الأربعاء  24 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

"زراعة" غزة تنجح في إنتاج نبات "الشمندر الأحمر"

2015-05-21 01:23:09 PM
صورة ارشيفية

الحدث- غزة
نجحت وزارة الزراعة في قطاع غزة بزراعة الأصناف الصيفية من نبات الشمندر "البنجر" الأحمر، بعد نجاحها في زراعة الصنف الشتوي من النبات ذاته مطلع العام الماضي.
 
وقالت تاتيانا أبو عودة، رئيس قسم "الري بالمياه المعالجة والمياه قليلة الجودة"، بوزارة الزراعة في غزة، إن وزارتها نجحت في زراعة "الأصناف الصيفية من نبات الشمندر الأحمر، وتستعد لحصاده بعد نحو أسبوع".
 
وتأتي أهمية زراعة هذا الصنف، حسب أبو عودة، في كونه قادر على تحمّل نسبة الملوحة العالية لمياه وتربة قطاع غزة.
 
وأوضحت أبو عودة أن قطاع غزة يعاني من ارتفاع نسبة ملوحة المياه والتربة بشكل كبير.
 
وأضافت:" هذا النبات قادر على تحمل هذه الظروف، وهو لن يكلف المزارع جلب مياه محلّاة كما تحتاج باقي المحاصيل الأخرى، وأيضًا سيخفف الشمندر ملوحة التربة لامتصاصه الأملاح منها".
 
وتعتبر 95% من المياه الجوفية في قطاع غزة غير صالحة للشرب، وتتزايد فيها نسبة عنصري "النترات" و"الكلورايد"، بكمية أعلى من معدلها الطبيعي، حيث تصل نسبة الكلوريد إلى 1000 ملي جرام في اللتر، في معظم الآبار.
 
كما يعاني القطاع، من عجز كبير في كمية المياه المتوفرة، فوفقًا لسلطة جودة البيئة، بالحكومة الفلسطينية، فإن نسبة العجز وصلت إلى 100 مليون متر مكعب سنويًا.
 
وأوضحت أبو عودة أن الهدف من زراعته، يتمثل في "تعريف الناس بأهمية وفائدة هذا النبات الذي يعتبرونه من الكماليات، لتوفير سوق جيد له، مما قد يدفع المزارعين لزراعته في أراضيهم".
 
والشمندر نبات جذري، له عدة أسماء منها "البنجر، الباربة، الشوندر"، وينقسم إلى نوعين، الأول شمندر السكر، حيث يتم استخراج السكر منه، وشمندر الطعام، الذي يستخدم في صناعة بعض الأطعمة والعصائر.
 
ولفتت أبو عودة، وهي روسية الأصل، إلى أنها جلبت بذور عدة أنواع من الشمندر من مسقط رأسها "روسيا"، لتجربتها، في قطاع غزة، مؤكدة أنها نجحت وأعطت نتائج جيدة.
 
وأكدت أن الشمندر مفيد جدا للصحة، مضيفة:" هذا الصنف يعالج نحو 20 مرضا (..) في روسيا نطلق عليه الذهب الموجود في الأرض لفوائده العديدة لصحة الإنسان".
 
وأكملت:" يجب أن يهتم الفلسطينيون بشكل خاص، في زراعة الشمندر، لعدة أسباب أهمها، تلوث التربة والهواء جراء الحروب الإسرائيلية المتتالية على القطاع، وارتفاع أعداد مرضى السرطان، والقلب والأوعية الدموية، والشمندر يحد من هذه الأمراض ويساهم في علاجها بشكل فعّال".
 
وأعلن مركز المعلومات الصحية في وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان أصدره في وقت سابق، أن مرض السرطان من أخطر الأمراض التي يعاني منها المجتمع الفلسطيني، حيث يحل في المرتبة الثانية كمسبب للوفيات بين الفلسطينيين خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، بعد أمراض القلب والأوعية الدموية.
 
ويعتبر الشمندر علاجًا للأشخاص الذين يعانون من فقر الدم، كما أنه مفتت لحصى الكلى، ومحفز جيد للدماغ، ومزيل للسموم التي قد تتراكم في الجسم، بالإضافة أنه يحافظ على صحة نفسية جيدة للإنسان، ويمنع الشيخوخة المبكرة، وفق أبو عودة.
 
وتكاد تخلو أسواق قطاع غزة، من الشمندر إلا من كميات محدودة، يتم استيرادها من إسرائيل، وفق تحسين السقا، مدير دائرة التسويق في وزارة الزراعة الفلسطينية بغزة.

وتابع السقا:" مزارعو غزة لا يزرعون  الشمندر كونه غير مجد اقتصاديا، ويبحثون عن أصناف الخضار والفواكه التي تدر عليهم دخلا، وتلقى رواجًا في صفوف المواطنين، في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة".