السبت  27 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

صباح غزة

2014-07-22 02:20:20 PM
صباح غزة
صورة ارشيفية

 غريب عسقلاني

أيام غزية بامتياز، وصباح قدر، ولا مفر.
بدأ الاجتياح الصهيوني، وبدأ الترقب والحذر، علا الدويِّ وأصوات الزنانات، وشطب الكائنات مع الحجر، مع الصيام والجوع وشح الماء والكهرباء والمال، وحصار البر والبحر واحتلال الهواء. غزة  ترفض الموت، وترفض الحرب، وترقص على إيقاع المقاومة، وتلوك عذابات الأسئلة.
إلى متى يستمر الحال؟ وماذا بعد؟
تفتح الأجندة على مارثون الغزوات السابقة، وغياب لم يغادر الذاكرة، وشهداء لم يجف دمهم، و تحتضن الأرض رفاتهم مشاعل نور في عتمة دامسة.
غزة تترقب دماراً يتبارى إليه الأخ العربي والصديق الإقليمي وأصحاب النوايا.
واتفاق لا يُنفذ، ويفتح الأمر عل كل الاحتمالات! غزة تتوقع أسوأ الاحتمالات فترقص على دمها.
العدو الهمجي يضيق ذرعاً، لم يصل بعد إلى سبر أغوار غزة، ويقع في البلبلة كلما تعلق الأمر بالمقاومة.
غزة اليوم ترسم الأخبار، وتستدعي الشطار والعيار وتجار الوقت، غزة اليوم عروس الإعلام الذي يشوه المشهد تأويلاً وتحليلاً، ويدلي بدلوه كل من هب ودب، ومن شاء خدمة الأباطرة المتربعين دوماً على جماجم الشعوب، دولاً كانوا أم تجار وقت مستثمرين، يتاجرون حتى بصور الأطفال والشيوخ والمرضى وتفتيت الحجر.
وما العمل؟
والحرب وسيلة، لحصاد سيأتي، أو لتوصيل رسالة لعدو مريض بالغرور والصلف، مدعوم بحلفاء وضعوه شوكة في الخاصرة العربية والإقليمية، ويتشدقون رياءً على الوضع الإنساني في غزة، وكأن الذي يحدث، محض كارثة طبيعية تحتاج معونة طارئة وعاجلة!
لا يدركون أن غزة المجنونة، لا تتخلى عن أحصنة المقاومة في أتون المواجهة، ولكنها قد تؤجل المساءلة، وتكظم غيظ الأسئلة.
أيها الفلسطينيون في كل مكان، غزة تناشد ولا تستغيث، فالتفوا حول الوطن أولاً وأخيراً، وزعوا الأدوار، وتوقفوا عن المرادحة، والمهاترة، واعلموا أن غزة اعتادت على دفع الثمن، فلا تجعلوا صمودها بلا ثمن، وكونوا على حذر.
أيها العرب، لا تتراجعوا عن دوركم الأصيل، وتوحدوا نحو الأصيل من الحقوق، فالقضية الفلسطينية، باتت الحصوة التي تسند الزير، فلا تكسروها، حتى لا ينكسر الزير العربي، بما فيه من ماء وهو قليل.   
 
يا أيها المقاومون في غزة والضفة الغربية، كونوا على حذر من انتصار لا يفضي إلى نتائج، وثقوا أن الرسائل قد وصلت العدو، فلا تغضوا الطرف عن أسئلة الكل الفلسطيني، التي تحفظ أجندة الوطن، وعودوا حكمة زيت الزيتون الذي يضيء الكنائس والمساجد، ويشعل في الصدور أهازيج الصمود.
فالحال في غزة في صباح الاجتياح. بخير..

غزة بخير.. تغني للشهيد وترقص على جراجها.. على مضض!!