب التقارير، فإنه كجزء من الاتفاق مع المملكة العربية السعودية، ستعطي إسرائيل موافقتها على تخصيب اليورانيوم على الأراضي السعودية، وهو ما يعني موافقة إسرائيل على خطة سعودية للحصول على أسلحة نووية. ومن الواضح أن المملكة العربية السعودية، التي تمتلك أحد أكبر احتياطيات النفط في العالم، لا تحتاج إلى برنامج نووي للأغراض السلمية. ويدرك أي شخص عادي أن السعودية لا تحتاج إلى أي طاقة نووية من أجل بناء محطة للطاقة النووية لتوليد الكهرباء. فلماذا يريد السعوديون موافقة إسرائيل على برنامجهم النووي إلى هذا الحد؟ إنهم بحاجة إلى موافقتنا لأنهم يعرفون جيدًا ما فعلناه في حالة العراق وسوريا.

إن الموافقة الإسرائيلية على الخطة السعودية للحصول على أسلحة نووية لها عواقب عالمية وإقليمية بعيدة المدى. وكما قال نتنياهو، فإن مثل هذا الاتفاق سيؤدي بالفعل إلى شرق أوسط جديد، لكن - من وجهة نظري - شرق أوسط سيدخل في سباق تسلح نووي مجنون وغير منضبط. في مثل هذه الحالة، سيكون من الصعب جدًا على إسرائيل أن تشرح سبب موافقتها على أن يحصل السعوديون على النووي، بينما ترفض في حالة مصر التي تجمعها فيها علاقات سلام، أو حتى تركيا. ومن الواضح أنه بعد مصر وتركيا مباشرة، سيدخل كل من الخليج والجزائر وإسرائيل والمغرب في نفس سباق التسلح، وبالتالي سنحصل على شرق أوسط نووي.

كل المشاهد التي شاهدناها في أفلام هوليوود لن تقارن بالواقع الذي سينشأ هنا في منطقتنا، ومن المستحيل معرفة في أي يد سينتهي هذا السلاح النووي أو ذاك، حتى لو كان سلاحاً نووياً تكتيكياً أو قنبلة "قذرة". مثل هذا الواقع سيتطلب من إسرائيل أن تستعد بشكل مختلف تماما، وبتكلفة تصل إلى عشرات إن لم يكن مئات المليارات من الشواقل. مبالغ ضخمة لا وجود لها في الخزينة العامة، وإذا أردنا الحصول عليها، فسيتعين علينا إجراء تخفيضات كبيرة في القضايا الأكثر أهمية مثل التعليم والرعاية الاجتماعية والصحة وغيرها من المجالات.

ومن المهم الإشارة إلى أنه ليس من الواضح حتى الآن إلى أي مدى شارك المسؤولون الأمنيون المعنيون في المفاوضات ومدى معرفتهم بالتفاصيل الصغيرة والكبيرة للاتفاق المعني. كما أنه ليس من الواضح ما إذا كان مكتب رئيس الوزراء والمكاتب الأخرى ذات الصلة قد قامت بدراسة شاملة حول عواقب هذه الخطوة على إسرائيل والمنطقة بأكملها. بعد هذه الكلمات، توجهت في بداية الأسبوع بطلب إلى مراقب الدولة مطالبًا بفحص عملية صنع القرار نفسها والتأكد من الحفاظ على المصلحة الأمنية لإسرائيل. استنتاجي الرئيسي هو نعم للتطبيع مع المملكة العربية السعودية ولكن ليس على حساب البرنامج السعودي للحصول على أسلحة نووية تحت أي ظرف من الظروف. إن سباق التسلح النووي في منطقتنا سيعرض إسرائيل للخطر أولا ثم المنطقة برمتها.